على غرار الناتو.. ترامب يعرض ضمانات أمنية لأوكرانيا مقابل تنازلات لروسيا
في خطوة مثيرة للجدل، طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أوكرانيا صفقة تقوم على أساس منحها ضمانات أمنية " من قبل واشنطن على غرار حلف الناتو" مقابل التنازل عن بعض الأراضي لروسيا.
هذا العرض الذي كشفته صحيفة دايلي ميل يعكس رغبة واشنطن في تسريع إنهاء الحرب المستمرة منذ أربع سنوات، عبر صيغة توازن بين السيادة الأوكرانية والضغط الدولي لإغلاق ملف النزاع، وفقا لصحيفة دايلي ميل البريطانية.
وتناولت جولة المحادثات الأحدث التي جرت في برلين بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومبعوثي ترامب، جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، تفاصيل الصفقة المقترحة، حيث شددت إدارة ترامب على أن "الفرصة لن تبقى متاحة إلى الأبد"، في إشارة إلى أن واشنطن تريد حسم الموقف سريعًا.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة كوريا هيرالد عن ترامب قوله إن "اتفاق السلام بات أقرب من أي وقت مضى"، مؤكدًا أن المفاوضات الأخيرة جعلت الأطراف أكثر قربًا من التوصل إلى تسوية نهائية، وفقًا لصحيفة كوريا هيرالد.
وأوضحت صحيفة الجارديان البريطانية أن العرض الأمريكي غير المسبوق بتقديم ضمانات أمنية شبيهة بالناتو جاء خلال محادثات في برلين، حيث أكد المبعوثون أن الصفقة لن تبقى مطروحة إلى الأبد، بينما شدد القادة الأوروبيون على أن نتائج هذه المفاوضات ستؤثر على أمن بلدانهم لعقود مقبلة.
زيلينسكي من جانبه أعلن أنه سيطلب من واشنطن فرض عقوبات إضافية على روسيا وتزويد أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى إذا رفضت موسكو المقترحات، كما أبدى دعمًا لفكرة وقف إطلاق النار خلال فترة أعياد الميلاد، خصوصًا ضد الهجمات على البنية التحتية للطاقة.
ونقلت الجارديان أيضًا تصريحات المستشار الألماني فريدريش ميرتز الذي قال إن "إمكانية وقف إطلاق النار باتت لأول مرة منذ بداية الحرب قابلة للتصور"، فيما أكد رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أنه شعر للمرة الأولى أن جميع الأطراف تتصرف كحلفاء من معسكر واحد، مشيرًا إلى أن الأمريكيين تحدثوا بوضوح عن ضمانات أمنية ستجعل روسيا تدرك أن أي هجوم جديد سيقابل برد عسكري أمريكي مباشر.
كما أضاف رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون أن الضمانات أصبحت "أكثر وضوحًا ومصداقية"، لكنه حذر من أن أسئلة صعبة ما زالت قائمة، خاصة ما يتعلق بالأراضي وما إذا كانت روسيا تريد السلام فعلًا.
وتزامنت الاجتماعات في برلين مع هجوم سيبراني على البرلمان الألماني أدى إلى تعطيل البريد الإلكتروني لساعات، وهو ما اعتبرته مصادر أوروبية محاولة للتشويش على المفاوضات.
كما كشفت كييف عن عملية نوعية باستخدام طائرات مسيّرة بحرية استهدفت غواصة روسية من طراز "كيلو" في ميناء نوفوروسيسك، في أول عملية من نوعها، ووصفتها البحرية الأوكرانية بأنها "نقطة تحول جديدة" في المعركة البحرية.
وفي سياق أوسع، أشارت الجارديان إلى أن رئيسة جهاز الاستخبارات البريطاني MI6، بلايز متروويلي، اتهمت بوتين بالمماطلة في المفاوضات واستخدام تكتيكات تقع "دون عتبة الحرب" لإرهاق الغرب، مؤكدة أن الكرملين لا يزال مصممًا على إخضاع أوكرانيا ومضايقة أعضاء الناتو.
كما لفتت الصحيفة إلى أن البنك المركزي الروسي طالب بتعويضات تصل إلى 230 مليار دولار من مؤسسة "يوروكلير"، في محاولة للضغط على الاتحاد الأوروبي الذي يبحث استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل دفاع أوكرانيا.
وأخيرًا، تستعد لاهاي لاستضافة مؤتمر دولي لإطلاق لجنة مطالبات لتعويض كييف عن مئات المليارات من الأضرار الناجمة عن الهجمات الروسية وجرائم الحرب المزعومة، بمشاركة قادة أوروبيين بارزين، فيما اعتمد الاتحاد الأوروبي حزمة جديدة من العقوبات على تجارة النفط الروسية، في إطار محاولاته المستمرة لتضييق الخناق على موسكو.