الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أراء كتاب

عمرو غلاب يكتب: الاستثمار المباشر والتفكير خارج الصندوق

الرئيس نيوز

في ظل احتداد أزمة كورونا يتحدث العالم كله عن كيفية مواجهة الأزمة، ولكن واقع الأمر أن مواجهة الوضع القائم لا تكفى، وإنما النظر إلى ما بعد الأزمة هو أمر يجب التركيز عليه بشكل جيد.

 وما أعنيه بما بعد الأزمة هنا يتعلق بوضع الاستثمار الأجنبى المباشر، ما هي خطتنا لجذب الاستثمارات التي ستبحث بعد الأزمة عن مكان تتوطن فيه وتنتج، وما علينا إلا الاستعداد الجيد لأنه إن لم نقم بهذا فسنخسر خسارة يصعب تعويضها في وقت قريب.

المتابع لوضع الاستثمار الأجنبي المباشر يلاحظ التراجع الكبير الذى تشهده التدفقات إلى مصر مدفوعة على مدار آخر 5 سنوات، وزاد هذا التراجع مع خلال العام الماضى تحت وطأة الأزمة متراجعا 35%، بتأثير تراجع الاستثمارات الأجنبية المباشرة في قطاع البترول، والذى ظل الاعتماد الأكبر عليه في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، ولكن من الطبيعى أن تتحول هذه الاستثمارات الوافدة في وقت ما إلى أموال خارجة حيث تجنى الشركات أرباح هذه الاستثمارات وتحولها إلى الخارج، وبالتالي أصبح التراجع كبيرا ومؤثرا لأننا اعتمدنا على تدفقات الاستثمار فى هذا القطاع بشكل رئيسى وأساسى، دون التركيز على القطاعات غير البترولية بالشكل المطلوب، وهو خطأ يجب الإسراع في تداركه.

علينا النظر للأمام بشكل حقيقى، لا ننكر أهمية قطاع البترول فى جذب استثمارات خارجية، ولكن التنويع مهم ومطلوب، علينا تركيز الجهد على الاستثمارات الصناعية وخاصة عالية التكنولوجيا، وايضا الاستثمار الزراعي الذى يحقق أولويات الأمن الغذائى المصري ويدعم التصدير، ومن أجل هذا لابد من تذليل أى عقبات تواجه أى استثمارات جديدة، مصر زاخرة بكل ما يبحث عنه الاستثمار من موقع استراتيجي متميز وتوافر للمواد الخام، والبنية التحتية والطاقة، والأيدى العاملة، والبيئة التشريعية التي شهدت إصلاحات واسعة على مدار السنوات القليلة الماضية، ولكن ما نحتاجه حقا هو بذل جهود كبيرة وفاعلة في مجال التسويق لهذه المميزات، لا يجب أن ننتظر أن تأتى الاستثمارات إلينا فهذا لن يحدث دون أن نذهب نحن إليها.

وهذا يجب أن يتم بتضافر جهود الجميع، من حكومة وقطاع خاص ومجتمع مدنى، من خلال التعاون لتسويق مصر كما يجب أن يكون، نحتاج تعاون الجهات الحكومية لتوفير جميع الفرص الاستثمارية بشكل يمكن الاستفادة به وليس كما هو الوضع الآن، وأن تصب جميع هذه الجهود في الهيئة العامة للاستثمار للاضطلاع بدورها الحقيقى فهى واجهة مصر أمام المستثمرين أو هكذا يجب ان تكون، وقد تم التوسع في إنشاء مراكز خدمات المستثمرين وهو أمر جيد، ولكن أيضا يجب تفعيل مكاتب الاعتماد لإنهاء إجراءات المستثمر دون تحميله أي عناء، وتفتيت البيروقراطية التي يمكن أن تطرد أي استثمار.

التفكير خارج الصندوق هو الطريق لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتوطين الصناعات عالية التكنولوجيا، نحن من يجب أن يذهب للبحث عنها وليس انتظار أن تأتى لأن الاستثمار لن يأتي بمفرده.