< جريمة عروس المنوفية| هل تنقذ الكفتة والـ 200 جنيه قاتل كريمة محمد من حبل المشنقة؟
الرئيس نيوز
رئيس التحرير
شيماء جلال

جريمة عروس المنوفية| هل تنقذ الكفتة والـ 200 جنيه قاتل كريمة محمد من حبل المشنقة؟

الرئيس نيوز

عروس المنوفية قُتلت بعد 4 أشهر من الزواج: جريمة "ميت برة" تُشعل الجدل بين رواية الحماة وصرخات الأم المكلومة

شهدت قرية ميت برة التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية فاجعة هزّت الرأي العام، بطلتها "كريمة محمد" (20 عامًا)، التي فارقت الحياة داخل منزل الزوجية بعد أربعة أشهر فقط من زواجها، وهي تحمل جنينها. القضية لا تزال تثير موجة من الغضب والتساؤلات، خاصة مع التضارب الصارخ بين رواية أسرة الزوج المتهم ورواية الأم المكلومة لـ "العروس الحامل" الضحية.

ألقت الأجهزة الأمنية القبض على الزوج، "أيمن جمال" (25 عامًا)، الذي يعمل مساعدًا على سيارة نقل، بعد أن أظهرت المعاينة الأولية للجثمان وجود إصابات وكدمات متعددة وآثار خنق، وهو ما يناقض تمامًا ادعاءات السقوط من على السلم التي قُدمت للأسرة في البداية.

دفاع الحماة: الـ 200 جنيه والكفتة.. محاولة يائسة لتبرئة الابن

في محاولة للدفاع عن نجلها المتهم بقتل زوجته، نفت والدة الزوج كافة الاتهامات الموجهة لابنها بشأن سوء المعاملة أو التقصير، مؤكدة أنه كان يوفر كافة احتياجات "كريمة".

وزعمت أن ابنها كان يمنح زوجته مبلغ 200 جنيه أسبوعيًا لشراء الخضار والفاكهة، مشيرة إلى أنها لم تكن مكلفة بأعباء المنزل، حيث كانت هي من تتولى شراء الخضراوات والطعام.

وصفت "كريمة" بأنها "كانت دايمًا هادية، بتقول حاضر ونعم على طول، وما كنّاش سامعين منها شكوى".، أكدت أن الثلاجة كانت ممتلئة دائمًا بالطعام، نافية صفة البخل عن ابنها.

 في تصريح صادم، ذكرت أن ابنها "كان بيحبها، وكان هيموت نفسه علشانها بالسكينة أول ما عرف بموتها"، واستشهدت على حبه بكونه كان يحضر لها "الأندومي والشيبسي، وأحيانًا الأندومي والكفتة" حسب رغبتها.

 تسببت هذه التصريحات حول "الـ 200 جنيه" و"الكفتة" في موجة استياء واسعة، حيث اعتبرها كثيرون محاولة بائسة وسطحية لتبرير جريمة قتل مروعة.

 رواية الأم المكلومة: نزيف وضرب وتهديد بالإلقاء من الشرفة

على النقيض تمامًا، تقف والدة العروس كريمة محمد، التي تسرد فصولًا مأساوية من العنف والتهديد، رسمت طريق ابنتها القصير نحو نهايتها المروعة.

 الإشارات الأولى للتعنيف والسيطرة

تروي الأم تفاصيل مأساة ابنتها كريمة منذ الساعات الأولى للزواج، أكدت الأم أن الزوج منع ابنتها من استخدام هاتفها، وجعل التواصل الوحيد عبر هاتفه وبوضع "مكبر الصوت"، في محاولة لعزلها ومراقبة محادثاتها.

وأنه بعد أسبوع واحد من الزواج، بدأت "كريمة" تشكو من نزيف حاد، لكن الزوج وأسرته رفضوا الذهاب بها إلى الطبيب بحجة "عدم وجود فلوس"، مما اضطر أهل العروس لأخذها لعلاجها في منزلهم لمدة أسبوع كامل.

 دوامة العنف والتهديد

بعد عودتها إلى بيت الزوجية، ظهرت ملامح العنف الصريح. تروي الأم أن ابنتها تكرر مجيئها إلى بيت أهلها حاملة آثار ضرب وكدمات، وأن الزوج كان يهددها بعبارة مرعبة: "هكتفِك وارميك من البلكونة وأقول إنك انتحرت". ورغم محاولات الأسرة للإصلاح خوفًا من الطلاق المبكر، لم تتوقف الانتهاكات.

 يوم الجريمة: "ده مش سقوط سلم.. ده ضرب.. ده موت"

الرواية التي وصلت للأم في البداية كانت "كريمة وقعت من على السلم"، لكنها عندما وصلت بعد ساعات طويلة من وقوع الحادث (الذي حدث حوالي الساعة الواحدة ظهرًا ولم تُستدعَ الإسعاف إلا في السابعة مساءً)، وجدت المشهد مختلفًا، وجدت "كريمة" مسجاة على الأرض، وجهها لونه أزرق.

و رأت الأم آثار دم خلف الرأس، ونزيفًا من الأذن، وكدمات واضحة في الرقبة والجسد، مؤكدة: "ده مش سقوط سلم.. ده ضرب.. ده موت".

الشهود من الجيران أكدوا أنهم سمعوا صراخ "كريمة" لمدة ساعة كاملة قبل الظهر، وأن محاولات لإخفاء آثار الجريمة تمت عبر محاولة تغيير ملابسها بعد الوفاة.

 مصير المتهم: النيابة تحبس الزوج 4 أيام

بعد الواقعة المأساوية، تحركت النيابة العامة بمركز قويسنا للتحقيق في جريمة قتل عروس المنوفية. وبناءً على المعاينة وأقوال الشهود وتحريات المباحث، أصدرت النيابة قرارها بـ حبس الزوج المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، في انتظار تقرير الطب الشرعي الذي سيكشف الأسباب الحقيقية والنهائية للوفاة.

تنتظر أسرة "كريمة" في مسقط رأسها بقرية مشتهر التابعة لمركز طوخ بمحافظة القليوبية، العدالة، بينما تبقى تفاصيل هذه الجريمة المؤلمة حديث الساعة، لتسلط الضوء مجددًا على قضايا العنف الأسري التي قد تنهي حياة شابّات في مقتبل العمر.