< حليمة: أربعة مسارات لفهم المجتمع الدولي مع الأزمة السودانية| فيديو
الرئيس نيوز
رئيس التحرير
شيماء جلال

حليمة: أربعة مسارات لفهم المجتمع الدولي مع الأزمة السودانية| فيديو

السفير صلاح حليمة
السفير صلاح حليمة

أكد السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن فهم الأزمة السودانية والتعامل معها بفاعلية يتطلبان النظر إلى أربعة مسارات رئيسية تشكل الركائز الأساسية لأي حل شامل، مؤكدًا أن اتباع مقاربة متكاملة هو السبيل الوحيد لوقف دائرة العنف ووضع السودان على طريق الاستقرار.

تطورات كردفان ودارفور

وأوضح صلاح حليمة، مداخلته في برنامج «عن قرب مع أمل الحناوي» على شاشة «القاهرة الإخبارية»، أن هذه المسارات تتضمن المسار الأمني العسكري، والمسار الإنساني، والمسار السياسي، إضافة إلى مسار إعادة البناء والإعمار الذي يمثل مرحلة التعافي المبكر بعد وقف القتال، وأن هذه المسارات لا ينبغي التعامل معها بشكل منفصل، لأن أي اختلال في أحدها يؤدي مباشرة إلى إعاقة المسارات الأخرى، وهو ما يفسّر تعثر الجهود الدولية والإقليمية خلال الشهور الماضية على الرغم من وجود مبادرات متعددة.

وخلال أوضح السفير صلاح حليمة، أن التطورات العسكرية الأخيرة للقوات المسلحة السودانية في جنوب وشمال كردفان، وقبلها في المثلث الحدودي بين مصر والسودان وتشاد، تمثل تحولًا جوهريًا في موازين القوى، مشيرًا إلى أن هذه الإنجازات أسهمت بشكل كبير في الحد من تحركات قوات الدعم السريع، وكذلك تقليص تأثير الأطراف الإقليمية الداعمة لها، خاصة في إقليم دارفور الذي شهد خلال الأشهر الماضية موجات عنف واسعة وانتهاكات وثقتها منظمات دولية.

مخاطر انقسام الدولة السودانية

وبيّن صلاح حليمة، أن المسار السياسي يمثل حاليًا العامل الأكثر حسمًا في مستقبل الأزمة، لافتًا إلى أن التوجه الذي اتخذته قوات الدعم السريع والمجموعة المتحالفة معها، المعروفة باسم «تأسيس»، نحو تشكيل حكومة موازية يعد تطورًا خطيرًا يهدد وحدة السودان وسلامته الإقليمية، مؤكدًا أن هذا المسار، إذا تُرك دون تدخل دولي وإقليمي مسؤول، قد يدفع السودان نحو انقسام فعلي يضاعف من حدة الصراع، ويجعل جهود وقف إطلاق النار أكثر تعقيدًا، وهو ما يُحتم تكاتف جميع القوى الوطنية لتفادي سيناريوهات التفكك.

وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن التحولات العسكرية الأخيرة قد تعيد فتح الباب أمام تفعيل «المبادرة الرباعية الدولية» التي تضم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات وبريطانيا، لافتًا إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الملف السوداني أعادت تسليط الضوء على أهمية هذه المبادرة.

المسار الإنساني وإعادة الإعمار

وأشار مساعد وزير الخارجية، إلى أن الفترة الماضية شهدت تحركات متواصلة للمبعوث الأميركي في محاولة لإحياء المسار السياسي، لكن غياب التكامل بين المسارات المختلفة حدّ من فاعلية الجهود، ما يجعل اللحظة الراهنة مناسبة لإحياء المبادرة بشكلها الكامل، وليس فقط على المسارين الأمني والإنساني كما كان يحدث سابقًا.

وأكد صلاح حليمة، أن المسار الإنساني لا يقل أهمية عن المسار السياسي، خصوصًا في ظل ما يشهده السودان من نزوح جماعي ونقص حاد في الغذاء والدواء في مناطق واسعة، مضيفًا أن أي تقدم عسكري يجب أن يواكبه تحرك سريع على الأرض لتقديم الدعم الإنساني وإعادة الخدمات الأساسية للمواطنين.

الإعلامية آمل الحناوي 

مقاربة شاملة لإنهاء الحرب

وأشار صلاح حليمة، إلى أن مرحلة إعادة الإعمار، أو ما يُعرف بمرحلة التعافي المبكر، يجب أن تبدأ بشكل متزامن مع المسار السياسي، لأن إعادة بناء مؤسسات الدولة وتوفير الخدمات هو ما يمنح المواطنين الأمل الحقيقي ويمنع عودة الصراع مرة أخرى.

وختم السفير صلاح حليمة،  تأكيده بأن الأزمة السودانية وصلت إلى مرحلة لا يمكن التعامل معها بالحلول الجزئية، مشددًا على أن الربط بين المسارات الأربعة هو الطريق الوحيد نحو السلام والاستقرار، داعيًا المجتمع الدولي والقوى الإقليمية إلى تنسيق جهودها بشكل جاد وفعّال، بما يضمن دعم العملية السياسية وتمهيد الطريق أمام سودان موحد قادر على تجاوز أزماته وبناء مستقبل جديد.