شعبة الدواجن: دعم صغار المربين من الشركات الكبرى واجب وطني| فيديو
أكد الدكتور عبد العزيز سيد، رئيس شعبة الدواجن، أن مستقبل صناعة الدواجن في مصر لن يتحقق إلا عبر بناء منظومة تكاملية تجمع بين الشركات الكبرى وصغار المربين، مشيرًا إلى أن التجارب الدولية الناجحة مثل إسبانيا والبرازيل تقدم نموذجًا واضحًا يمكن تطبيقه محليًا لضمان استقرار الإنتاج وتعزيز الأمن الغذائي، وأن الدول الرائدة تعتمد على نظام شراكات يقدم خدمات متكاملة للمربين، بدءًا من توفير الكتاكيت والعلف واللقاحات، وصولًا إلى الدعم الفني والبيطري، مقابل توريد المنتج النهائي بأسعار عادلة.
شراكات تحقق مكاسب متبادلة
وأضاف عبد العزيز سيد، خلال حواره في برنامج "اقتصاد مصر" على قناة أزهري، أن هذا النموذج العالمي يثبت أن التكامل بين صغار المنتجين والمؤسسات الكبرى ليس رفاهية، بل شرط أساسي لنجاح القطاع، فالشركات الكبرى تستفيد من استقرار الإمداد وزيادة الطاقة الإنتاجية، بينما يحصل المربّي على منظومة داعمة توفر له الأمان المالي والفني، وتحميه من تقلبات السوق.
وأشار رئيس شعبة الدواجن، إلى أن ترك صغار المربين لمواجهة التحديات وحدهم يؤدي إلى خسائر متراكمة وانسحاب أعداد كبيرة منهم من السوق، وهو ما يهدد صناعة الدواجن بشكل مباشر، خاصة أن هذه الفئة تمثل العمود الفقري للإنتاج المحلي، مؤكدًا أن تبني هذا النموذج في مصر سيسهم في تعزيز قدرة القطاع على مواجهة الأزمات، سواء على مستوى أسعار العلف أو الأوبئة أو تكاليف التشغيل.
دور الاتحاد بين الواقع والمأمول
وأوضح الدكتور عبد العزيز سيد، أن اتحاد منتجي الدواجن مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بخلق آليات جذب حقيقية لصغار المربين، بدلًا من الاقتصار على دور تنظيمي لا ينعكس على أرض الواقع، مشيرًا إلى أن دور الاتحاد عند تأسيسه كان يهدف إلى حماية الصناعة ودعم جميع أعضائها دون استثناء، لكن الأداء الحالي لا يحقق هذا الهدف بالشكل المطلوب، وأن الغرف التجارية تبقى الجهة الأقوى تنظيميًا واقتصاديًا، ويعتمد عليها المنتجون في مختلف أنحاء الجمهورية باعتبارها مظلة رسمية قادرة على إدارة ملفات السوق وتقديم الدعم في القضايا المتعلقة بالتجارة والتسعير.
وشدد عبد العزيز سيد، على أن إشراك صغار المربين داخل منظومة تكاملية لا يخدم الإنتاج فقط، بل يحقق مكاسب واسعة تمتد إلى المجتمع بأكمله، فإلى جانب توفير التمويل والخدمات والإشراف الفني للمربي، تسهم هذه المنظومة في خلق فرص عمل جديدة وتقليل معدلات البطالة، فضلًا عن زيادة حجم الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
الحفاظ على التوازن الإنتاجي
وأشار رئيس شعبة الدواجن، إلى أن استقرار قطاع الدواجن ينعكس بشكل مباشر على أسعار المنتجات للمستهلك، خاصة أن الدواجن تعد من السلع الغذائية الأساسية في كل بيت مصري، فضًلا عن أن وجود منظومة عادلة يضمن عدم تعرض المربي للخسارة، وفي الوقت ذاته يسمح للشركات بتأمين احتياجات السوق دون تقلبات حادة.
وحذّر عبد العزيز سيد، من أن استمرار خروج صغار المربين من المنظومة الإنتاجية سيؤدي إلى اختلال خطير في السوق، قد يسمح لكبار المنتجين بالهيمنة وفرض أسعارهم دون وجود منافسة حقيقية، وهو ما يضر الصناعة والمستهلك على حد سواء، مؤكدًا أن التوازن الإنتاجي مسؤولية جماعية تتطلب تدخلًا منظمًا يجمع الاتحاد والغرف التجارية والجهات الحكومية لإعادة تنظيم القطاع.

استدامة وتعزيز الأمن الغذائي
وأضاف رئيس شعبة الدواجن، أن الحفاظ على صغار المربين داخل السوق هو الضمانة الأساسية لاستمرار قطاع الدواجن في مصر، وأن أي خطة إصلاح يجب أن تبدأ بتمكين المربّي وليس بإقصائه، مشددًا على أن نجاح الصناعة يعتمد على التعاون لا الصراع، وعلى تكامل الجهود بدلًا من تضاربها.
واختتم الدكتور عبد العزيز سيد، قائلًا إن مستقبل صناعة الدواجن في مصر مرهون بقدرة الدولة والمؤسسات والقطاع الخاص على تبني نموذج حديث يقوم على الشراكة والتكامل، لا على المنافسة المنفردة، فاستدامة القطاع تعني استقرار الأمن الغذائي وتوفير سلعة استراتيجية بأسعار مناسبة، وهو هدف لن يتحقق إلا باحتضان صغار المربين ودعمهم على كل المستويات.