طارق فهمي: الاستهداف الإسرائيلي لمناطق سورية يعكس تصعيدًا محسوبًا| فيديو
أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن الاستهداف الإسرائيلي الأخير لمناطق جنوب سوريا يعكس تصعيدًا محسوبًا ومدروسًا، يستهدف المناطق القريبة من دمشق وجبل الشيخ والقنيطرة، وهي مناطق ذات أهمية استراتيجية وحساسية عالية في ميزان الصراع القائم.
عمليات واحتمالات التصعيد
وأوضح فهمي، خلال مداخلة عبر برنامج "اليوم" على فضائية دي إم سي، أن إسرائيل اختارت بعناية مواقع الهجوم ضمن إطار خطة عسكرية تهدف إلى فرض ترتيبات أمنية جديدة في الجنوب السوري، مستهدف وفق الرواية الإسرائيلية عناصر قالت إنها تابعة لـ"الجماعة الإسلامية" في لبنان، رغم نفي الجماعة لوجود أي من عناصرها في تلك المناطق.
وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن الهجوم الإسرائيلي يأتي في نطاق مناطق ملتهبة بطبيعتها، ما يجعلها مفتوحة على احتمالات توسع النشاط العسكري بصورة أكبر خلال الفترة المقبلة، وأن سياسة "الكر والفر" التي تعتمدها إسرائيل في تنفيذ ضرباتها، قد تستمر بوتيرة أعلى، في ظل غياب أي ردع أو اتفاق أمني فعّال يمكنه الحد من هذا النشاط العسكري المتكرر.
غياب تفعيل الاتفاق الأمني
كما أكد طارق فهمي، أن المقاومة الشعبية السورية بدأت بالفعل في الرد على تلك الاستهدافات، وهو ما يضيف طبقة جديدة من التعقيد على المشهد الأمني في الجنوب، ويشير إلى احتمالية تحول الاشتباكات إلى مواجهة أكثر اتساعًا وتعددًا في الأطراف، متطرقًا إلى الاتفاق الأمني بين النظام السوري وإسرائيل، مشيرًا إلى أنه لم يدخل حيز التنفيذ حتى الآن، ما يجعل الجنوب السوري منطقة رخوة أمنيًا وقابلة للتصعيد السريع.
وأوضح طارق فهمي، أن استمرار الهجمات الإسرائيلية يعكس قناعة لدى تل أبيب بأن الفراغ الأمني في تلك المنطقة يسمح لها بتحقيق مكاسب عسكرية دون مواجهة ردع فعلي، خاصة في ظل انشغال المجتمع الدولي بتوترات أخرى في المنطقة، وأن تل أبيب تنظر إلى الجنوب السوري باعتباره جزءًا من معادلة أمنها القومي، ومحورًا مهمًا لمنع أي تمركز عسكري قد تعتبره تهديدًا مباشرًا.

تعقيدات ومستقبل التحركات
وبيّن الخبير السياسي أن إسرائيل لا تزال تعمل على تحقيق مصالحها العسكرية في الجنوب السوري بصرف النظر عن الضغوط الدولية أو الإقليمية، سواء المتعلقة بالتصعيد مع لبنان أو التوترات المتزايدة في قطاع غزة، وأن مستقبل الجنوب السوري سيظل مرتبطًا بالتطورات الإقليمية والتحركات الدولية، إلى جانب قدرة الأطراف المحلية على ضبط إيقاع التصعيد ومنع تفاقمه.
واختتم الدكتور طارق فهمي، تصريحاته بالتأكيد على أن استمرار العمليات الإسرائيلية مقابل ردود المقاومة السورية يزيد من هشاشة الوضع الأمني، ويفتح الباب أمام سيناريوهات متنوعة قد تتراوح بين المواجهات المحدودة أو الانزلاق إلى صراع أوسع نطاقًا.