تداعيات مقتل ياسر أبو شباب على مستقبل غزة وخطط نتنياهو| تفاصيل
أبرز تقرير لمجلة لونج وور أن مقتل ياسر أبو شباب، زعيم ميليشيا "القوات الشعبية" المدعومة من إسرائيل والمعارضة لحركة حماس، يمثل انتكاسة قوية لخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتشكيل قوة بديلة لحكم قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب. وكان أبو شباب يُنظر إليه كأحد أبرز الرهانات الإسرائيلية لتشكيل قوة مدنية محلية مستقلة داخل القطاع.
أبو شباب: قائد عشائري مثير للجدل
قاد أبو شباب، من قبيلة الترابين البدوية، ميليشيا "القوات الشعبية" التي تأسست في أوائل 2025 ويبلغ عدد مقاتليها بين 500 و700، وركزت أنشطتها في رفح، مدعيةً حماية المدنيين وتأمين المساعدات الإنسانية.
وكانت خلفيته مثيرة للجدل، إذ سبق سجنه لدى حماس بتهم جنائية، بما في ذلك تهريب المخدرات، وقد أُطلق سراحه بعد القصف الإسرائيلي لسجن أصداء في أكتوبر 2023.
الدعم الإسرائيلي والاتهامات الموجهة
رغم نفي جماعته تلقي الدعم، اعترف نتنياهو في يونيو 2025 بأن إسرائيل زوّدت عشائر مناهضة لحماس بالأسلحة، مؤكدًا أن هذا الإجراء يهدف لحماية الجنود الإسرائيليين، وهو ما عزز سردية حماس حول كون القوات الشعبية "وكيلًا إسرائيليًا".
من جهتها، وصفت حماس أبو شباب بـ "الخائن"، وأصدرت أوامر بإلقاء القبض عليه أو قتله، فيما وجهت منظمات دولية اتهامات لجماعته بنهب المساعدات الإنسانية.
روايات متضاربة حول مقتله
توفي أبو شباب في 4 ديسمبر 2025، مع تضارب الروايات حول ظروف مقتله:
رواية عائلته وجماعته: أكدت زوجته أنه قُتل أثناء محاولته حل نزاع عشائري، ونفت تورط حماس.
رواية الأمن الإسرائيلي: أشارت إلى أن مقتله جاء نتيجة خلافات داخلية حول الشرف والمال والمناصب، مؤكدين أن حماس لم تتورط مباشرة أو غير مباشرة، وأنه ضرب حتى الموت وليس بالرصاص.
تم نقل أبو شباب لتلقي العلاج في مستشفى سوروكا في بئر السبع، لكنه توفي متأثرًا بجراحه، فيما نُقل نائبه غسان دهيني لتلقي العلاج بعد إصابته في الاشتباكات.
أثر مقتله مباشرة على خطط إسرائيل لتشكيل قوة بديلة في القطاع، حيث رحبت حماس بالمقتل ووصفته بأنه "مصير حتمي للخائن"، في حين تعهدت ميليشيات أخرى مواصلة القتال ضد "الإرهاب والتطرف". وتولى غسان دهيني قيادة القوات الشعبية بعد وفاة أبو شباب.
ويُعد الحادث تحديًا كبيرًا لخطة ترامب للسلام في غزة، التي كانت تفترض نزع سلاح حماس وتشكيل سلطة انتقالية مدعومة من قوة متعددة الجنسيات، إذ يثير مقتله شكوكًا حول قدرة الجماعات المعارضة على تحدي حماس واستكمال مشروع السلطة المدنية البديلة.