< هل ينجح الوسطاء في حسم الملفات الخلافية في المرحلة الثانية لوقف إطلاق النار بغزة؟
الرئيس نيوز
رئيس التحرير
شيماء جلال

هل ينجح الوسطاء في حسم الملفات الخلافية في المرحلة الثانية لوقف إطلاق النار بغزة؟

الرئيس نيوز

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم على منصة تروث سوشيال، بدء المرحلة الثانية من اتفاق غزة، وسط حالة من الغموض تكتنف اتفاق وقف إطلاق النار مع تأخير إسرائيل للمساعدات وتشديد حركة حماس قبضتها على القطاع.

وحضّ الرئيس الأمريكي حركة حماس على تسليم الجثث المتبقية للرهائن المتوفين، قائلًا إن هذه الخطوة ضرورية للانتقال إلى المرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة المدعوم من الولايات المتحدة. 

وجاء في منشور ترامب: "أزيل عبء كبير، لكن المهمة لم تُنجز"، مشيرًا إلى أنه لم يتم الوفاء بوعد قُطع بإعادة كل الجثث، وذلك غداة زيارة أجراها إلى إسرائيل ومصر احتفاء بالاتفاق. وقال في وقت لاحق، إن على حركة حماس إلقاء سلاحها وإلا سيُنزع منها.

وأضاف ترامب خلال اجتماع في البيت الأبيض مع نظيره الأرجنتيني خافيير ميلي: "إذا لم يلقوا سلاحهم، فسننزعه. وسيحدث ذلك سريعًا وربما بعنف". وقال إنه أبلغ (حماس) بذلك ووافقوا على إلقاء السلاح المنصوص عليه في اقتراحه للسلام المكون من 20 نقطة. وتابع: "تحدثت مع (حماس)، وقلت لهم، ستلقون سلاحكم، صحيح؟ نعم يا سيدي، سنلقي السلاح. هذا ما أخبروني به"، وأوضح لاحقًا أنه نقل الرسالة عبر وسطاء.

وأفرجت حماس الاثنين عن آخر الرهائن الإسرائيليين الأحياء من قطاع غزة، وأرسلت إسرائيل حافلات محملة بالمعتقلين الفلسطينيين إلى غزة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسط فيه ترامب، لكن حماس لم تلتزم علنًا بإلقاء سلاحها.

مرحلة صعبة 

المراحل الثانية التي وُصفت بالصعبة، تستهدف إنشاء إدارة لغزة، وضم عناصر شرطية فلسطينية جديدة للقطاع ونزع سلاح حماس. وهي قضايا يرى خبراء، أنها ستُشكِّل اختبارًا صعبًا للغاية أمام الوسطاء، لا سيما في ظل مواقف الحركة حول رفض تسليم السلاح، والجدل بشأن الإشراف الدولي على الإدارة الفلسطينية المستقلة.

ويستبعد مراقبون أن تُحسَم كل تلك الملفات وغيرها كإعمار غزة، بنهاية العام الحالي، باستثناء ملف إدارة القطاع في ظل خروقات إسرائيلية متوقعة وجهود أكبر من الوسطاء والإدارة الأميركية لتجاوز أي تداعيات محتملة.

وكشف المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، عن أن الخطوات التالية بعد اتفاق وقف الحرب، ستكون صعبةً للغاية، وأنه تم إرجاء كثير من مناقشات المرحلة الثانية لضمان إنجاز المرحلة الأولى التي استضافتها شرم الشيخ قبل أيام، وتُوِّجت باتفاق الخميس، وفق مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية الأميركية.

وأكد الأنصاري، بدء مناقشات صعبة حول كيفية تأمين الوضع وإدارته، وضمان عدم العودة إلى الحرب في غزة مجددًا، لافتًا إلى أن المحادثات بدأت بالفعل في شرم الشيخ، وأن هناك فرقًا تعمل على مدار الساعة؛ لضمان عدم وجود أي فاصل زمني بين المرحلتين الأولى والثانية.

وجاءت تصريحات الأنصاري التي نقلتها قناة «الجزيرة» القطرية الثلاثاء، غداة توقيع قادة الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا، خلال قمة في مدينة شرم الشيخ المصرية، وثيقة اتفاق غزة لضمان إنهاء الحرب.

