الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
سياسة

مبارك والكنيسة.. سر الـ«سيديهات» التي عرضها البابا شنودة على الرئيس

الرئيس نيوز


- بعد أحداث العمرانية.. لماذا طلب البابا شنودة مقابلة الرئيس مبارك بشكل عاجل؟
- «فرحة لم تكتمل».. كواليس لقاء البابا شنودة مع مبارك


علاقة وطيدة جمعت الرئيس الأسبق "مبارك"، والبابا "شنوده الثالث" بطريرك الكرازة المرقسية طوال فترات حكمه، وإعادته للبابا مجددًا في منصبه بعد أربع سنوات من عزلته الاختيارية التي حدثت وقت خلافه مع الرئيس "السادات" أثناء اعتقالات سبتمبر 1981، قبل شهر من وفاته في حادث المنصة الشهير.. فكيف كانت علاقة مبارك بالأقباط؟

يشير الفقي في مذكراته إلى أن مبارك  أعاد البابا لمنصبه مجددًا في العام 1985، وتمتع الأقباط في فترته بحقوق المواطنة ما بين التمثيل البرلماني، والقضائي وغيرها من الوظائف المختلفة، مُكِنًا للبابا الاحترام والتقدير على مدار الثلاثين عامًا.

وعندما  كان عضوًا بمجلس الشورى، يذكر طبيعة الأيام الأخيرة لمبارك تحديدًا في ديسمبر من العام 2010، وقت أحداث كنيسة العمرانية، وقيام الأقباط لأول مرة باستخدام العنف، وذلك بقيام بعض الشباب القبطي بقطع الطريق، واستخدمت الشرطة ضدهم الرصاص الحي، ومات بعضهم، وكان لقاءه بالأنبا "موسى" أسقف الشباب في الكنيسة القبطية، بمنزل "منير غبور" رجل الأعمال وتم طرح مشاكل الكنيسة والأقباط من أجل إرسالها للرئيس "مبارك".

تقابل "الفقي" مع البابا "شنوده الثالث"، والذي صرح فيه بالتهميش الذي يعاني منه الأقباط على خلفية الأحداث التي وقعت بالعمرانية من خلال مشاهدة ما صور على سديهات في الأحداث الملتهبة، طالبًا منه مقابلة الرئيس "مبارك" لعرض تلك المشكلات عليه، وحلها حلاً جذريًا.

أبلغ شخصًا ما، الرئيس مبارك بالحوار وقد جرى ترتيب لقاء بين البابا والرئيس، وخرج البابا منشرحًا بما حمله اللقاء من تراضٍ ورد اعتبار، وذلك بإفراج المستشار "عبد المجيد محمود" عن المعتقلين من الشباب المسيحي في حادث العمرانية تباعًا، وتحقق الوعد بالإفراج عنهم للاحتفال بأعياد الميلاد قبل مجيئ 7 يناير من العام 2011، ليحضروا العيد في منازلهم وسط أسرهم.

أكد "الفقي" أن الفرحة لم تكتمل، بمجيئ تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية في مطلع العام الجديد، 2011 وقت صلاة المسيحيين بالكنيسة وهي بمثابة المقدمة لأحداث 25 يناير، أيام مبارك الأخيرة كحاكم لمصر.

أدلى الرئيس بحديث مُذاع بالتليفزيون وقتها أدان فيه الإرهاب، ووعد بملاحقة مرتكبيه، وفي وسط هذه الأحداث تأجج غضب الأقباط الذي لُخص في غضب البابا، وذلك للشعور بالتقصير الأمني في هذا الحادث.

قام البابا بأداء الصلاة عبر مرونته السياسية، وذلك بإشارته للقاء الرئيس دون توجيه الشكر، كي لا تحدث همهمة من أبناءه وتمت صلاة العيد في الكاتدرائية بالعباسية، بحضور "الفقي" و"علاء مبارك" وزوجته و"عبد العظيم الوزير" محافظ القاهرة الأسبق.

يؤكد "الفقي": "بناءً على رسالة الدكتوراة في المسألة القبطية، أنه لا توجد المسألة القبطية ولكن توجد بعض الفتن والإضطرابات المرتبطة بعصر السادات، ولا يوجد للأقباط "جيتو" جغرافي لوجود سمات المواطنة في الجمهورية بأكملها، توكيدًا على برقية اللورد "كرومر" المرسلة للإمبراطورية بلندن والتي قال فيها أن بمصر لا يوجد أقباط ومسلمون، بل يوجد مصريون يذهبون إلى الكنيسة يوم الأحد، ويصلون في المساجد يوم الجمعة".

وأكد على هذا المعنى من خلال علاقة البابا "كيرلس السادس" مع الرئيس جمال عبد الناصر، وعلاقة البابا "شنوده الثالث" بالرئيس مبارك، وعلاقة البابا "تواضروس الثاني" بالرئيس "السيسي"، والذي حقق للأقباط ما لم يحققه سابقيه، لانفتاحه بين أبناء الأمة وفقًا لمبدأ المواطنة.