الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«بيضربوا بيك المثل».. قصة ميلاد أغنية «أم البطل» بعد النصر

الفنانة الكبيرة شريفة
الفنانة الكبيرة "شريفة فاضل"

كلما مرت ذكرى انتصارات حرب العاشر من رمضان 1393 هـ، السادس من أكتوبر 1973 م تترائى للأذهان ذكرى أبطالنا وشهداءنا الذين رووا بدمائهم رمال سيناء المباركة لتتحرر من براثن العدو الصهيوني المتغطرس بأسطورة جيشه الذي لا يقهر.


(الطيار سيد السيد بدير)

تتجسد الانتصارات والأحزان، والدموع والأفراح عبر القوة الناعمة كماركة مسجلة للهوية المصرية، بتسجيل لحظاتها الفارقة في تاريخها الثري، كما حدث مع أغنية "أم البطل" للفنانة الكبيرة شريفة فاضل في العام 1973.


(الفنان السيد بدير)

واجهت الفنانة الكبيرة شريفة فاضل، ضربة موجعة باستشهاد ولدها ضابط طيار، سيد السيد بدير ابن الفنان القدير السيد بدير في تدريبات الجيش قبيل نصر أكتوبر العظيم في العام 1973، وهو ما أبعدها لمدة معينة عن فنها لعمق الجرح الساخن في قلبها كأم، أخذت تردد بعويل الأم المكلومة في عزاء ولدها "إبني حبيبي".


(الموسيقار علي إسماعيل والشاعرة نبيلة قنديل)

كانت الشاعرة الكبيرة نبيلة قنديل، زوجة الموسيقار علي إسماعيل تشاطر صديقتها الأحزان، مقتنصةً خيط النحيب مدخلاً لأغنية خلدتها الأزمان وقت انتظار النصر وقدومه، في بهو منزل الفنانة الكبيرة مضفرة أشجانها في نصف ساعة بنسج كلمات "أم البطل".


(الإذاعي محمد محمود شعبان الشهير ببابا شارو)

حصل الموسيقار علي إسماعيل على كلمات شريكة عمره، ولحنها في ثلاثة أيام كشارة رثاء لأحد أبطال الملحمة المرجأة لعبور الأحزان واليأس متصلاً بأم البطل قائلاً لها : "جهزت لك هدية سوف تهديها لإبنك ولكل شهيد ضحى من أجل الوطن".


(شريفة فاضل مع ابنها سيد السيد بدير في طفولته)

تفاعلت أم البطل مع كلمات نبيلة قنديل، وسجلتها في الإذاعة وسط أجواء جنائزية خيمت على الاستوديو، لانفعالها من ملامسة الأغنية جروحها الغائرة، متحاملةً على نفسها لإحياء ذكرى الشهيد إلى الأبد.


(الفنان علي رضا)

 قام الإذاعي الكبير محمد محمود شعبان (بابا شارو) بتسريع رتم اللحن، ليتماشى مع سرعة رتم حياة الجنود على الجبهة عبر الآلات الإيقاعية والتخفيف من ظهور الناي المزدوج، لاستنهاض الهمم والعزائم في الملاحم الكبرى.

عند عبور البواسل لقناة السويس وتحطيمهم لخط بارليف المنيع، تم تصوير الأغنية في التليفزيون بستوديو 48 من إخراج علي رضا، وأم البطل تتشح بالسواد مرددةً :

إبني حبيبي يا نور عيني.. بيضربوا بيك المثل

كل الحبايب بتهنيني.. طبعًا ما أنا أم البطل

يا مصر ولدي الحر.. إتربى وشبع من خيرك

إتقوى من عظمة شمسك.. إتعلم على إيد أحرارك

إتسلح بإيمانه واسمك

شد الرحال.. شق الرمال.. هد الجبال.. عدى المحال

زرع العلم.. طرح الامل.. وبقيت أنا.. أم البطل

إبنى حبيبي يا نور عيني.. بيضربوا بيك المثل

كل الحبايب بتهنيني.. طبعًا ما أنا أم البطل

يا مصر ولدي الحر ..

العالم وصلت أخباره.. لشجاعته وتحريره لأرضه

إتلموا إخواته وأعمامه.. من كل بلد عربي جمبه

الكل قال باسم النضال.. وقفة رجال صدق اللي قال

زرعوا العلم .. طرحوا الأمل

وبقيت أنا.. أم البطل

ابنى حبيبي يا نور عيني.. بيضربوا بيك المثل

كل الحبايب بتهنيني.. طبعا ما أنا أم البطل

يا مصر.. ده أنا أم البطل