< تأثر بشجاعتهم.. الأمير وليام يزور أطفال غزة بالمستشفيات البريطانية
الرئيس نيوز
رئيس التحرير
شيماء جلال

تأثر بشجاعتهم.. الأمير وليام يزور أطفال غزة بالمستشفيات البريطانية

الرئيس نيوز

في زيارة إنسانية غير مُعلنة مسبقًا، التقى الأمير وليام عددًا من الأطفال الفلسطينيين القادمين من غزة لتلقي العلاج في مستشفيات داخل المملكة المتحدة. 

هؤلاء الأطفال لم يصلوا إلى بريطانيا بحثًا عن حياة جديدة، بل هربًا من جحيم العدوان الإسرائيلي الذي خلّف وراءه آلاف الضحايا ومشاهد دمار لا تُمحى من الذاكرة. الزيارة، وإن كانت رمزية، أعادت تسليط الضوء على مأساة الطفولة في غزة، حيث يعيش الصغار تحت وطأة الحرب وفقدان الأهل والأصدقاء، ويواجهون آثارًا نفسية وجسدية عميقة، وفقا لمجلة بيبول.

براعم بين الألم والصدمة

الأطباء الذين يشرفون على علاج الحالات القادمة من غزة يؤكدون أن التحدي لا يقتصر على معالجة الإصابات الجسدية البالغة، بل يمتد إلى مواجهة الصدمات النفسية التي لحقت بهم. كثير من هؤلاء الأطفال فقدوا أحد الوالدين أو كليهما، وبعضهم شهد لحظات القصف المباشر على منازلهم. 

هذه التجارب تركت آثارًا نفسية خطيرة، أبرزها اضطرابات النوم، نوبات الهلع، فقدان القدرة على التركيز، وأحيانًا الميل إلى الانطواء والعزلة. 

زيارة وليام، بحسب ما نقلت مجلة "بيبول"، جاءت لتمنحهم لحظة من الدعم المعنوي، لكنها في الوقت نفسه كشفت حجم المأساة التي يعيشها جيل كامل في غزة.  

داخل المستشفيات البريطانية، يعمل الطاقم الطبي على أكثر من جبهة: جبهة الجراحة والعلاج الطبيعي لإصلاح ما يمكن إصلاحه من إصابات، وجبهة الدعم النفسي لمساعدة الأطفال على تجاوز الصدمات. الأطباء يصفون هذه المهمة بأنها معركة طويلة، إذ يحتاج الطفل إلى سنوات من الرعاية النفسية ليتمكن من استعادة جزء من توازنه. 

بعض الحالات تتطلب جلسات علاج جماعي، حيث يُشجع الأطفال على مشاركة قصصهم مع آخرين مرّوا بتجارب مشابهة، في محاولة لتخفيف الشعور بالعزلة.  

مأساة غزة في عيون العالم

زيارة وليام لم تكن مجرد حدث بروتوكولي، بل نافذة جديدة على واقع غزة الذي غالبًا ما يُختزل في أرقام الضحايا. الأطفال الذين التقاهم جسّدوا صورة الصمود في وجه المحن، لكنهم أيضًا جسّدوا حجم الكارثة الإنسانية التي خلّفها العدوان الإسرائيلي. 

قصصهم التي روتها أسرهم حملت تفاصيل عن فقدان منازل، إصابات جسدية، ومعاناة نفسية، لكنها حملت أيضًا إرادة قوية للاستمرار رغم الألم.  

ركزت مجلة "بيبول" في تقريرها على أن وليام تأثر بشجاعة الأطفال وعائلاتهم، وأشاد بالتفاني الذي يبذله الطاقم الطبي لرعايتهم. لكنها في الوقت نفسه أبرزت أن الهدف من الزيارة كان إظهار أن العالم لم يغفل عن هؤلاء الصغار، وأن معاناتهم تستحق أن تكون في صدارة الاهتمام الدولي. 

هذا التناول الإعلامي يعكس رغبة في إعادة النقاش نحو البعد الإنساني للصراع، بعيدًا عن الحسابات السياسية والعسكرية.