الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

أزمة سد النهضة.. خبراء: رسائل مصر للخارج تكشف كذب ومغالطات إثيوبيا  

الرئيس نيوز


بدأت مصر تحركات دبلوماسية ودولية لشرح الموقف من ازمة سد النهضة الإثيوبي، خاصة مع إعلان أديس أبابا عن تجفيف الممر الأوسط وتعليته لتنفيذ الملء الثاني بارادتها المنفردة، حيث بدأ وزير الخارجية سامح شكرى، جولة في عدة دول إفريقية منها تونس بإعتبارها العضو العربى بمجلس الأمن، وكذلك كينيا وجزر القُمُر وجنوب إفريقيا والكونغو الديمقراطية والسنغال، لشرح وعرض تطورات ملف سد النهضة والموقف المصري حيال الأزمة المستمرة في ظل التعنت الأثيوبى.

وقام وزير الخارجية بتسليم الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، رسالة من الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بشأن وضع مفاوضات سد النهضة والموقف المصري، فى ظل  عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن ممثلة عن القارة الإفريقية، وذلك فى إطار جولته انطلاقا من  من حرص مصر على إطلاع دول القارة الإفريقية على حقيقة وضع المفاوضات حول ملف سد النهضة الإثيوبي، ودعم مسار التوصل إلى اتفاق قانوني مُلزم حول ملء وتشغيل السد على نحو يراعي مصالح الدول الثلاث.

وأكد خبراء على أهمية التحركات الدبلوماسية المصرية وجولات وزير الخارجية لشرح الموقف المتأزم حالياً، فى ظل رغبة إثيوبيا فى إتمام مرحلة الملء الثاني بارادتها المنفردة، وإعلان تجفيف الممر الأوسط وتعليته، وفى ظل التحركات نحو مجلس الأمن الدولي بشأن ما يتعلق بأزمة بناء سد النهضة.

جولات خارجية لكسب تأييد للموقف المصري

كما تأتى الجولة فى محاولة لكسب التأييد للموقف المصري وما يدور في المفاوضات التى فشلت جولتها الأخيرة فى كينشاسا، وكذلك بناء موقف مصري إفريقي من تطورات سد النهضة قبل الملء الثانى، خاصة مع تنوع دول الجولة ما بين عضوية مجلس الأمن الدولي أو كأعضاء في الإتحاد الإفريقي.

من جهته قال هانى رسلان، خبير المياه بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية،  أن جولة وزير الخارجية لدى عدد من الدول الأفريقية تأتى فى إطار الجهود التى تبذلها مصر على المستويين الاقليمى والدولى لشرح وجهة نظر مصر وموقفها من أزمة السد الاثيوبى ولماذا وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود بعد عشر سنوات من الصبر الطويل وابداء المرونة الفائقة سعيا وراء الوصول إلى حل متوازن يحقق مصالح شعوب الدول الثلاث.

وأوضح رسلان، إنه نظرا لأن هذه الأزمة بها الكثير من التفاصيل الفنية ،فإن الكثيرين يحتاجون لشرح طبيعة ودرجة المخاطر التى تتعرض لها مصر نتيجة إصرار إثيوبيا على التعنت الشديد والتصرف الاحادى بما يعنى أنها تعتبر نهر النيل الازرق هو ملكيتها الخاصة ولا تعبأ بإلحاق الضرر لحوالى 150 مليون شخص فى الدولتين أسفل المجرى.

وأكد خبير المياه بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ل " الرئيس نيوز "، إن أهمية مثل هذه الجولة تنبع من أن إثيوبيا تردد الكثير من المغالطات بشكل عندى بتكرار الحديث عن رفضها للاتفاقيات الاستعمارية أو باقحام قضية تقاسم المياه وايضا باستدعاء كل دول حوض النيل لإجراء هذا التقاسم.

مياه النيل هي مسألة حياة أو موت

وأشار رسلان، إلى أن مصر حققت نجاحات مهمة فى تطوير علاقاتها مع دول الحوض الجنوبى وتوقيع مذكرات تفاهم معلومات واستخبارى مع أوغندا وروندا كما أن لها علاقات جيدة مع تنزانيا وكينيا، لافتا إلى أن بيان وزارة الرى الاخير وما به من تفاصيل فنية تؤكد الكذب الاثيوبى وانعدام المسئولية تدعم الرسائل التى ينقلها شكرى وهو طبعا مطلع عليها بحكم مشاركاته السابقة فى جولات التفاوض.

من جانبه قال الدكتور علاء عبدالله الصادق، أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية في جامعة الخليج بالبحرين، إننا مقبلون علي مرحلة بالغة الدقة من تاريخ بلادنا، وهي مرحلة تستلزم الحرص والجدية والوعي بالقول والفعل ، خاصة أن مياه النيل هي مسألة حياة أو موت بالنسبة للمصريين.
وأشار الصادق، إلى أن الرئيس سبق وأكد أن المساس بحصتنا في المياه أو التحكم في مجري النهر دون تعاون وتنسيق مسبق معنا هو خط أحمر بعد أن زاد التوتر عن حدوده الطبيعية، وبعد أن تجاوزت الاستفزازات الإثيوبية حدودها.
 
وأوضح أستاذ تخطيط الموارد المائية لـ"الرئيس نيوز "، إن الجولات الخارجية مهمة لتوضيح الموقف، لأن ما يمكن عمله الآن هو التسويق العالمي لتوضيح الضغوط التي نتعرض لها واستغلال هذا التسويق فى تبرير ما قد نضطر إليه من ردود فعل متنوعة، فالرأي العام هو المحرك والمبرر الأساسي للأحداث مهما كان حجمها. فى واقع الأمر سبقتنا أثيوبيا فى التسويق العالمي، حيث بدأت فى ذلك منذ عقود.