< من الردع إلى الاستنزاف.. إسرائيل تحول استراتيجيتها ضد حزب الله
الرئيس نيوز
رئيس التحرير
شيماء جلال

من الردع إلى الاستنزاف.. إسرائيل تحول استراتيجيتها ضد حزب الله

الرئيس نيوز

تسعى إسرائيل إلى تصعيد الضغوط على حزب الله اللبناني، محوّلة استراتيجيتها من سياسة الردع التقليدية إلى سياسة الاستنزاف المستمر. 

وفقًا لمجلة سبكتاتور البريطانية، تنفّذ إسرائيل اغتيالات دقيقة وتشن ضربات جوية مركزة، كما تخترق الشبكات الداخلية للحزب، ما يضعه في موقع دفاعي دائم ويمنعه من إعادة بناء قدراته العسكرية.

استهداف قيادات الحزب ومراكز لوجستية

تستهدف العمليات الإسرائيلية قيادات الصف الأول والثاني في حزب الله، بما في ذلك شخصيات بارزة مثل هيثم علي الطبطبائي. 

وتشمل الضربات تدمير أجهزة الاتصالات ومخازن الأسلحة، ما يكشف هشاشة البنية الأمنية للحزب ويحدّ من قدرته على إدارة عملياته. هذه الإجراءات أدت إلى أزمة قيادة داخلية ونقص في الكفاءات الميدانية الأساسية.

النفوذ السياسي مقابل التراجع العسكري

رغم الضغوط، يحافظ حزب الله على نفوذه داخل لبنان، مستفيدًا من الدعم الإيراني وإعادة توزيع الموارد، كما يفرض هيمنته على الشارع الشيعي ويستثمر في صورته كقوة مقاومة. 

ومع ذلك، تكبد الحزب خسائر بشرية ومادية غير مسبوقة، ما يضعف قدرته على إطلاق الصواريخ بكثافة ويؤثر على صورته الإقليمية كقوة ردع.

القيادة الجديدة وسياسة الحذر

بعد حسن نصر الله، يتولى الشيخ نعيم قاسم القيادة، ويظهر أكثر حذرًا وأقل كاريزمية. يوازن قاسم بين الرد العسكري والحفاظ على ما تبقى من القدرات العسكرية للحزب، مجازفًا بسياسة إعادة بناء تدريجية وتأجيل الرد المباشر لتجنب حرب شاملة.

إسرائيل تستغل الفرصة التاريخية

تستثمر إسرائيل هذه المرحلة لإضعاف الحزب بشكل دائم، مفضلة سياسة الاستنزاف المستمر على الاكتفاء بالردع. وتستمر الضربات المتكررة بهدف إنهاك الحزب وإفشال قدرته على شن هجمات واسعة، معتبرة أن التهديد الوجودي الذي يمثله الحزب يجب معالجته فورًا.

تأثير الضغوط على لبنان

يتأثر لبنان بالضغوط الإسرائيلية، ما يزيد الأزمة الاقتصادية والاجتماعية تعقيدًا. ويستمر حزب الله في استغلال هذه الأزمات لتقديم نفسه كحامٍ للطائفة الشيعية، بينما تواجهه انتقادات داخلية من قوى سياسية ترى أن مغامراته العسكرية تهدد الاستقرار الوطني.

معادلة الدفاع المستمر

تفرض إسرائيل معادلة جديدة على حزب الله، تضعه في موقف دفاعي دائم. وعلى الرغم من ضعف قدراته، لا يزال الحزب يسيطر داخليًا، في حين يستمر الطرفان في لعبة شدّ الأعصاب، مع ترقب كل منهما للفرصة المناسبة لتوجيه الضربة التالية، ما يجعل الصراع مفتوحًا على مواجهة جديدة غير محسومة.