من أيقونة آنفيلد إلى مقاعد البدلاء.. كيف انفجرت أزمة صلاح؟| تفاصيل جديدة
منذ بداية ديسمبر الجاري، دخل مستقبل محمد صلاح مع ليفربول مرحلة غير مسبوقة من التوتر. النجم المصري، الذي قضى تسعة مواسم في آنفيلد وحقق خلالها إنجازات تاريخية أبرزها دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي، وجد نفسه فجأة خارج التشكيلة الأساسية لثلاث مباريات متتالية، قبل أن يُستبعد من مواجهة إنتر ميلان في دوري الأبطال.
أزمة أثارت عاصفة إعلامية غير مسبوقة
تصريحاته بعد مباراة ليدز، حين قال إنه شعر بأنه "تم رميه تحت الحافلة"، فجرت أزمة داخلية وأثارت عاصفة إعلامية غير مسبوقة.
وأكدت صحيفة ليفربول إيكو أن صلاح عقد جلسة مصارحة مع المدرب آرنه سلوت، وعاد كبديل أمام برايتون، لكن علامات التوتر لا تزال قائمة، فيما يرى كثيرون أن انتقاله في يناير بات احتمالًا قويًا.
وكان الأسطورة الألماني ماركوس بابل، المدافع السابق لليفربول، قد وصف صلاح بأنه "أناني" بسبب خروجه للإعلام في وقت صعب للفريق، مؤكدًا أن هذا السلوك لا يتماشى مع روح النادي.
بابل، الذي كان جزءًا من فريق الثلاثية التاريخية عام 2001، ذهب أبعد من ذلك حين رشّح جناح بايرن ميونيخ مايكل أوليس ليكون "الحل المثالي" إذا رحل صلاح، معتبرًا أن أسلوب لعبه يتناسب تمامًا مع فلسفة ليفربول.
هذه التصريحات أضافت مزيدًا من الضغط على النجم المصري، الذي يُنظر إليه كأيقونة في تاريخ النادي.
وجاءت ردود الفعل داخل الفريق متباينة. فيرجيل فان دايك دعا صلاح للبقاء، لكنه لم يخفِ القلق من حقيقة أن الأزمة قد تنتهي برحيله.
أساطير أخرى مثل آلان شيرر وواين روني اختلفوا حول ما إذا كانت مسيرة صلاح مع ليفربول انتهت بالفعل، بينما أشار بيتر كراوتش إلى أنه "لا طريق للعودة" بعد تصريحاته الأخيرة.
حتى جرايم سونيس، أحد أبرز الأصوات في الإعلام الرياضي البريطاني، وصف تصريحات صلاح بأنها "تتجاوز حدود المنطق".
وتتابع الجماهير المصرية والعربية الملف عن كثب، إذ يُعتبر صلاح رمزًا وطنيًا وأيقونة رياضية. أي انتقال محتمل إلى الدوري السعودي سيُنظر إليه كخطوة جديدة في مسيرته، لكنه قد يُفسَّر أيضًا كنهاية حقبته الأوروبية.
في مصر، النقاش لا يتوقف بين من يرى أن صلاح يجب أن يختتم مسيرته في أوروبا وبين من يعتبر أن انتقاله إلى السعودية سيعزز مكانة الدوري هناك ويمنحه فرصة جديدة للتألق في بيئة عربية.
وتحمل القضية أبعادًا اقتصادية وسياسية أيضًا. العروض السعودية الضخمة، التي تجاوزت 200 مليون يورو، تعكس رغبة المملكة في استقطاب نجوم عالميين لتعزيز مكانة الدوري السعودي.
أما ليفربول، فيجد نفسه أمام معضلة: الحفاظ على أسطورته رغم تراجع العلاقة مع المدرب، أو الاستفادة ماليًا من صفقة انتقال تاريخية.
ويبدو أن قصة محمد صلاح مع ليفربول باتت تقترب من فصلها الأخير في ضوء غالبية التكهنات المتداولة. وسواء بقي حتى نهاية الموسم أو رحل في يناير، فإن إنجازه في آنفيلد سيظل محفورًا في ذاكرة الجماهير، كأحد أعظم اللاعبين الذين ارتدوا القميص الأحمر. لكن الأزمة الحالية تكشف أيضًا عن هشاشة العلاقة بين النجوم والأندية، وعن كيف يمكن لتصريح واحد أن يغير مسار نجم بالكامل.