< أبناء المعارضين تحت القبة.. "ابن الوز عوام" أم "توريث" غير ديمقراطي للمقاعد البرلمانية
الرئيس نيوز
رئيس التحرير
شيماء جلال

أبناء المعارضين تحت القبة.. "ابن الوز عوام" أم "توريث" غير ديمقراطي للمقاعد البرلمانية

الرئيس نيوز

 تُعد ظاهرة دخول أبناء القيادات السياسية البارزة إلى قبة البرلمان المصري محور جدل مستمر، حيث يراها البعض امتدادًا طبيعيًا للتاريخ السياسي العائلي، بينما يصفها آخرون بـ "توريث" غير ديمقراطي للمناصب. 

تشير الأرقام والأسماء التي ظهرت في انتخابات مجلسي النواب على مدار الدورات السابقة إلى أن هذا التواجد ليس مجرد صدفة، بل هو استمرارية لنفوذ عائلات عريقة في المشهد التشريعي المصري.
 


عائلة السادات.. الإرث السياسي من الرئاسة إلى القبة


تُعد عائلة الرئيس الراحل محمد أنور السادات النموذج الأبرز لهذه الظاهرة، حيث لم يقتصر حضورها على قمة السلطة التنفيذية، بل كان لها وجود برلماني متجذر يمتد لأجيال.
الذي بدأ مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات شغل منصب رئيس مجلس الأمة (البرلمان) لعدة فترات مؤثرة في عهد الرئيس جمال عبد الناصر (1960-1961 و1964-1968).
ثم يأتي في أمتداد العائلة محمد أنور عصمت السادات، أحد أبرز النواب المعارضين في عهدي مبارك وما بعد ثورة يناير، ومؤسس حزب الإصلاح والتنمية.
وأيضا طلعت عصمت السادات، نائب سابق محسوب على صفوف المعارضة.
جيل الأحفاد في برلمان 2020
شهدت انتخابات 2020 دخول جيل الأحفاد، في تأكيد لاستمرار النفوذ العائلي، ومنهم كريم طلعت السادات ابن النائب الراحل طلعت السادات، فاز بمقعد في مجلس النواب 2020.
و سامح محمد أنور السادات، وفاز بمقعد في مجلس الشيوخ 2020.

وشهدت دورة 2020 دخول خمسة من أفراد العائلة في وقت واحد (مجلسي النواب والشيوخ)، بينهم عفت السادات.
 


 أبناء قيادات الأحزاب.. انتقال النفوذ الحزبي والنيابي


لا تقتصر ظاهرة التوريث السياسي على العائلات ذات التاريخ الرئاسي، بل تشمل أبناء قيادات الأحزاب، حتى تلك التي  تُصنف كمعارضة أو ليبرالية.

يُعد الوفد دليلًا على انتقال النفوذ داخل العائلات التاريخية في الحزب، ليس فقط عبر القواعد الانتخابية، بل عبر المناصب الحزبية أيضًا، النائبة أميرة أبو شقة  نائبة في مجلس النواب 2020. وهي ابنة المستشار بهاء أبو شقة، الرئيس السابق للحزب، وشغلت سابقًا منصب مساعدة رئيس الحزب للتخطيط والإدارة، مما يعكس تدرجها في المناصب التنفيذية والحزبية قبل وصولها إلى القبة.

وفي حزب المحافظين المصنف كحزب معارض، فإن ترشح إسلام قرطام نجل رئيس الحزب أكمل قرطام، أثار جدلا بأروقة الحزب، خاصة مع ما تردد من أن النية الأولى كانت ترشح قرطام الابن على القائمة الوطنية من أجل مصر وهو ما يتعارض مع الخط الحزبي المعارض للقائمة الوطنية، ليتم ترشح قرطام الابن عب المقعد الفردي لدائرة دار السلام والتي جاءت نتائج الحصر العددي لتؤكد تصدره.

في المقابل أجهضت محاولات النائب السابق  هيثم الحريري، في الالتحاق بمارثون الانتخابات النيابية ٢٠٢٥، رغم  نجاحه في حجز مقعد في برلمان ٢٠١٥، وهو نجل أبو العز الحريري، أحد أيقونات اليسار المصري وشخصية معارضة بارزة. 

توضح هذه الأمثلة أن البرلمان المصري لا يزال يشهد حضورًا قويًا لـ "الجيل الثاني" من السياسيين، سواء كانوا أبناء عائلات ذات تاريخ سلطوي أو أبناء قيادات أحزاب معارضة.
يبقى التحدي الأكبر أمام الحياة الحزبية والسياسية في مصر هو تحقيق التوازن بين الإقرار بالكفاءة السياسية للأبناء وبين ضمان مبدأ تداول السلطة والديمقراطية الداخلية التي تتيح الفرصة للكوادر الجديدة بعيدًا عن مجرد الوراثة.