استياء أمريكي من إسرائيل بعد اغتيال القيادي في حماس رائد سعد
فيما يعد أول تعليق أمريكي على إعلان حركة حماس أنها تحتفظ بحق الرد على اغتيال القيادي في كتائب عز الدين القسام، رائد سعد، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في حديثه مع الصحفيين في البيت الأبيض إن الولايات المتحدة تحقق فيما إذا كانت إسرائيل قد انتهكت وقف إطلاق النار عندما اغتالت القيادي في كتائب القسام رائد سعد.
تأتي تصريحات ترامب، بعدما تناقلت تقارير صحفية وأخرى متلفزة من التلفزيون الإسرائيلي، استياء في الولايات المتحدة من عملية الاغتيال، وقد أوضح الأمريكيون لإسرائيل استياءهم من الهجوم، معتبرين إياه انتهاكًا لوقف إطلاق النار، إضافةً إلى ذلك، ترى الولايات المتحدة أن هذا الأمر يُعيق الانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة، والتي ستكون محور حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وترامب في نهاية الشهر.
وقال ترامب للصحفيين إن حماس أعلنت نيتها نزع سلاحها، وسنرى إن كان ذلك صحيحًا، وتطرق أيضًا إلى مسألة تعزيز حزب الله، قائلًا إن هذه المنظمة الإرهابية اللبنانية “مشكلة”.
وأضاف: “سنرى ما سيحدث”. وفيما يتعلق بالهجمات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية في يونيو الماضي، قال: “كل قنبلة أصابت هدفها بدقة. لو لم نُعطّل قدراتهم النووية، لما تمكّنا من إحلال السلام”.
وتحدث الرئيس الأمريكي أيضًا عن مسألة القوة الدولية التي ستتمركز في قطاع غزة كجزء من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وقال إن القوة “بشكل عام” جاهزة للعمل بالفعل.
وتابع: “ستتوسع، وستنضم إليها دول أخرى فهي موجودة بالفعل داخل القطاع. سيتم إرسال أي عدد من الجنود أطلبه. أكثر من 59 دولة ترغب في السلام”.
وقال: “غدًا، ستجتمع القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) في الدوحة، حيث سيجتمع ممثلون عن عشرات الدول لمناقشة موضوع قوة تحقيق الاستقرار”.
وكانت مسيّرة إسرائيلية قد استهدفت يوم السبت سيارة مدنية على طريق الرشيد غرب مدينة غزة بأربعة صواريخ، ما أدى إلى استشهاد القيادي البارز في كتائب القسام، رائد سعد.
واعتبرت حركة حماس أن الهجوم الإسرائيلي يشكل خرقًا لوقف إطلاق النار وللخطة التي وضعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، متهمة إسرائيل بالسعي عمدًا إلى تقويض وقف النار وإفشاله. ودعت الحركة الوسطاء إلى التدخل لوقف الخروقات الإسرائيلية.
ومنذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، لا تزال القوات الإسرائيلية تسيطر على النصف الشرقي الخالي من السكان من قطاع غزة، في حين استعادت حماس سيطرتها على النصف الغربي حيث يعيش معظم سكان القطاع، الذين يزيد عددهم على مليوني نسمة، وسط أنقاض واسعة خلفتها العمليات العسكرية.
فيما لم يتفق الطرفان حتى الآن على الخطوات التالية. وتطالب إسرائيل حماس بنزع سلاحها، كما تسعى إلى منعها من أي دور إداري مستقبلي في غزة.
في المقابل، تؤكد حماس أنها لن تتخلى عن سلاحها، وتطالب بـ انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من القطاع.
وينص الاتفاق على تشكيل قوة استقرار دولية بتفويض من الأمم المتحدة للمساعدة في حفظ السلام.
وقال القيادي في حماس خليل الحية إن دور هذه القوة يجب أن يقتصر على الانتشار على حدود قطاع غزة، خارج أراضيه.
وقال خليل الحية، إن عملية اغتيال إسرائيل للرجل الثاني في كتائب القسام الذراع العسكرية للحركة، رائد سعد، يهدد بقاء الاتفاق (وقف إطلاق النار) صامدًا في القطاع.
