إعصار ميليسا يضرب جزر الكاريبي.. إعلان مناطق كاملة "كوارث" وتحذيرات من التماسيح
اجتاح إعصار ميليسا جزر الكاريبي بقوة مدمّرة، متسببًا في انهيارات أرضية، وفيضانات واسعة النطاق، وانقطاع الكهرباء عن آلاف المنازل، وسط إعلان رسمي بتحويل عدة مناطق إلى "مناطق كوارث".
السلطات المحلية في دومينيكا وسانت لوسيا وغرينادا أعلنت حالة الطوارئ، وأغلقت المدارس والمرافق العامة، فيما تحولت الفنادق إلى ملاجئ مؤقتة للسكان والسياح المحاصرين. هذه الكارثة، التي تُعد من الأعنف منذ إعصار ماريا عام ٢٠١٧، كشفت هشاشة البنية التحتية في دول الكاريبي، وأعادت طرح تساؤلات حول جاهزية الحكومات لمواجهة الكوارث المناخية المتزايدة، وفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية.
في إحدى الحوادث التي وثّقتها فرق الإنقاذ، شوهدت تماسيح تسبح داخل بهو فندق عائلي في جزيرة دومينيكا، بعد أن جرفتها الفيضانات من محمية قريبة إلى المناطق السكنية. النزلاء وجدوا أنفسهم محاصرين بين المياه العاتية والزواحف المفترسة، وسط صراخ الأطفال وانهيار أجزاء من المبنى.
السلطات أصدرت تحذيرات عاجلة للسكان بعدم مغادرة المنازل، وأغلقت الطرق المؤدية إلى المناطق المنكوبة، فيما واجهت فرق الطوارئ صعوبات بالغة في الوصول إلى المتضررين. هذه اللحظة، كما وصفتها هيئة الإذاعة البريطانية، كانت "لا تُطاق" بكل المقاييس.
الفيضانات التي صاحبت الإعصار لم تقتصر على الأضرار المادية، بل تسببت أيضًا في اضطرابات بيئية خطيرة، إذ جرفت معها حيوانات برية من مواطنها الطبيعية إلى الأحياء السكنية، ما زاد من تعقيد عمليات الإجلاء والإنقاذ. فرق الطوارئ اضطرت إلى استخدام قوارب مطاطية ومروحيات للوصول إلى العالقين، في ظل انقطاع الاتصالات وانهيار الجسور والطرق الجبلية.
في الوقت ذاته، أعلنت حكومات الجزر المتضررة أن عدة مناطق أصبحت رسميًا "مناطق كوارث"، ما سمح بتفعيل طلبات المساعدة الدولية. الأمم المتحدة أرسلت فرقًا لتقييم الأضرار، فيما بدأت منظمات الإغاثة في توزيع المساعدات الأولية، بما في ذلك المياه النظيفة، والأدوية، والبطانيات، وسط تحذيرات من تفشي الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا والتيفوئيد.
أما القطاع السياحي، الذي يُعد شريانًا اقتصاديًا رئيسيًا في الكاريبي، فقد تلقى ضربة قاسية. الفنادق تحولت إلى ملاجئ، وتم تعليق جميع الرحلات الجوية والبحرية، فيما بدأت شركات التأمين في تقييم الخسائر، وسط توقعات بأن تكون الأضرار الأكبر منذ أكثر من عقد.
إعصار ميليسا، بما خلفه من دمار بيئي وبشري، لا يُعد مجرد كارثة طبيعية، بل مؤشر على تصاعد وتيرة الظواهر المناخية المتطرفة، وجرس إنذار للدول الجزرية التي تقف في الخطوط الأمامية لأزمة المناخ العالمية.