< بيت لحم تستعيد نورها بعد عامين من الظلام: إضاءة شجرة الميلاد ترسل رسالة صمود وأمل عالمية
الرئيس نيوز
رئيس التحرير
شيماء جلال

بيت لحم تستعيد نورها بعد عامين من الظلام: إضاءة شجرة الميلاد ترسل رسالة صمود وأمل عالمية

الرئيس نيوز

الساحة التاريخية تعج بالآلاف في مشهد احتفالي رمزي لإنعاش السياحة وتأكيد الهوية الفلسطينية

أعادت مدينة بيت لحم، مهد السيد المسيح، البهجة والأمل إلى العالم مساء السادس من ديسمبر، مع إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في ساحة المهد التاريخية. هذا الحدث، الذي جاء بعد انقطاع دام عامين بسبب التوترات الأمنية والحرب، لم يكن مجرد احتفال ديني، بل كان مشهدًا رمزيًا قويًا يعكس صمود المدينة وتصميمها على استعادة الحياة الطبيعية وإرسال رسالة سلام عالمية.

تجمع آلاف الفلسطينيين والمسيحيين من مختلف الطوائف، إلى جانب وفود دبلوماسية وسياح، لمتابعة لحظة إضاءة الشجرة المزينة بالأنوار والزينة التقليدية، وسط أجواء موسيقية وترانيم الميلاد التي صدحت في المكان، وفقًا لصحيفة دايلي تايمز.

رمزية الميلاد.. رسالة صمود ثقافي وديني

تعد بيت لحم، التي تحتضن كنيسة المهد، رمزًا دينيًا عالميًا بامتياز. إضاءة الشجرة هذا العام أكدت أن المدينة ما زالت قادرة على الحفاظ على تقاليدها العريقة رغم كل التحديات، وأنها تبعث برسالة أمل وسلام إلى الكوكب.

بالنسبة للمسيحيين الفلسطينيين، يمثل هذا الاحتفال فرصة جوهرية للتأكيد على هويتهم الثقافية والدينية، وارتباطهم العميق بتاريخ المدينة ومكانتها الروحية، حسبما أفاد موقع دويتشه فيله الألماني. المشهد الاحتفالي يعيد لبيت لحم مكانتها كأحد أهم مراكز الاحتفال بعيد الميلاد عالميًا.

حضور رسمي وشعبي كثيف يجسد الوحدة

شهد الاحتفال حضورًا واسعًا شمل مسؤولين فلسطينيين ورجال دين مسيحيين، وممثلين عن البعثات الدبلوماسية الأجنبية. كما توافد الآلاف من المواطنين من مختلف أنحاء الضفة الغربية، مما عكس وحدة المجتمع الفلسطيني حول رمزية الميلاد كـ "عيد للسلام والمحبة".

هذا الحضور الشعبي الكثيف، رغم الظروف الأمنية والاقتصادية الصعبة، يمثل رغبة قوية في استعادة الحياة الطبيعية والتمسك بالتقاليد العريقة التي تميز المدينة.

البعد الاقتصادي: أمل إنعاش السياحة الدينية

لا يقتصر الاحتفال على الجانب الديني والروحي، فهو يحمل بعدًا اقتصاديًا حيويًا لمدينة بيت لحم. تسعى المدينة بشكل حثيث إلى إعادة تنشيط السياحة التي تضررت بشدة خلال العامين الماضيين.

تأمل الفنادق والمطاعم والمتاجر المحلية أن يسهم موسم الأعياد في إنعاش الحركة التجارية، خصوصًا مع عودة السياح الأجانب تدريجيًا. وتعتمد بيت لحم بشكل كبير على السياحة الدينية كمصدر رئيسي للدخل، وقد أدى توقف الاحتفالات سابقًا إلى خسائر كبيرة في هذا القطاع الحيوي، وفقًا لتقارير صحفية غربية.

 رسالة صمود سياسي واجتماعي

تجاوز الاحتفال بإضاءة الشجرة كونه مناسبة دينية بحتة، ليحمل في طياته رسائل سياسية واجتماعية عميقة. سكان بيت لحم أكدوا أن الاحتفال يمثل رسالة صمود في وجه التحديات الإقليمية والحصار، ويعكس إرادة الحياة رغم الظروف القاسية.

كما أن مشاركة الوفود الدبلوماسية الأجنبية تعكس اهتمام المجتمع الدولي بدعم الفلسطينيين معنويًا، وإبراز أهمية بيت لحم كرمز عالمي للسلام والمحبة.

الإعلام الغربي يبرز "منارة السلام"

سلطت وسائل الإعلام والصحافة الغربية الضوء بشكل مكثف على هذا الحدث باعتباره رمزًا للأمل في خضم التوترات الإقليمية والأوضاع الاقتصادية الصعبة. أشارت التقارير إلى أن إضاءة الشجرة بعد عامين من الظلام تعكس رغبة الفلسطينيين في التمسك بالحياة والاحتفال رغم التحديات.

ووصفت قناة فرانس 24 المشهد بأنه "رمز للصمود والأمل"، ورسالة بأن الفرح يمكن أن يعود حتى في أحلك الظروف، وأن بيت لحم ستظل منارة للسلام والمحبة عبر التاريخ. هذا الحدث يعيد للمدينة بريقها العالمي كعاصمة روحية للميلاد، في وقت يحتاج فيه العالم إلى رسائل الأمل والسلام أكثر من أي وقت مضى.