أنباء عن مساعي أمريكية لترتيب لقاء بين الرئيس السيسي ونتنياهو.. هل تقبل القاهرة؟
زعم موقع أكسيوس الأميركي أن البيت الأبيض مستعد للتوسط لعقد قمة تجمع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس عبد الفتاح السيسي، اللذين "لم يتواصلا منذ ما قبل حرب غزة".
لكن مراقبون يستبعدون موافقة القاهرة على تلك المساعي الأمريكية، وذلك لكون رئيس وزراء الاحتلال بات شخصا غير مقبول إقليميا أو دوليا على خلفية ملفه الجنائي في الجنائية الدولية؛ إذ أن نتنياهو متهم بارتكاب جرائم إبادة جماعية بغزة، وعليه فقد صدرت بحقه مذكرة توقيف دولية. وقد تقبل القاهرة ترتيب لقاء مع رئيس وزراء لإسرائيل غير نتنياهو، شريطة أن يكون الجديد متطلع للسلام ولتحقيق الاستقرار في المنطقة عبر الاعتراف بالحقوق التاريخية لفلسطين.
وقد أجرى نتنياهو اتصالا هاتفيا بالرئيس السيسي بوساطة أميركية إبان مؤتمر شرم الشيخ للسلام أكتوبر الماضي، وكاد أن يحضر نتنياهو المؤتمر قبل إعلان الرئاسة المصرية أن الظروف لم تسمح بإتمام الزيارة.
ومن بين المؤشرات التي تحول دون إتمام اللقاء هو إصرار نتنياهو ووزراء حكومته المتطرفين على تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء، ومصرين على البقاء في محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، والإبقاء على السيطرة على معبر رفح في جانبه الفلسطيني، وكل هذه الملفات ترفضها القاهرة وتتمسك بالانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وعدم السماح بأي هجرة لسكان غزة سواء قسريا أو طوعيا.
إلى جانب التصريحات العدائية الإسرائيلية بشأن مصر، إلى الدرجة التي لوحت فيها القاهرة بتعليق اتفاق السلام مع إسرائيل، بل ووصف الرئيس السيسي إسرائيل بأنها العدو، وهو أقوى تصريح ضد إسرائيل يأتي على لسان رئيس مصري منذ توقيع اتفاق كامب ديفيد.
صفقة الغاز الإسرائيلية لمصر
وذكر موقع أكسيوس أن مسؤولين أميركيين أكدوا أنه على نتنياهو أن يوافق على صفقة غاز استراتيجية مع مصر وأن يتخذ خطوات أخرى من شأنها إقناع السيسي بعقد الاجتماع. وبحسب أكسيوس، تحاول الولايات المتحدة إعادة دفء العلاقات بين إسرائيل والدول العربية عبر الدبلوماسية الاقتصادية.
وقال مسؤول أمريكي لأكسيوس إن "هذه فرصة هائلة لإسرائيل. بيع الغاز لمصر سيخلق علاقة اعتماد متبادل، ويقرب البلدين من بعضهما، ويعزز السلام ويمنع الحرب".
يشير أكسيوس أن الولايات المتحدة تدرس مبادرات مماثلة تركز على الحوافز الاقتصادية في مجالات التكنولوجيا والطاقة بين إسرائيل ودول عربية بهدف إعادة إدماج إسرائيل دبلوماسيًا في المنطقة، ووضع نموذج جديد لانخراطها في العالم العربي، وإعادة مسار اتفاقيات إبراهيم إلى الواجهة. ويندرج ذلك بالتوازي مع جهود واشنطن لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة والمضيّ بعملية السلام.
وقال مسؤول أميركي إن كبير مستشاري الرئيس ترامب وصهره، جاريد كوشنر، أبلغ نتنياهو في محادثات أخيرة بأنه بعد الحرب ينبغي لإسرائيل أن تُظهر لدول المنطقة أن لديها ما تقدمه بخلاف "الأجندة السلبية".
وأوضح كوشنر أن دول المنطقة لا تريد الحديث عن إيران طوال الوقت، بل تبحث أيضًا عن فرص تجارية. وأضاف: "إذا أرادت إسرائيل الاندماج في المنطقة فعليها أن تعود للغة الأعمال".
كما قال المسؤول الأميركي: "أخبر جاريد بيبي أن على إسرائيل تطوير عضلات الدبلوماسية الاقتصادية وإشراك القطاع الخاص في عملية السلام. وشرح له كيف أن القطريين والسعوديين والإماراتيين عندما يأتون إلى واشنطن يصطحبون وفودًا تجارية لأن تركيزهم منصب على الصفقات".
ويرى المسؤول أن على إسرائيل استثمار قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وموارد الغاز الطبيعي، وخبرتها في مجالات الطاقة المتجددة والمياه في دبلوماسيتها الإقليمية. واقترح كوشنر على نتنياهو البدء بمصر، التي لعبت دورًا محوريًا في إنجاز اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وقيادة الجهود التي أفضت حتى الآن إلى استعادة 27 من أصل 28 رهينة قُتلوا في غزة.
وقال مسؤول أميركي: "لقد أظهر المصريون التزامًا حقيقيًا بالمساعدة في غزة." وبحسب مصدر إسرائيلي ومسؤول أميركي، أبلغ نتنياهو كوشنر أنه يريد لقاء الرئيس السيسي، لكنه لم ينخرط بجدية في هذا المسار، كما لم يُبدِ الرئيس المصري حماسة للفكرة.
وقال المصدر الإسرائيلي: "لم يجرِ أي اتصال استراتيجي ذي أهمية بين البلدين خلال العامين الماضيين".