< تفاصيل تحذير ترامب الجديد لـ إسرائيل بشأن أفعالها في سوريا
الرئيس نيوز
رئيس التحرير
شيماء جلال

تفاصيل تحذير ترامب الجديد لـ إسرائيل بشأن أفعالها في سوريا

ترامب والشرع
ترامب والشرع

أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيرًا جديدًا لإسرائيل بشأن تدخلاتها العسكرية والسياسية في سوريا، مؤكدًا أن أي خطوات غير محسوبة قد تعرقل المسار السياسي الذي تشهده البلاد بعد سقوط نظام بشار الأسد. 

نشر ترامب رسالته عبر منصة "تروث سوشال"، مشددًا على أن الولايات المتحدة "راضية جدًا" عن جهود الرئيس السوري أحمد الشرع في تثبيت الاستقرار، وأن واشنطن لن تقبل بأي تصرفات إسرائيلية قد تهدد هذا المسار. 

هذا الموقف مثّل تحولًا لافتًا في خطاب الإدارة الأميركية تجاه إسرائيل، وأثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، وفقًا لمجلة نيوزويك.  

وأكد ترامب أن من "المهم جدًا أن تحافظ إسرائيل على حوار قوي وصادق مع سوريا، وألا يحدث ما يعرقل تطور سوريا إلى دولة مزدهرة". 

أوضح أن الولايات المتحدة بذلت كل ما في وسعها لدعم إعادة بناء سوريا، وأنها ترى في الشرع شريكًا أساسيًا في إعادة الاستقرار السياسي. 

هذا التصريح حمل دلالات واضحة على أن واشنطن تريد من إسرائيل أن تضبط تحركاتها العسكرية، وأن تلتزم بخطوط حمراء جديدة وضعتها الإدارة الأمريكية.  

جاء التحذير في وقت حساس، إذ تستعد سوريا للاحتفال بالذكرى الأولى لسقوط نظام الأسد، فيما يواصل الشرع خطواته لتثبيت مؤسسات الدولة وإعادة بناء الثقة بين المواطنين والسلطة. 

ربط ترامب هذا التوقيت بأهمية الحفاظ على الاستقرار، وأكد أن أي تدخل خارجي قد يهدد الإنجازات السياسية التي تحققت خلال العام الماضي. 

هذا الموقف يعكس رغبة واشنطن في حماية مسار الانتقال السياسي، حتى لو تطلب الأمر ممارسة ضغوط غير مسبوقة على إسرائيل.  

وأثار التحذير ردود فعل متباينة داخل إسرائيل، حيث اعتبره بعض المسؤولين محاولة لتقييد حرية الحركة العسكرية التي اعتادت عليها تل أبيب في الساحة السورية. 

رأى آخرون أن واشنطن تسعى إلى إعادة رسم دور إسرائيل في المنطقة، بحيث يصبح أكثر التزامًا بالمسار السياسي الذي تدعمه الولايات المتحدة. 

هذا الجدل فتح بابًا لتساؤلات حول مستقبل العلاقات الأميركية-الإسرائيلية، خاصة أن التحذير جاء بعد أيام من غارات إسرائيلية أودت بحياة 13 شخصًا في ريف دمشق.  

ولم يقتصر الجدل على إسرائيل وحدها، بل امتد إلى الأوساط الدولية التي رأت في تصريحات ترامب إشارة إلى أن واشنطن تضع الأولوية لاستقرار سوريا على حساب حرية إسرائيل في التحرك عسكريًا. 

اعتبر بعض المحللين أن هذا الموقف يعكس تغيرًا في أولويات السياسة الأميركية، حيث تسعى الإدارة إلى تثبيت الشرع كزعيم شرعي، وتجنب أي تصعيد قد يضعف موقعه. 

في المقابل، حذر آخرون من أن هذه السياسة قد تؤدي إلى توتر جديد بين الحليفين التقليديين، وتفتح الباب أمام خلافات استراتيجية طويلة الأمد.  

وركزت وسائل الإعلام الأمريكية على أن ترامب استخدم لغة غير معتادة في مخاطبة إسرائيل، إذ طالبها بالحوار "القوي والصادق" مع سوريا، وهو تعبير يعكس رغبة في بناء علاقة مباشرة بين الطرفين بعيدًا عن التصعيد العسكري. 

هذا الخطاب أثار تساؤلات حول ما إذا كانت واشنطن تسعى إلى دفع إسرائيل نحو مسار تفاوضي مع دمشق، أو مجرد محاولة لتهدئة الأوضاع في المرحلة الانتقالية.  

وأشارت نيوزويك إلى أن ترامب تحدث هاتفيًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد نشر التحذير، وأكد له أن الولايات المتحدة تريد من إسرائيل أن تلتزم بضبط النفس. 

هذا الاتصال يعكس جدية الموقف الأميركي، ويؤكد أن التحذير لم يكن مجرد تصريح إعلامي، بل جزء من سياسة جديدة تهدف إلى إعادة ترتيب الأولويات في الشرق الأوسط.  

من جانب آخر، اعتبر مراقبون أن التحذير يعكس إدراكًا أميركيًا بأن أي تصعيد إسرائيلي في سوريا قد يضعف الشرع ويعيد البلاد إلى حالة الفوضى. 

رأوا أن واشنطن تسعى إلى حماية استثمارها السياسي في سوريا، وأنها لن تسمح لأي طرف خارجي بعرقلة هذا المسار. 

إسرائيل أمام اختبار صعب

هذا الموقف يضع إسرائيل أمام اختبار صعب: إما الالتزام بالحوار كما يطالب ترامب، أو مواجهة ضغوط أميركية غير مسبوقة إذا استمرت في عملياتها داخل الأراضي السورية.  

ويمثل تحذير ترامب الجديد لإسرائيل نقطة تحول في السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط. يعكس هذا الموقف رغبة واشنطن في تثبيت معادلة جديدة تقوم على دعم الشرع ومنع أي تدخل خارجي يعرقل المسار السياسي.