"دماغي فيها شر".. تفاصيل التحقيق مع مدرب هليوليدو هتك عرض قاصر عقب المشدد 7 سنوات| عاجل
“الرئيس نيوز” يحصل على نص التحقيقات وأقوال الشهود وقائمة الاتهامات الكاملة في قضية مدرب "الهليوليدو" لفتيات الطائرة بواقعة هتك عرض قاصر
حصل "الرئيس نيوز" على نص التحقيقات وأقوال الشهود وقائمة الاتهامات الكاملة في القضية المتهم فيها “م. ع. م”، البالغ من العمر 33 عامًا، ويعمل إداريا بمدرسة للغات ومدربا لفريق الفتيات لسن 17 سنة للكرة الطائرة بنادي الهليوليدو الرياضي، بهتك عرض فتاة بالفريق لم تبلغ الثامنة عشرة من عمرها، عقب صدور حكم بسجنه 7 سنوات.
حملت القضية رقم 8054 لسنة 2025 جنايات مصر الجديدة، وقيدت برقم 17 لسنة 2025 حصر تحقيق كلي شرق القاهرة، وكذلك برقم 2922 لسنة 2025 كلي شرق القاهرة، وباشر التحقيقات فريق من جهات التحقيق تحت إشراف كامل من المحامي العام الأول المستشار أحمد صبيح، الذي تابع تفاصيل الواقعة منذ بدايتها حتى قرار الإحالة إلى المحاكمة.
تفاصيل واقعة اعتداء مدرب كرة طائرة على لاعبة نادي الهليوليدو الرياضي
بدأت الواقعة من عند "ش. ع. م. – 50 سنة – ربة منزل" وهي والدة الضحية المجني عليها، والتي توجهت إلى النيابة العامة وأبلغت عن الواقعة، وقالت خلال سماع أقوالها أمام النيابة العامة، إنه نما إلى علمها واقعة تعرض نجلتها لابتزاز عبر تطبيق التواصل الاجتماعي "واتس اب" من قبل المتهم وهو مدربها الخاص بالكرة الطائرة، وذلك عقب اكتشاف نجلتها الكبرى للواقعة.
وأضافت أنها عندما سألت نجلتها الصغرى الضحية المجني عليها قررت أن المتهم تحصل على صور خاصة من مجموعة الفريق الخاصة وهددها بها، كما طلب منها التقاط مقطع مصور لها حال استحمامها، إلا أنها لم تقف على طبيعة العلاقة بينهما سوى أنها علاقة حب فقط.
كما قررت بتعرض نجلتها لواقعة هتك عرض بالنادي وباستطالة يد المتهم إلى موضع عفتها ومؤخرتها وأن نجلتها أنبأتها بذلك.
كما استمعت النيابة إلى أقوال "ح. ج. ع. – 61 سنة – كبير معلمين بالمعاش" وهو والد الضحية المجني عليها خلال التحقيقات، والذي أقر خلالها أنه حال تواجده بمسكنه تناهى لسمعه صوت نجلته الكبرى وهي تحادث المتهم "مدرب الفتيات" بانفعال شديد.
استبعاد من المباريات
وأضاف أنه بسؤالها عن سبب ذلك أنبأته أن المتهم يقوم بتهديد شقيقتها بإلحاق الأذى بها واستبعاد نجلته المجني عليها من المباريات في حالة عدم موافقتها على إرسال صور لها بالملابس المنزلية، وفور علمه بذلك قام باصطحاب نجلته إلى قسم الشرطة وحرر محضر ضد المدرب.
واستمعت النيابة إلى أقوال "د. ع ف. – 26 سنة – حاصلة على بكالوريوس إدارة وسكرتارية"، وهي زوجة المتهم، والتي أقرت في أقوالها أمام النيابة العامة بانعقاد رابطة الزوجية فيما بينها وبين المتهم.
وأضافت أنه لا توجد أي خلافات فيما بينهما من أي نوع وفق ما قررته المجني عليها على لسان المتهم من سبق تطليقها إياها أو تهديدها بذلك، مؤكدة أنها ادعاءات قالها المتهم للمجني عليها ليبرر أفعاله المخلة معها.
واطلعت النيابة العامة على محتوى الرسائل المتبادلة بين المدرب والمجني عليها، والتي ضمت مقاطع مصورة ورسائل نصية موثقة على هاتف الفتاة، بحسب ما ورد بمحضر الاستدلالات.
