الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

لدعم موقف مصر في أزمة سد النهضة.. باحث يوضح أهمية زيارات شكري الأفريقية

الرئيس نيوز

لايزال وزير الخارجية السفير سامح شكري، يواصل جولته الأفريقية للتعريف بأخر تطورات ملف "سد النهضة"، الذي تصر أثيوبيا على بنائه على ضفاف مياه النيل الأزرق، من دون التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن الملء والتشغيل مع دولتي المصب (مصر والسودان).
وأعلنت مصر والسودان رفضهما إقبال أثيوبيا على الملء الثاني، الذي تقول أديس أبابا إنه سيكون في يوليو المقبل، ووضعت القاهرة خطوطها الحمراء في الملف على لسان الرئيس السيسي، حينما قال خلال زيارته لقناة السويس، بعد تعويم السفينة البنمية العملاقة الجانحة "إيفرجيفين"، إنه "لا يستطيع أحد المساس بمياه النيل ومن يريد أن يجرب فليجرب". 

جولة شكري
الخارجية المصرية، قالت إن السفير سامح شكري وصل إلى دولة "جنوب أفريقيا"، وسلم الرئيس رامافوزا رسالة من السيد رئيس الجمهورية، وذلك في سياق الجولة التي يقوم بها لعدد من الدول الأفريقية، وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، السفير أحمد حافظ، إن الرسالة التي قام الوزير شكري بتسليمها تناولت الوضع الحالي لمفاوضات سد النهضة وموقف مصر ازاء القضية، وذلك في إطار حرص مصر على التنسيق والتشاور مع جنوب أفريقيا في ضوء مكانتها على الساحة القارية وعضويتها الحالية في هيئة مكتب الاتحاد الأفريقي.
وأعرب وزير الخارجية عن خالص تقديرها للجهود التي بذلتها جنوب أفريقيا في ملف سد النهضة طوال رئاستها السابقة للاتحاد الأفريقي، وأضاف أن وزير الخارجية استعرض أيضاً خلال اللقاء ما خلُصت إليه اجتماعات كينشاسا الأخيرة، مشدداً على أن مصر برهنت خلال هذه الاجتماعات على ما تتحلى به من إرادة سياسية صادقة تهدف إلى تدشين مسار تفاوضي جاد يؤدي في نهاية المطاف إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة يحقق مصالح الدول الثلاث ويحفظ حقوقها.
ومن المقرر أن يزور شكري خلال جولته الأفريقية الحالية كل من جزر القمر وجنوب إفريقيا والكونغو الديمقراطية والسنغال وتونس.

وقت مستقطع 
الكاتب والأكاديمي، أستاذ علاقات دولية ومحاضر في جامعة القاهرة، طارق فهمي، وصف الزيارة خلال حديثه مع "الرئيس نيوز" بأنها زيارة الوقت المستقطع، ولفت إلى أنها جولة للإحاطة والعلم بما يتعلق بتطورات المفاوضات المتعلقة بسد النهضة، وما انتهت إليه مفاوضات الكونغو مؤخرًا.
أما الفائدة التي ستعود على مصر من إخطار تلك الدول وإعلامها بما تم، فيؤكد فهمي على عظم الفائدة، فيقول: "هي خطوة حشد، واتخاذ أكبر قدر من التأييد الأفريقي  لمواقفك، خصوصًا وأن الملف لا يزال في الاتحاد الأفريقي". 
وفيما يتعلق بأن الملف لا يزال في الاتحاد الأفريقي على الرغم من أن المفاوضات فشلت، أوضح أستاذ العلاقات الدولية، أن الاتحاد الأفريقي حتى هذه اللحظة لم يصدر أي بيانات منذ انتهاء مفاوضات الكونغو، ولم يقدم أي ورقة تفيد أن المفاوضات قد فشلت، ووصلت إلى حائط صد؛ ويبدو أن الاتحاد يحاول المماطلة حتى لا يتم الإعلان عن فشل الكونغو في رعاية المفاوضات، وهو الأمر أيضًا الذي قامت به جنوب أفريقيا.
يقول فهمي: "عدم إعلان الاتحاد الأفريقي فشل المفاوضات حتى هذه اللحظة يجعل منه متصدرًا للمشهد فيما يخص رعاية المفاوضات"، لافتًا إلى أن السودان طرحت قمة رئاسية ثلاثية بين (مصر والسودان وأثيوبيا)، وأديس أبابا لم تتفاعل مع الطرح السوداني؛ فهي لم ترفضه ولم توافق عليه، وكذلك الوضع بالنسبة لمصر، ما يجعل الملف يتجه نحو التدويل وهو الأمر الذي بدأت مصر في القيام به. 

تدويل الملف 
يؤكد فهمي أن الأزمة تنتقل من إطارها الإقليمي إلى إطارها الدولي؛ بعدما وجهت القاهرة رسالة إلى مجلس الأمن، أكدت فيه على ما جرى، وهذا الخطاب هو أول حجر لتحريك المياه الراكدة، على المستوى الدولي. 
يتابع: "المفترض أن هناك عدة خطوات إجرائية وأُخرى جوهرية لابد من اتخاذها في الملف. الإجرائي، هو ما تم من مصر بإجراء الوزير سامح شكري اتصالًا هاتفيًا مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطوني جوتيريش، وثانيًا الخطاب المرسل إلى مجلس الأمن، بمحتوى المضمون بلغته المباشرة. أما النقطة الإجرائية الثالثة، هو أن القاهرة ستطلب جلسة مشاورات لعقد جلسة إجرائية أو استهلالية لتقريب وجهات النظر".
أوضح أستاذ العلاقات الدولية، أن الجلسة الإجرائية، التي ستطلب بها مصر، ستقدمها دولة في مجلس الأمن سواء كانت دائمة العضوية أو غير دائمة، وغالبًا ستكون تونس العضو العربي في المجلس، مدعومة بالموقف الروسي".  

حشد أفريقي 
وعن جولة شكري، يعاود فهمي القول بأن  مصر تتحرك أفريقيًا أولًا، لأن القاهرة تحتاج إلى الدعم والحشد الأفريقي، في تدعيم موقفها، لافتًا إلى أن الزيارة تشمل دول قريبة من مصر ودول حوض نيل، فجيبوتي، على سبيل المثال دولة زيارتها مهمة، فهي دولة قواعد عسكرية. وكذلك أوغندا وكينيا كلها دول حوض نيل.
يتابع فهمي: "التحرك المصري في أفريقيا جيد وله رسائل سياسية واستراتيجية مهمة لابد من الإلتفات إليها، وعلى رأس تلك الفوائد أن الموقف المصري أيما كان سيبقى مدعومًا من أفريقيا في الأمم المتحدة". 
يذكر أستاذ العلاقات الدولية، أنه على سبيل المثال لما يذكر المندوب الكيني أو الأوغندي او الجيبوتي، في الأمم المتحدة، ويتحدث بنفس وجهة نظرك فهو أمر في غاية الأهمية، من حيث أنه داعم لك، وهذا الموقف أفضل من مواقف دول أوروبية، ربما تكون بعدت عن عمد عن الملف لاعتبارات سياسية.