متحدث فتح: اليمين الإسرائيلي يعتبر الدولة الفلسطينية العدو الأكبر| فيديو
أكد عبدالفتاح دولة، المتحدث باسم حركة فتح، أن الحكومة الإسرائيلية الحالية بقيادة اليمين المتطرف، وعلى رأسها بنيامين نتنياهو، لا تنظر إلى حركة حماس أو الفصائل الفلسطينية باعتبارها العدو الأول، بل تعتبر أن الخطر الحقيقي يتمثل في قيام دولة فلسطينية مستقلة، وهو ما يفسر السياسات العدوانية والتشريعات الأخيرة التي تستهدف وأد أي أفق سياسي لحل الدولتين.
تصويت الكنيست والعقلية الإسرائيلية
وأوضح عبدالفتاح دولة، خلال مداخلة لقناة «القاهرة الإخبارية»، أن تصويت الكنيست الإسرائيلي على قرار يمنع قيام دولة فلسطينية يعكس بوضوح الذهنية الحاكمة داخل دولة الاحتلال، والتي ترفض من الأساس فكرة الاعتراف بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وتسعى لفرض الأمر الواقع بالقوة السياسية والعسكرية.
وأشار متحدث حركة فتح، إلى أن هذا القرار لا يمكن فصله عن التوجهات الأيديولوجية لحكومة نتنياهو، التي تقوم على إنكار الوجود السياسي الفلسطيني، واعتبار فكرة الدولة الفلسطينية تهديدًا وجوديًا لمشروع الاحتلال، بغض النظر عن أي التزامات دولية أو قرارات أممية.
مشروع نسف حل الدولتين
وأكد عبد الفتاح دولة، أن اليمين المتطرف في إسرائيل يعمل وفق مشروع واضح يتمثل في إقامة ما يسمى بـ«دولة إسرائيل الكبرى»، وهو مشروع توسعي يتجاوز حدود فلسطين التاريخية، ويتناقض كليًا مع أي حديث عن تسوية سياسية أو حل قائم على دولتين، وأن هذا المشروع الاستيطاني لا يستهدف فقط الأراضي الفلسطينية، بل يسعى إلى تغيير معالم المنطقة بأكملها، ما يجعل حكومة الاحتلال في مواجهة مباشرة مع الإرادة الدولية التي ترى أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وشدد متحدث فتح، على أن بنيامين نتنياهو وحكومته لا يملكون أي حق قانوني أو أخلاقي في تقرير مصير الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن هذا الحق مكفول بموجب الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، ولا يمكن مصادرته بقرارات أحادية صادرة عن الكنيست أو حكومة الاحتلال، وأن المجتمع الدولي يشهد حالة من التوافق المتزايد حول ضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، باعتبارها المدخل الحقيقي لإنهاء الصراع الممتد منذ عقود، وتحقيق سلام عادل وشامل يضمن الحقوق الفلسطينية المشروعة.
الدور الأمريكي وتأثيره الحاسم
وأكد متحدث حركة فتح، أن الدور الأمريكي يظل العامل الأكثر تأثيرًا في مسار القضية الفلسطينية، داعيًا الإدارة الأمريكية، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، إلى الانسجام مع الإجماع الدولي الداعي لإقامة الدولة الفلسطينية، خاصة في ظل تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي تحدث فيها عن رغبته في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة عبر خطة سياسية بدأت مرحلتها الأولى.
واختتم عبدالفتاح دولة، تصريحاته بالتأكيد على أن الدولة الفلسطينية باتت واقعًا سياسيًا معترفًا به دوليًا، حيث حظيت باعتراف 151 دولة حول العالم، وتحمل صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة، وتسير بخطى ثابتة نحو الحصول على العضوية الكاملة، وأن أي غياب لموقف أمريكي واضح وحاسم من شأنه أن يمنح حكومة الاحتلال مزيدًا من الوقت لمواصلة سياساتها التوسعية، وفرض وقائع جديدة على الأرض تعرقل فرص السلام.

استمرار الرفض الإسرائيلي
وأشار متحدث حركة فتح، إلى أن العائق الحقيقي أمام هذا المسار لا يتمثل في غياب الشرعية الفلسطينية، بل في استمرار الرفض الإسرائيلي، وغياب موقف أمريكي داعم، مؤكدًا أن هذا الرفض لا يجب أن يُفرض على المجتمع الدولي أو أن يكون عائقًا أمام تحقيق العدالة والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.