دماغي بتقلب على حاجات شر
وجاء في نصوص الرسائل التي اطلعت عليها النيابة، أن المتهم أرسل إلى المجني عليها عبارات تحمل تهديدا، منها قوله: "انتي مخليا دماغي تقلب على حاجات فيها شر مش عارف ليه، انتي خلتيني أعند معاكي وأنا من زمان بحذرك قولتلك أوعي تخليني أعند معاكي لأن هيكون وحش وهتكرهيني"، وهي الرسائل التي وصفتها النيابة بأنها تهديد نفسي واضح.
كما تضمنت الرسائل الأخرى قوله: "أنا بسطها وقلتلك خليها شات بس وانتي عارفة يعني إيه تمنعيني عنك، الشر اللي في دماغي هيخليكي تكرهيني، ادعي بس ربنا يبعد الشيطان عني الفترة دي من ناحيتك"، وهي عبارات استندت إليها النيابة في إثبات نية المتهم استعمال الترهيب والضغط النفسي على الفتاة.
وأثبتت النيابة أن تلك الرسائل تم إرسالها من الهاتف الخاص بالمتهم في تواريخ متتابعة، وأنها كانت سببا مباشرا في لجوء المجني عليها وأسرتها إلى تحرير البلاغ ضده، بعد شعورها بتهديد واضح باستخدام الصور والمحادثات القديمة ضدها في محاولة ابتزازها وإرغامها على علاقة جنسية معه.
واستمعت النيابة إلى أقوال محمد ربيع باشا، رئيس جهاز الكرة الطائرة بنادي الهليوليدو في التحقيقات المتعلقة بواقعة مدرب فريق الكرة الطائرة بالنادي والتعلقة بهتك عرض احدى لاعبات الفريق.حيث أكد رئيس جهاز الكرة الطائرة بالنادي، أن الفيديو المنتشر للمدرب أثناء تواجده في غرفة نوم اللاعبات داخل أحد الفنادق خلال معسكر الفريق يمثل مخالفة فاضحة تستوجب فصله فورًا، مشيرًا إلى أن الواقعة تتنافى مع القيم والأعراف التي تربت عليها المنظومة الرياضية داخل النادي.
وقال محمد ربيع باشا، البالغ من العمر 46 عامًا، في أقواله أمام جهات التحقيق، إن المتهم كان يتولى تدريب فريق الفتيات تحت 17 سنة منذ بداية الموسم الرياضي 2024 / 2025، وتحديدًا منذ شهر يوليو من العام الماضي، مؤكدًا أن العلاقة بين المدرب واللاعبات يجب أن تقوم على الانضباط والاحترام الكامل، وأن أي خروج عن هذه الحدود يُعد إخلالًا جسيمًا بواجبات المدرب ومسؤولياته.
وشدد رئيس الجهاز على أن طبيعة عمل مدربي الفرق النسائية تتطلب قدرًا عاليًا من الالتزام الأخلاقي والانضباط السلوكي، وأنه من غير المقبول تحت أي ظرف أن يتواجد المدرب داخل غرف نوم اللاعبات أو يتعامل معهن خارج الإطار التدريبي المقرر، موضحًا أن الفيديو الذي أظهر المدرب وهو داخل غرفة نوم بعض الفتيات أثناء استلقائهن على الأسرة بالفندق لا يمكن تبريره بأي مبرر مهني، ويشكل مخالفة صريحة للأعراف والتقاليد، بل وللقواعد السلوكية المنصوص عليها في لوائح النادي واتحاد الكرة الطائرة.
فصل المدرب
وأضاف باشا أن النادي يتعامل مع مثل هذه التصرفات بصرامة، وأن إدارة النادي كانت ستتخذ قرارًا فوريًا بفصل المدرب حال علمها بتلك الواقعة قبل تداول الفيديو، لأنها تمس سمعة النادي وتسيء إلى البيئة الرياضية التي يحرص الجهاز الفني على الحفاظ عليها، مؤكدًا أن النادي لا يتهاون في قضايا تتعلق بسلوك المدربين أو أمن وسلامة اللاعبات.
وواجهت النيابة العامة المتهم بأقوال القتاة والتي روت بالكامل ما تم معها من المتهم، ليعترف خلال التحقيقات بتفاصيل الواقعة، حيث استعرضت النيابة العامة خلال التحقيقات مضمون اعترافات المتهم في القضية والتي أكدت تطابق بين ما دونه بخط يده وما ورد في محادثات "واتساب" المستخرجة من هاتفه.
