توقعات عالمية تقود موجة ارتفاع جديدة.. أين تتجه أسعار الذهب في 2026؟
قال سعيد إمبابي رئيس مجلس إدارة منصة أي صاغة لتداول الذهب، إن التوقعات تشير إلى أن الذهب يستقبل 2026 بمسار صاعد إذ تتزايد قناعة المؤسسات المالية العالمية بأن المعدن النفيس مقبل على موجة ارتفاع جديدة قد تدفعه إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية العالمية الراهنة.
وذكر مجلس الذهب العالمي في تقريره عن توقعات الذهب العام المقبل أن التوقعات تشير إلى مفاجأت في الأسعار، متوقعا أن تحطم الأوقية رقما قياسيا جديدا خلال العام المقبل.
وتشير توقعات شركة Ventura للوساطة إلى أن مجموعة من العوامل الرئيسية مثل مشتريات البنوك المركزية، واستمرار الضغوط التضخمية، واتساع العجز الأمريكي، ومخاوف تباطؤ الاقتصاد قد تدفع الذهب للتحرك داخل نطاق يتراوح بين 4600 و4800 دولار للأونصة خلال عام 2026.
كما ترجّح الشركة أن يؤدي خفض الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة بنحو 75 نقطة أساس العام المقبل إلى زيادة التدفقات الاستثمارية نحو الذهب، مما يدعم استمرار السوق الصاعدة.
وترى Ventura أن الدورة الصعودية الحالية للذهب ما تزال في بدايتها، مع اتجاه المؤسسات المالية الكبرى لزيادة حيازتها من المعدن النفيس، يلي ذلك دخول قوي من المستثمرين الأفراد والمتداولين قصيري الأجل.
فيما رفع دويتشه بنك توقعاته لسعر الذهب في 2026 إلى 4450 دولارًا للأونصة، بدلًا من 4000 دولار سابقًا. كما يتوقع البنك أن تتراوح الأسعار خلال العام المقبل بين 3950 و4950 دولارًا، مع إمكانية تجاوز الحد الأعلى بنسبة تصل إلى 14% مقارنة بالعقود الآجلة الحالية.
كذلك أبقى البنك على توقعاته لسعر الذهب في 2027 عند مستوى 5150 دولارًا للأونصة، معتبرًا أن هذا المستوى يعكس نقطة توازن بين سيناريوهات الاستقرار واستمرار الطلب الرسمي المرتفع على الذهب.
وفي السياق، تتوقع مؤسسة مورجان ستانلي أن يرتفع الذهب إلى مستوى 4500 دولار للأونصة بحلول منتصف 2026، مدفوعًا بعمليات الشراء من صناديق المؤشرات وصعود الطلب الرسمي، خاصة مع استمرار حالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي.
كما حذرت المؤسسة من احتمالية حدوث تصحيح سعري مؤقت نتيجة تقلبات الأسواق أو توجه بعض البنوك المركزية إلى بيع أجزاء من احتياطاتها.
وأوصت مؤسسة HDFC Securities بتخصيص ما بين 5% إلى 10% من المحافظ الاستثمارية لأصول الذهب والفضة، مع إمكانية رفع النسبة حسب درجة المخاطرة، موضحة أن الذهب عزز جاذبيته بفعل التضخم وتوقعات خفض الفائدة وتراجع الثقة في العملات الورقية.
صعود قوي وتغير هيكلي
وسجلت أسعار الذهب ارتفاعًا إلى 4299 دولارًا مدعومة بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية في ديسمبر، وفق بيانات Ventura. وأشار التقرير إلى أن الذهب حقق تسعة أرباع متتالية من الصعود، في واحدة من أطول موجات الارتفاع خلال العقود الأخيرة.
وترى Ventura أن هذه المكاسب تعكس تراجعًا مستمرًا في قيمة العملات الورقية عالميًا، بالتزامن مع تحول الذهب إلى ثاني أهم أصل احتياطي لدى البنوك المركزية.
فيما أظهر التقرير أن الأسعار المحلية في الهند تتداول أعلى بنحو 15% من أسعار دبي، نتيجة الرسوم الجمركية وضعف الروبية، الأمر الذي يدفع إلى نشاط أكبر للتدفقات غير الرسمية عبر الحدود.
بعد وصول الذهب إلى ذروته عند مستوى 4398 دولارًا في 20 أكتوبر 2025، تراجع بنسبة 11% إلى 3891 دولارًا، قبل أن يعاود الارتفاع إلى 4299 دولارًا في ديسمبر، بدعم من توقعات خفض الفائدة وضعف الدولار.
وتؤكد Ventura أن السوق يدخل مرحلة تجميع لا تشير إلى انعكاس في الاتجاه، وإنما تعكس عمليات جني أرباح محدودة وإعادة تسعير للمخاطر قبل قرارات محورية مرتقبة في الفترة المقبلة.