إلى ذلك، تطابقت التقارير العبرية، حول لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والمبعوث الأميركي الخاص لسوريا سفير الولايات المتحدة لدى تركيا، توم برّاك، الاثنين، في القدس، على تلقّي الأول رسائل حادة وخاصة من إدارة الرئيس دونالد ترامب، قبل قمة أميركية - إسرائيلية مرتقبة، نهاية الشهر، في فلوريدا.
وتركز الاجتماع بين برّاك ونتنياهو على 3 محاور هي: غزة، وسوريا، واللقاء مع ترامب.
وفي ملف غزة، والانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي بدأ أكتوبر الماضي، فإن صحيفة يديعوت أحرونوت أفادت بأن برّاك حاول تبديد مخاوف نتنياهو من الدور التركي وإقناعه بمشاركتها في القوات الدولية في قطاع غزة، موضحًا أن تركيا هي الدولة الأكثر تأثيرًا على (حماس)، والأكثر قدرة على إقناعها بنزع سلاحها.
وأفادت الصحيفة بأن براك ذكّر نتنياهو بأن تركيا وقّعت على خطة ترامب (بشأن وقف إطلاق النار في غزة)، وتعهدت باسم (حماس) ببند تسليم الأسلحة، وستؤدي مشاركتها إلى تحفيز العديد من الدول المترددة حاليًا بالمشاركة في القوة الدولية.
وحسبما نقلت الصحيفة، فإن برّاك قال إن عدم مشاركة تركيا يجعل تلك الدول تتراجع عن المشاركة، والرئيس ترامب لن يسمح بفشل هذه الفكرة، موضحًا أن تصريحات نتنياهو التي قال فيها إنه لا يثق بأن (حماس) ستتخلى عن أسلحتها، وتهديده بأن إسرائيل هي التي ستستطيع ذلك، هي تصريحات غير مقبولة، وتشكل تهديدًا للخطة.
وتوافقت الإفادات السابقة، مع ما نقلته القناة 12 للتلفزيون الإسرائيلي، الاثنين، أن البيت الأبيض نقل رسالة (خاصة وحادة) إلى نتنياهو، شددت على أن اغتيال القيادي العسكري البارز في حركة (حماس)، رائد سعد، يشكّل خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة ترمب.
كما أكدت القناة وجود توتر متصاعد بين إدارة ترامب وحكومة نتنياهو، على خلفية الخلاف حول الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق لإنهاء الحرب على غزة، إضافة إلى السياسات الإسرائيلية الأوسع في المنطقة.
وقال مسؤولان أميركيان للقناة إن وزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص للبيت الأبيض ستيف ويتكوف، وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي، باتوا محبطين للغاية من سلوك نتنياهو.
ونقل التقرير عن مسؤول أميركي رفيع قوله إن فحوى الرسالة التي وُجّهت إلى نتنياهو كان واضحًا: إذا كنت تريد تدمير سمعتك وإظهار أنك لا تلتزم بالاتفاقات فهذا شأنك، لكننا لن نسمح لك بتدمير سمعة الرئيس ترامب بعد أن توسط في اتفاق غزة.
وفي الضفة الغربية، قال مسؤول أميركي كبير ومصدر مطّلع إن البيت الأبيض يشعر بقلق متزايد إزاء عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، وما يراه استفزازات إسرائيلية تضر بالجهود الأميركية لتوسيع (الاتفاقيات الإبراهيمية)، وأضاف المسؤول الأميركي: "الولايات المتحدة لا تطلب من نتنياهو المساس بأمن إسرائيل، بل تطلب منه عدم اتخاذ خطوات تُفسَّر في العالم العربي على أنها استفزازية".
وقال مسؤول أميركي: "نتنياهو تحوّل خلال العامين الماضيين إلى شخصية منبوذة دوليًا. عليه أن يسأل نفسه لماذا يرفض الرئيس عبد الفتاح السيسي لقاءه، ولماذا، بعد خمس سنوات على اتفاقيات أبراهام، لم تتم دعوته لزيارة الإمارات.
وأضاف: "إدارة ترامب تبذل جهدًا كبيرًا لإصلاح الوضع، لكن إذا لم يكن نتنياهو مستعدًا لاتخاذ خطوات لخفض التصعيد، فلن نضيّع وقتنا في محاولة توسيع (الاتفاقيات الإبراهيمية).