الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

سد النهضة| تحركات دبلوماسية مصرية.. وإثيوبيا تستعد للملء بفتح البوابات

الرئيس نيوز


فى ظل توقف مفاوضات سد النهضة المتعثرة والتى فشلت فى الوصول إلى اتفاق قانونى ملزم حول الملء والتشغيل للسد، وإعلان إثيوبيا الملء الثاني بارادتها المنفردة خلال يوليو المقبل، بدأت مصر تحركات دبلوماسية ودولية منها اخطار مجلس الأمن الدولي بآخر مستجدات الأزمة والتأكيد على تهديد الامن المائي المصرى.

وبخلاف إخطار مصر لمجلس الأمن بآخر التطورات، ظهرت دعوة من السودان من قبل  عبدالله حمدوك لاجتماع رؤساء الوزراء خلال 10 أيام لكن لم تلق رد خاصة من اثيوبيا، والتى يمكن لرئيس وزرائها رفض هذا الاقتراح لأنه رئيس وزراء بمثابة رئيس جمهورية.

يأتى ذلك فيما أعلن رئيس وزراء اثيوبيا ابي أحمد، عن فتح البوابة الثانية لخفض منسوب المياه خلف السد ، وذلك حتى يتم صب الخرسانة لتعلية الجزء الأوسط  لاتمام الملء الثاني فى موعده المقرر اول شهر يوليو القادم، بينما أعلن وزير خارجية أديس أبابا انتهاء الهيمنة المصرية السودانية على النيل.

وتوقعت مصادر إنه بقيام اثيوبيا بفتح البوابة العلوية الثانية لتقليل منسوب المياه خلف السد،  فإنه بمعدل التدفق الحالي متوقع انحسار تدفق المياه من الممر الاوسط و تجفيفه خلال يومين و البدء في اجراءات تعلية السد لتنفيذ المليء الثاني و الذي اصبح اكثر جدية الان عن اي وقت سابق.

من جانبه قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، إنه رغم فتح احدى البوابتين العلويستين إلا أن المياه لازلت تتدفق أعلى الممر الأوسط ومن المتوقع أن يظل هذا الوضع عدة أيام لصغر حجم البوابة، مشيراً إلى أن مصر طلبت فى ديسمبر 2015 زيادة هذه الفتحات الى 4 بدلا من اثنين، وهى فتحات تصريف بدون توربينات يمكنها تصريف المياه فى حالة توقف التوريبنات بفتحاتها، إلا أن اثيوبيا رفضت هذا المقترح بحجة دفع الاثيوبين أمولا أخرى لشئ لن يستفيدوا منه.

وأوضح أستاذ الموارد المائية، أن أبى أحمد  ادعى أن التخزين لن يضر مصر أو السودان، متجاهلا أنه سوف يتم تخزين  18.5 مليار متر مكعب كان المفروض أنها فى الخزانات السودانية والسد العالى،وهذا ضراراً مائياً، مشيراً إلى أن جميع محطات التحلية فى مصر والتى تضاعفت أعدادها فى السنوات الأخيرة تكلفت أكثر من 100 مليار جنيه لتحلية أقل من نصف مليار متر مكعب، بالإضافة إلى  100 مليار جنيه أخرى لعمل محطات معالجة، وحوالى 20 مليار جنيه لتبطين الترع، ومليارات أخرى لتطوير الرى الحقلى.

وأشار شراقى، إلى مصر حددت مساحات الأرز ومنعت زراعة الموز فى بعض الأماكن لتوفر مياه فى بحيرة ناصر لكى نستخدمها فى فترات التخزين الاثيوبى، كما أن هذه الكمية كانت كافية لزراعة 3 مليون فدان أرز بعائد تصديرى حوالى 10 مليار دولار، ولذلك هناك خسائر، وتم الترتيب والاستعداد لتحمل هذه الخسائر، و إذا كان هناك اتفاق على قواعد الملء والتشغيل للحد من هذه الأضرار، وليس لفرض سياسة الأمر الواقع.

وأوضح أن سد النهضة تم فيه الملء الأول بنجاح نتيجة التخزين تم  فى أول الموسم من أول كمية أمطار قبل معرفة حالة الأمطار فى الموسم التى لاتعرف إلا قبل نهايته، والتخزين الثانى سوف يتم أيضا أول الموسم قبل معرفة حالة الأمطار يوليو المقبل.

من جانبه قال الدكتور أحمد المفتى خبير الموارد المائية السودانية، إنه من الممكن بدء المرحلة القادمة من المفاوضات بالاعتراف بحصة مياه للاستخدام الفعلي لإثيوبيا، وذلك من دون الانتقاص من حصتي السودان ومصر يهدف الي بناء الثقة بين السودان ومصر، من ناحية وإثيوبيا من الناحية الأخري، معتقدا أن ذلك سوف يفتح الباب علي مصراعيه  للوصول الي حلول مرضية  لكافة الموضوعات العالقة.