الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

انتخابات العراق.. عوامل داخلية وخارجية تعزز حظوظ التيار الصدري

الرئيس نيوز

يعتزم التيار الصدري الذي بدأ بالتحضير للانتخابات العراقية المقبلة أن يقدم نفسه للولايات المتحدة على أنه تيار "معتدل" وخيار أفضل في المجتمع العراقي.

وذكرت صحيفة "فويس أوف أمريكا" أن الطيف السياسي الشيعي منقسم الآن بين قوات الحشد الشعبي الموالية لإيران والتي تتهمها الولايات المتحدة بالمسؤولية عن هجمات تستهدف قواتها في العراق وحزب الدعوة المنشق داخليا وفلول التشكيلات الأصغر مثل جماعات الحكمة.

ويجد التيار الصدري نفسه أقوى الفصائل السياسية وأكثرها نفوذا، على الرغم من حقيقة أن العديد من القوى داخل قوات الحشد الشعبي كانت في الأصل فروعًا للتيار الصدري.

التيار الصدري "المعتدل"

وقال مصدر عراقي مطلع على النقاشات الداخلية للحركة، إن زمن الدعاية ضد الاحتلال الأمريكي ولى بعد أن تذوق التيار الصدري طعم القوة واستفاد من نظام الكوتة من خلال تعيين أعضاء مجلس الوزراء في مناصب مختلفة واكتسب بعد ذلك مستوى من النفوذ داخل مؤسسات الدولة العراقية يماثل ذلك الذي يمارسه حزب الدعوة".

زعيم التيار مقتدى الصدر يدرك أن خيارات الولايات المتحدة محدودة. لا توجد طريقة للتعامل مع الحشد الشعبي، الذي يخضع بالكامل تقريبًا لسيطرة فيلق القدس الإيراني، ولا مع حزب الدعوة، الذي تتآكل حظوظه ويتهمه العديد من أتباعه بالفساد، ولا مع المجموعات الشيعية الأصغر التي تتمتع بشعبية في وسائل الإعلام أكثر من النشطاء السياسيين. لقد أصبح التيار الصدري "التيار المعتدل" رغم كل ما حدث خلال السنوات القليلة الماضية".

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس العراقي برهم صالح، وقع  مرسوما بإجراء انتخابات مبكرة في 10 أكتوبر المقبل. وعلى الرغم من مساعي رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لاستمالة شريحة كبيرة من الناخبين الشيعة داخل الدولة المدنية، يراهن التيار الصدري على شعبيته بين الفقراء في الأحياء الشعبية الكبرى ببغداد، بالإضافة إلى شرائح من السكان في مناطق الفرات الأوسط وجنوب العراق غير الراضين عن الحكومة.

لا يزال يتعين على الكاظمي أن يوضح خطته السياسية الشخصية على الرغم من أن الوقت ينفد بالنسبة له. ومن غير الواضح ما إذا كان سيدخل السباق الانتخابي كحركة سياسية منفصلة أو ما إذا كانت إيران ستسمح له بالعمل سياسيًا خارج التجمع الشيعي الموالي لطهران. وهذا خصوصا لأن الإيرانيين يعتبرونه مقرباً من واشنطن والغرب ويحملونه مسؤولية فتح الباب لعودة القومية العربية إلى العراق.

وتعهدت حكومة الكاظمي بضمان "عملية تصويت نزيهة تحت إشراف دولي بعيدًا عن تأثير السلاح"، لكن سيكون من الصعب على ميليشيات الحشد الشعبي مغادرة الساحة دون خوض صراع.

هل تدعم أمريكا الصدر؟

لا يبدو أن الولايات المتحدة تعارض بشكل كامل خيار دعم الصدر، طالما أنه قادر على تقليص هيمنة الحشد الشعبي على الدولة، أو مواجهة إحجام الكاظمي عن إحباط التحدي اليومي للحشد الشعبي للسلطات. ومع السياسة الإيرانية المتمثلة في استهداف القوات الأمريكية في العراق بضربات "خفيفة" لا تستفز إدارة الرئيس جو بايدن وتدفعها إلى رد صارم ضد إيران أو مليشياتها.

يحاول الصدر في كثير من الأحيان الإيحاء بأنه خارج الفلك الإيراني في العراق وأنه يتعامل مع طهران على قدم المساواة. ويؤكد أن والده الراحل محمد صادق الصدر رأى نفسه عربيًا يقف في وجه الهيمنة الإيرانية على السلطة الشيعية العليا في العراق.

مع اقتراب موعد الانتخابات، يسعى نوري المالكي، رئيس ائتلاف دولة القانون، إلى مغازلة الصدر واستقطابه إلى حلفاء إيران. وقال المالكي: يدي ممدودة لمن يريد المصالحة معي، ولا أريد خلافات ولا أريد استمرار الخلاف، لا مع مقتدى الصدر ولا مع غيره"، نافيا وجود وساطة للمصالحة مع مقتدى الصدر.

ويرى مراقبون عراقيون أن الصدر قد يحقق نتائج جيدة في الانتخابات المقبلة من خلال وصف نفسه بأنه "معتدل" والابتعاد عن إيران. لكنه مع ذلك سيبقى جزء من "نظام طهران" الذي يسيطر على المشهد العراقي ويستخدمه إقليمياً لأغراضه الخاصة.