مندوب فلسطين يقارن مأساة غزة بمجازر رواندا: لا نريد أن يعيد التاريخ السؤال ذاته
طالب رياض منصور، مندوب دولة فلسطين في الأمم المتحدة، الصحفيين بتقصي الحقائق في قطاع غزة وعدم السماح لدولة الاحتلال الإسرائيلي بترويج روايتها.
وقال منصور في كلمة أمام الصحفيين: "استمعتم منذ عدة أيام إلى العرض البليغ الذي قدّمه سفير سيراليون، وما زلت أذكره جيدًا، وأعرف أن السيد إيدس يتذكره أيضًا لقد ذكر أنه خلال مئة يوم فقط في رواندا جرى ذبح مليون إنسان وبعد انتهاء تلك الحرب تساءل كثيرون أين كنا؟ ولماذا لم نمنع حدوث تلك الإبادة الجماعية".
وأضاف: "أعتقد أن علينا واجبًا مشابهًا اليوم، وهو أن نتيح لأبنائنا وأحفادنا الفرصة ليتساءلوا: أين كنا عندما ارتُكبت إبادة جماعية وقُتل مئات وآلاف الفلسطينيين، وبالأخص النساء والأطفال، في قطاع غزة؟ كجزء من هذه المسؤولية، علينا جميعًا أن نفعل ما بوسعنا من أجل الإنسانية، ومن أجل العدالة، ومن أجل الإنصاف، ومن أجل قيمة حياة الإنسان".
وتابع: "أعلم أن عددًا منكم يعملون على تنظيم جهود تتعلق بالصحفيين، وفي هذا الصدد لا يجب أن نقبل أن تروي إسرائيل وحدها القصة؛ لأنها طرف متورط، وترويها بالطريقة التي تخدم مصالحها ما نحتاج إليه هو أن تذهبوا بأنفسكم إلى هناك، وأن تحققوا بأنفسكم، وأن تكتبوا تقاريركم بأنفسكم، وأن تُسهموا في نقل الحقيقة إلى العالم كله".
وأوضح: "عليكم أن تُظهروا الواقع كما هو في قطاع غزة، بدلًا من أن يُباع لنا ما تحاول إسرائيل أن تبيعه من روايات مضللة فإذا كانت إسرائيل تزعم أنها تفعل الشيء الصحيح، فالأجدر بها أن تكون مستعدة لأن تسمح لمجلس الأمن، وللمئات منكم أنتم الصحفيين، بالذهاب إلى غزة وإلى تل أبيب، للتحدث إلى عائلات الضحايا وإلى عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين يطالبون حكومتهم بوقف الحرب وإنقاذ الأسرى وحياة الناس".
وأكمل: "إذا لم تكن إسرائيل تخشى شيئًا، فلماذا تمنع عنا جميعًا الذهاب إلى هناك لتقصي الحقائق؟ ولماذا تحاول قتل الصحفيين الذين يسعون إلى تغطية حقيقة ما يحدث في المستشفيات والمخيمات وفي جميع أنحاء قطاع غزة، وحتى في أماكن توزيع الطعام؟".
وذكر: "أنا لا أملي عليكم ما يجب أن تفعلوه، لكن أطلب منكم أن تفكروا مليًا لقد حان الوقت لنا جميعًا، نحن كدبلوماسيين مثلي، أن نعمل على دفع مجلس الأمن إلى تحمل مسؤوليته في هذا الشأن، لإيقاف هذا الجنون وإنقاذ حياة الأبرياء، والتوصل إلى سبيل سلمي لحل هذا الصراع".