< تجربة محرك الشبحية «شاهد 161».. مؤشر على انتقال إيران لردع يعتمد على التفوق المسيّر
الرئيس نيوز
رئيس التحرير
شيماء جلال

تجربة محرك الشبحية «شاهد 161».. مؤشر على انتقال إيران لردع يعتمد على التفوق المسيّر

الرئيس نيوز

أجرى الحرس الثوري الإيراني في نوفمبر 2025 اختبارًا علنيًا لمحرك الطائرة المسيّرة الشبحية شاهد 161، وذلك خلال معرض الدفاع والفضاء في العاصمة طهران، هذا الحدث مثّل خروجًا عن المألوف، إذ عادةً ما تُجرى مثل هذه الاختبارات في أجواء مغلقة، لكن إيران اختارت هذه المرة أن تعرضه أمام الجمهور ووسائل الإعلام، في رسالة واضحة بأن الطائرات المسيّرة باتت في قلب عقيدتها العسكرية الجديدة.  

 

مواصفات الطائرة

أوضح تقرير نشره موقع أفيشن نيوز أن الطائرة شاهد 161 صُممت لتشبه في هيئتها القاذفة الأمريكية الشهيرة بي–2، مع هيكل شبح يقلل من بصمتها الرادارية ويجعل رصدها أكثر صعوبة. ووفقًا لصحيفة تايمز أوف إنديا، فإن الطائرة تستطيع التحليق لمسافة تصل إلى 150 كيلومترًا على ارتفاع يبلغ 26 ألف قدم ولمدة ساعتين متواصلتين، كما أنها قادرة على حمل قنبلتين بوزن 50 كيلوجرامًا لكل واحدة. هذه المواصفات تجعلها مناسبة لمهام الاستطلاع والقتال على حد سواء، وتمنح إيران قدرة على تنفيذ عمليات دقيقة منخفضة التكلفة مقارنة بالطائرات التقليدية.  

 

البعد العقائدي

أشار موقع آرمي ريكوجنيشن إلى أن الاختبار العلني يعكس تحولًا في العقيدة العسكرية الإيرانية نحو الردع القائم على الطائرات المسيّرة. فبعد المواجهات الأخيرة مع إسرائيل في يونيو 2025، بدأت إيران في التركيز على تطوير منظومات غير مأهولة كجزء أساسي من استراتيجيتها الدفاعية. هذا التحول يهدف إلى تقليل الاعتماد على الطائرات المأهولة المكلفة، وتعزيز القدرة على الردع عبر أسلحة منخفضة التكلفة وسهلة النشر، يمكن استخدامها في عمليات هجومية أو دفاعية على حد سواء.  

 

الرسائل السياسية
 

أكدت صحيفة إنتلي نيوز أن إيران استخدمت هذا العرض كرسالة مزدوجة:  
- للداخل الإيراني: إبراز التقدم التكنولوجي المحلي وتعزيز الثقة بقدرات الصناعات الدفاعية الوطنية، في وقت تواجه فيه البلاد تحديات اقتصادية وعقوبات دولية.  
- للخارج: إرسال إشارة واضحة إلى الخصوم الإقليميين والدوليين بأن إيران باتت تضع الطائرات المسيّرة في قلب استراتيجيتها العسكرية، وأنها قادرة على تطوير نماذج شبحية متقدمة يمكن أن تغيّر موازين القوى في المنطقة.  

 

الأبعاد الاستراتيجية


يرى محللون أن هذا الاختبار لا يقتصر على الجانب التقني، بل يحمل دلالات استراتيجية أوسع. فإيران تسعى إلى إثبات أنها قادرة على مواجهة الضغوط الدولية عبر تطوير قدرات ردع محلية، وأنها لن تعتمد فقط على الصواريخ الباليستية كما كان الحال في السابق. الطائرات المسيّرة تمنحها مرونة أكبر في العمليات العسكرية، وتتيح لها تنفيذ هجمات دقيقة دون المخاطرة بخسائر بشرية كبيرة.  


تجدر الإشارة إلى أن اختبار محرك "شاهد 161" كان استعراضًا استراتيجيًا يوضح أن إيران تسعى إلى ترسيخ مكانة الطائرات المسيّرة كأداة رئيسية في عقيدتها الدفاعية. هذا التحول يعكس إدراكًا متزايدًا لأهمية الطائرات غير المأهولة في الحروب الحديثة، ويضع إيران في موقع متقدم بين الدول التي تراهن على هذه التكنولوجيا كوسيلة ردع فعّالة.