الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«الله أكبر.. بسم الله».. كيف احتفلت الإذاعة المصرية بنصر أكتوبر؟

الرئيس نيوز

عند صدور بيان نصر أكتوبر المجيد، في العاشر من رمضان إنتابت لحظات الأمل والفخار الشعب المصري الذي عانى من مرارة هزيمة حرب الأيام الست، حيث زأر أبطالنا البواسل يوم العبور زئير التحدي في وجه اليأس والإحباط.


(الموسيقار بليغ حمدي)

في صباح السابع من أكتوبر من العام 1973، زار الإلهام معين عبقري الموسيقى العربية، الفنان بليغ حمدي الذي لامس أوتار القلوب بترنيمته الحزينة "عدى النهار" بصوت العندليب يوم الهزيمة، كحالة رثاء ومواساة للشعب المكلوم، متأهبًا لتسجيل اللحظة التي إنتظرها الجميع بفارغ الصبر.


(الشاعر الكبير عبد الرحيم منصور)

اتصل بليغ بالشاعر الكبير عبد الرحيم منصور، لتضفير لحظات الشعب الباسمة بأغنية جديدة، تسجل في معين تاريخ مصر الحديث كحالة تأريخية للمستجد الأعظم وهو ما نسجه منصور من خيوط النصر في رائعته الكبرى "بسم الله الله أكبر بسم الله" والتي تقول :

بسم الله الله أكبر بسم الله بسم الله

بسم الله أذن و كبر بسم الله بسم الله

نصرة لبلدنا بسم الله بسم الله

بإيدين ولادنا بسم الله بسم الله

و أدان ع المدنة بسم الله بسم الله

بتحيي جهادنا بسم الله بسم الله

الله أكبر أذن و كبر.. و قول يا رب النصرة تكبر

بكفاحنا يا مصر بسم الله بسم الله

تأريخ النصر بسم الله بسم الله

و جنود الشعب بسم الله بسم الله

بتخطي الصعب بسم الله بسم الله

الله أكبر أذن و كبر.. و قول يا رب النصرة تكبر

سينا يا سينا بسم الله بسم الله

أدينا عدينا بسم الله بسم الله

ما قدروا علينا بسم الله بسم الله

جنود أعادينا بسم الله بسم الله

الله أكبر أذن و كبر.. و قول يا رب النصرة تكبر

بسم الله الله أكبر بسم الله بسم الله

بسم الله أذن و كبر بسم الله بسم الله

حرص بليغ حمدي على فورية تسجيل لحظات النصر، كفورية تسجيل لحظات الهزيمة وذلك بذهابه إلى ماسبيرو لتسجيل الأغنية، طالبًا رفيقة عمره الفني والحياتي وردة الجزائرية لتسجيل الأغنية بصوتها الحماسي.


(المطربة الكبيرة وردة الجزائرية)

فوجئ بليغ بمنعه من الدخول لمبنى ماسبيرو، لأن البلد في حالة حرب ليهدد المسئول عن الإذاعة بتحرير محضر ضده لمنعه من تسجيل تلك اللحظة الفارقة، احتفالاً بالنصر العظيم.


(حرب أكتوبر المجيدة)

حضر عبد الرحيم منصور للإذاعة عقب حل المشكلة، بإخراج تصريح فوري يسمح لكتيبة مصر الفنية بالمشاركة الناعمة في لحظات العبور الملحمية، ولم تستطع وردة الجزائرية الحضور مما دفع بليغ بحل المشكلة بالإستعانة ببعض الموظفين كمجموعة كورالية ترتل وترنم بكلمات روحية هي سر المفتاح الأعظم للنصر الكبير.

خرجت أغنية "بسم الله" إبنة لحظتها كوليد جديد، يتنسم نفحات الأمل المحبوس في أضابير الساسة الكبار، وهو ما حمس الجنود لاستكمال الملحمة الكبرى وقت استماعهم لها، وهو ما أكد على أهمية الفن وقت استدعائه لتحفيز الأمم في عبور اليأس والمستحيل.