< مصر تسابق الزمن لعقد مؤتمر إعادة إعمار غزة وسط ترجيحات بالتأجيل
الرئيس نيوز
رئيس التحرير
شيماء جلال

مصر تسابق الزمن لعقد مؤتمر إعادة إعمار غزة وسط ترجيحات بالتأجيل

غزة
غزة

بينما تسابق القاهرة الزمن للعبور إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي وقع في شرم الشيخ بحضور دولي، تجلت تحركات مصرية جديدة للدفع نحو عقد مؤتمر التعافي المبكر وإعادة الإعمار في قطاع غزة، مع تصريحات رسمية من القاهرة عن مشاورات لرئاسة مشتركة للمؤتمر مع واشنطن، وسط خروقات إسرائيلية مستمرة، ومخاوف من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار.

وكان مقررًا عقد ذلك المؤتمر في نهاية نوفمبر الماضي، لكن ترتيبات تنظيمية حالت دون ذلك، ويقول مراقبون إن الحراك المصري يسعى لقطع الطريق على إسرائيل في التمادي في الخروقات، وتُطمئن شركاء المؤتمر في تمويل إعادة إعمار غزة.

وزير الخارجية السفبر بدر عبد العاطي، قال أمس الثلاثاء، في مؤتمر صحفي ببرلين، مع نظيره الألماني يوهان فاديفول: "نتشاور مع الولايات المتحدة لتكوين رئاسة مشتركة لمؤتمر الإعمار، ونأمل التوافق على توقيت في أسرع وقت ممكن لعقد هذا المؤتمر، بالتعاون مع الشركاء".

ترجيحات بتأجيل مؤتمر إعادة إعامر غزة

ووفق صحيفة الشرق الأوسط ففي 25 نوفمبر الماضي، قال مصدر مصري مطلع للصحيفة إن المؤتمر لن ينعقد في موعده وسيتأجل. 

وأرجع ذلك إلى التصعيد الحالي بالقطاع، وسعي القاهرة إلى توفر ظروف وأوضاع أفضل على الأرض من أجل تحقيق أهدافه.

وفي نهاية الشهر، أكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير تميم خلاف أن القاهرة تعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين على تهيئة البيئة المناسبة لنجاح مؤتمر «طالتعافي المبكر وإعادة الإعمار في قطاع غزة، وقال: "تتطلع مصر لعقد المؤتمر، بما يضمن تحقيق أكبر قدرة من الفاعلية والاستفادة"، وذلك في معرض ردّه على سؤال عن سبب تأجيل المؤتمر.

واعتمدت القمة العربية الطارئة، التي استضافتها القاهرة في 4 مارس الماضي، خطة إعادة إعمار وتنمية قطاع غزة التي تستهدف العمل على التعافي المبكر، وإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين، وذلك وفق مراحل محددة، وفي فترة زمنية تصل إلى 5 سنوات، وبتكلفة تقديرية تبلغ 53 مليار دولار. ودعت القاهرة إلى عقد مؤتمر دولي لدعم إعادة الإعمار في غزة، بالتنسيق مع الأمم المتحدة.

وخلال قمة شرم الشيخ للسلام التي أسهمت في إبرام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، في أكتوبر الماضي، أكّد الرئيس عبد الفتاح السيسي أهمية عقد مؤتمر القاهرة للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة في نوفمبر، وفق بيان للرئاسة.

ويشير المدير التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية، عزت سعد، إلى أهمية مشاركة الولايات المتحدة في هذا المسار وتلك الترتيبات، باعتبار أن الخطة التي قادت لوقف إطلاق النار أميركية، ولوضعها موضع التنفيذ في مواجهة الخروقات الإسرائيلية التي قال إنها تتعمد تهديد الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، إلى جانب طمأنة شركاء المؤتمر لمزيد من التمويل السخي للإعمار.

ووفق صحيفة الشرق الأوسط فيقول السفير الفلسطيني الأسبق لدى مصر، بركات الفرا، إن الخطوة المصرية لإشراك واشنطن برئاسة مؤتمر الإعمار ممتازة وتكرر ما فعلته سابقًا في مؤتمر شرم الشيخ للسلام الذي قاد لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن نجاح هذه الخطوة سيقطع الطريق على إسرائيل ونواياها لإقامة مناطق منفصلة للإعمار أو استمرار احتلالها أو تقسيم غزة، ويزيد الضغوط الأميركية عليها، وسينهي أي تأجيل خارج عن إرادة مصر تفرضه الظروف.

وخلال وقت سابق، قال متحدث الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، في مؤتمر صحافي بالدوحة، أمس الثلاثاء، إن جهود وسطاء وقف إطلاق النار في قطاع غزة مستمرة لمنع انهيار الهدنة الحالية، في ظل خروقات مثيرة للقلق، مشيرًا إلى أن كل خرق للهدنة في غزة يمثل تهديدًا لها وإضعافًا لأثرها. ونوَّه الأنصاري إلى أن هذه أطول هدنة رغم الخروق. هي قائمة ونبني عليها، ونعمل على تحويلها إلى مسار للوصول إلى المرحلة الثانية من الاتفاق.