عودة إعلام أبلة فاهيتا
لا أخفيكم سرًا أنني من مواليد برج السرطان الدور الأرضي شقة 2 على اليمين، وكنت متفرغًا في مرحلة الابتدائي والإعدادي والثانوية العامة للاستماع إلى إذاعة القرآن الكريم والبرنامج العام، خاصةً قرآن الشيخ رفعت في تمام السابعة صباحًا، وسماع أخبار خفيفة وأبلة فضيلة يوم الإجازة الإسبوعية.
ولا يوم من أيام طارق علام
أمّا الشاشة الصغيرة فهي التي رسمّت وجدان الأجيال الماضية حتى (جيل 2011) تقريبًا، في الوقت الذي كان أكبر اختراع توصلنا إليه تكنولوجيًا في التسعينيات هو طبق الدِش والموبايل أبو إريال وتوصيلة ماتشات الدوري الإنجليزي والبلوتوث، ولم يكن لنا بُدًا إلا مشاهدة برامج ق1، ق2، ق3، وقنوات النيل المتخصصة، إلى جانب القنوات الإقليمية، والبرامج (الجلال علامية) و(الطارق علامية) أيضًا.
إعلام العتاولة
ظهور أبلة فاهيتا من جديد على الساحة الإعلامية أصبح أمرًا سخيفًا، فـ المشاهد ينبهر بأي إطلالة إعلامية في البدايات، ثم يعزُف عن الفُرجة تدريجيًا، ولنا في ظهور “باسم” بتاع برنامج البرنامج دليل، وفي الظهور المتكرر لحكومة “الدكتور مدبولي” عبر وعبر، ناهيك عن “العتاولة” عتاولة الضربة بجولة -بلاش جزء تالت بقى-.
عودة إعلام أبلة فاهيتا
عودة “إعلام أبلة فاهيتا”، وبعض الوجوه غير المرغوب فيها من جديد ما هو إلا إفلاس على هيئة مسرح مصر، الذي فقد بريقه هو الآخر -ولا يوم من أيام الواد سيد الشغال-، وبرامج سمير صبري، سامع يا أستاذ عمرو؟، وحتى لا يختلط الزيت بالماء والعلم بالتنجان ويصيح المُعلق الرياضي المُزعج إياه ويطرشنا بحنجوريته: عملوها تاني ورجعوها تاني للشاشة من تاني أسطورة محمد هاني.. علينا جميعًا أن نُدرك أن ابتعاد الفاهيتا عن الكريبات والسندوتشات واقحامها في الإعلام بمثابة “منيو” غير مقبول وغير فاتح لشهية المشاهدين بالمرة.. بعد إذنكم هروح اتفرج على “إبراهيم نصر” الكاميرا الخفية.. زمن الإسفاف الجميل.
محمد حسين الجداوي
عضو نقابة الصحفيين/عضو اتحاد الكتاب/كاتب ساخر
رئيس شعبة الصحافة والإعلام بالجمعية المصرية لكُتاب القصة والرواية