وأفادت الرئاسة المصرية، في بيان صحفي مساء الاثنين، بأن القمة تناولت أهمية التعاون بين أطراف المجتمع الدولي لتوفير كل السبل من أجل متابعة تنفيذ بنود الاتفاق، وضرورة البدء في التشاور حول سُبل وآليات تنفيذ المراحل المقبلة لخطة الرئيس ترامب للتسوية، بدءًا من المسائل المتعلقة بالحوكمة وتوفير الأمن، وإعادة إعمار قطاع غزة، وانتهاءً بالمسار السياسي للتسوية.

في ضوء تلك التطورات، يرى الخبير السياسي المصري عمرو الشوبكي، أن الوسطاء أمام اختبار صعب في المراحل المقبلة، لا سيما المرحلة الثانية المتعلقة بتسليم سلاح (حماس) وهذا موضوع شائك، والإدارة المستقلة للقطاع وعلاقاتها بمجلس السلام الدولي الذي يرأسه ترامب، وكذلك قوات الشرطة التي جرى تدريبها في مصر والأردن مؤخرًا في ظل وجود عناصر (حماس) الحاليين، بخلاف الجزء الثالث المتعلق بالإعمار و(حل الدولتين).

ويعتقد، أن دور الوسطاء سيكون مهمًا رغم صعوبته في المرحلة الثانية، ويحتاجون لدعم المجتمع الدولي في المرحلة الثالثة؛ للتغلب على أي عقبات.

ووفق صحيفة الشرق الأوسط، يرى المحلل السياسي الفلسطيني أيمن الرقب، أن المرحلة الأولى التي انتهت بعد ساعات من انطلاقها، وشملت إطلاق سراح الرهائن والأسرى، كانت سهلةً مقارنة بمراحل تالية هي الأصعب، وقد تأخذ وقتًا أكبر، خصوصًا في المرحلة الثانية المتعلقة بتشكيل لجنة لإدارة غزة ونزع سلاح حركة (حماس)، ودخول قوات شرطية لأداء مهام أمنية مع انسحابات إسرائيلية تدريجية، مشيرًا إلى أن الضوء الأخضر الأميركي، لوجود عناصر الحركة بسلاح خفيف بالقطاع، يمكن البناء عليه لاحقًا للذهاب لأي حلول وسطية.

ويعتقد الرقب، أن المعوقات ستستمر في أي مفاوضات، لا سيما في إعادة الإعمار، مستدركًا: "لكن نعتقد أن الجهود، لا سيما المصرية، ستعجِّل بخطوات أكبر في هذا المسار".

ميدانيًا، نقلت وسائل إعلام فلسطينية عن الناطق باسم حركة «حماس»، حازم قاسم، قوله: "إن قَتْلَ جيش الاحتلال عددًا من أهالي قطاع غزة، صباح الثلاثاء، في حي الشجاعية شرق مدينة غزة عبر القصف وإطلاق النار، انتهاكٌ لاتفاق وقف إطلاق النار"، داعيًا الوسطاء لإلزام إسرائيل بالاتفاق.

ومن جانبه، تحدَّث الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر حسابه الرسمي في «إكس»، عن "رصد عدد من المشتبه بهم، عبروا الخط الأصفر، واقتربوا من القوات المشارِكة في عمليات بشمال قطاع غزة".

وجاء تبادل الاتهام، غداة كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن أن حركة حماس حصلت على ضوء أخضر للقيام بالعمليات الأمنية الداخلية التي تقوم بها في قطاع غزة، قائلًا إن الحركة تريد وقف المشكلات وأعطيناهم الموافقة لفترة من الوقت.

ونفذت الحركة مجموعة من الإعدامات الميدانية لعناصر تزعم الحركة انهم عملاء لإسرائيل، وأنهم نفذوا عمليات قتل للفلسطينيين النازحين وعناصر المقاومة. ولم تتم محاكمات وإنما تم التنفيذ في ميدان بمدينة غزة.

إلى ذلك، كشفت هيئة البث الإسرائيلية، عن أن إسرائيل قرَّرت عدم فتح الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي الأربعاء، وتقليص المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى قطاع غزة، حتى يتم نقل جثث جميع القتلى الذين تحتجزهم حماس، وذلك أول خلاف بينهما في تطبيق خطة ترامب الذي قال بقمة شرم الشيخ، إن مسألة إعادة الجثامين ستواجه صعوبات ولكنها لن تحبط الاتفاق، بحسب ما نقلته «رويترز».

وأشارت هيئة البث إلى أنه «بعد أن أعادت (حماس) 4 جثث فقط من أصل 28، أبلغت مصر إسرائيل أنها تعتزم تشكيل فريق من ممثلين مصريين وقطريين وأتراك لدخول قطاع غزة من أجل إيجاد حلول مع (حماس) لإعادة القتلى.