واعترف المدرب خلال التحقيقات، تفصيلا بوقوع الواقعة، موضحًا أن بدايتها كانت تواصلا عاديا بينه وبين المجني عليها في سياق التدريب، قبل أن تتطور إلى علاقة شخصية عبر تطبيقات المراسلة.
وقال المتهم في اعترافاته، إنه انجذب نفسيا إلى المجني عليها عقب تلقيه منها صورة ترتدي فيها ملابس منزلية، مؤكدا أنه لم يطلب منها في البداية أي شيء خارج حدود المألوف، لكنه بمرور الوقت بدأ يرسل إليها كلمات إعجاب ومدح، فوجد منها استجابة وتشجيعا على التواصل المتكرر وفقا لادعائه.
وأشار إلى أن المحادثات بينهما أصبحت شبه يومية، وأنه كان يشعر بارتياح متبادل في الحديث معها، إلى أن بدأ الأمر يأخذ منحى مختلفا لم يكن يتوقعه، مؤكدا أن ما حدث لاحقًا كان نتيجة "انزلاق تدريجي" وليس نية مسبقة.
وقال المتهم إنه بالفعل هو من أرسل جميع الرسائل التي عثرت عليها المجني عليها، وأنها دونت بعضها بخط يدها توثيقا لما دار بينهما، موضحا أنه حذف عددا من الرسائل لاحقا خوفا من افتضاح الأمر.
وأضاف أنه أقر بصحة كل ما ورد في الرسائل والمحادثات التي تضمنت عبارات شخصية وابتزازها لإرغامها على عودة العلاقة فيما بينهما بعد أن إنهاء العلاقة بينهما، كما اعترف بأنه استفسر في بعض الأحيان عن تفاصيل تخص زميلات المجني عليها في الفريق.
وأكد أنه لم ينكر أي جزء من المحادثات، وأوضح أنه كان المستخدم الفعلي لتطبيق "واتساب" على هاتفه الشخصي، ولم يشاركه فيه أحد.
وقال المتهم في التحقيقات إنه بعد فترة من التواصل المستمر بينهما، بدأت الفتاة تقلل من ردودها عليه، ثم توقفت تدريجيا عن إرسال أي صور أو رسائل، وهو ما تسبب في حالة من التوتر بينهما.
وأوضح أنه شعر بالرفض والإهمال، فحاول مرارا إعادة التواصل معها دون جدوى، حتى قرر – وفق ما ورد في أقواله – استخدام أسلوب الضغط النفسي عليها بإرسال تلميحات بأنه يحتفظ بصور قديمة لها في بريده الإلكتروني.
وأكد أنه استعاد تلك الصور من النسخ الاحتياطي، وأرسل إليها إحداها ليظهر أنه لا يزال يحتفظ بها، محاولا دفعها للعودة للتحدث معه، وأشار إلى أنه كتب لها رسائل انفعالية تحت تأثير الغضب، وأنه لم يكن ينوي إيذاءها فعليا.
عقب انتهاء التحقيقات وجهت النيابة العامة إلى المتهم في أمر الإحالة إلى الحاكمة الجنائية عدة اتهامات وهي أنه ارتكب جريمة هتك عرض المجني عليها "د. ح." — وهي فتاة لم تبلغ بعد سن الثامنة عشرة — عنوة وبالقوة، مستغلا صفته كمدرب مسؤول عن الإشراف عليها ضمن فريق الفتيات بنادي الهليوليدو، بما يجعله من الأشخاص الذين لهم سلطة عليها ومسؤولية تربوية ورياضية مباشرة.
وأظهرت التحقيقات أن بداية الواقعة بدأت عندما دعا المتهم المجني عليها إلى الجلوس بجواره في المقعد الخلفي من حافلة كانا يستقلانها عقب تدريب الفريق، فاستجابت لدعوته دون أن تتوقع نواياه، ليقوم على نحو مفاجئ بمد يده إلى موضع عفتها بقصد هتك عرضها.
وأشارت التحقيقات إلى أن المتهم استغل الثقة التي منحها له موقعه كمدرب للفريق، وما ترتب عليه من سلطة نفسية ومجتمعية تجاه الفتيات اللاتي يدربهن، ليرتكب فعل يخالف واجبات مهنته ومسؤولياته تجاه من يشرف عليهن.