السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

اتجاه إثيوبي للملء المنفرد.. خبراء يكشفون الخطوات التصعيدية ضد سد النهضة

الرئيس نيوز

استمرت أزمة سد النهضة دون حلول على أرض الواقع ووصلت إلى طريق مسدود، دون  الوصول إلى اتفاق قانونى ملزم حول قواعد ملء وتشغيل سد، فى ظل فشل الإجتماع الأخير لوزراء الخارجية والرى وتعنت إثيوبيا والرغبة في إتمام عملية الملء الثاني، بإرادتها المنفردة خلال يوليو المقبل، بالإضافة إلى رفضها دعوة رئيس وزراء السودان لعقد قمة ثلاثية بشأن سد النهضة.

وقامت مصر بتوجيه خطابات إلى كل من سكرتير عام الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن ورئيس الجمعية العامة، وطلبت تعميمها كمستند رسمي تم من خلاله شرح كافة أبعاد ملف سد النهضة ومراحل التفاوض المختلفة وآخر التطورات، وأشارت إلى توفير الدعم للاتحاد الأفريقي في هذا الشأن مما يوحى أن الاتحاد الأفريقى مازال راعيا للمفاوضات.

يأتى ذلك فيما أوضحت مصادر مطلعة أن اثيوبيا فشلت فى تشغيل البوابات السفلية وحاولت تشغيل الممرين أعلى البوابات، كما تم تشغيل ممر واحد فقط وبناء عليه قدرة الممر الواحد كفيلة بتجفيف الممر الاوسط  خلال يوم على الاقل ويومين على الاكثر، بالإضافة إلى غلق قناطر تانا منذ أيام و هو ما قد يساعد فى تخفيف المنسوب نوعيا بالسد، رغم استمرار تدفق المياهمن الممر الأوسط حتى الآن ويتم الإنتظار لتجفيف الممر الأوسط.



كما أظهرت بعض الصور  لسد النهضة فتح أحد البوابات العلوية، وليست البوابات الأرضية لوجود الطمى أمامها، تأثير هذا التصريف لن يظهر إلا بعد عدة أيام نظرا لقلته ولكن يظهر فى الصورتين استمرار تدفق المياه من أعلى الممر الأوسط.

من جانبه قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، إن مفاوضات كينشاسا لم تقدم أية حلول للأزمة مع استمرار رغبة إثيوبيا فى إتمام مرحلة الملء الثاني بارادتها المنفردة، وأنه إذا صحت أنباء الفتح لإحدى البوابات فمن المتوقع تجفيف الممر خلال أيام ثم يتم البدء فى وضع الخرسانة للتعلية، وبقدر الارتفاع يكون التخزين الثانى فى يوليو القادم.

استمرار تدفق المياه أعلى سد النهضة

وأكد أستاذ الموارد المائية، استمرار تدفق المياه من الممر الأوسط حتى الآن قبل التخزين الثانى دون تغيير عن الأشهر الماضية، مشيراً إلى أن ذلك قد يرجع الى إستمرار عدم جاهزية سد النهضة من خلال التوربينين المزمع تشغيلهما، أو إرجاء هذه الخطوة حتى لايشتعل الموقف، وأن كان السبب الأول هو الأرجح.

وأشار إلى أن عدم فتح البوابات قد يهدئ من التوتر الذى حدث على مدار الأيام الماضية نتيجة التصريحات الاثيوبية المتكررة وغير المسئولة باتمام التخزين الثانى فى يوليو القادم باتفاق أو دون اتفاق، ويعطى فرصة لعقد قمة رؤساء الوزراء، خاصة بعدما دعى رئيس وزراء السودان عبد الله حمدوك أمس أيضاً نظيريه المصرى والإثيوبى إلى اجتماع قمة خلال عشرة أيام لتقييم مفاوضات سد النهضة الإثيوبي.

وأوضح شراقى، أن اثيوبيا أخطرت السودان منذ أيام بانها ستختبر البوابات السفلى للسد باطلاق حوالي مليار متر مكعب من المياه بعد اقل من 48 ساعة ، كما اعترض السودان واعتبر أنها فترة قصيرة لاتخاذ الاجراءات الفنية الوقائية. اتمام هذه الخطوة سوف يعطى دفعة للجان الفنية لسرعة الوصول الى اتفاق.

من جهته أكد الدكتور أحمد المفتى خبير الموارد المائية السودانية، إن الخطوات التصعيدية ومنها رفع دعوي قضائية ضد اثيوبيا  ورفع دعوي قضائية ضد شركة ساليني والاحالة لمجلس الامن ، لن تنجح في وقف الملء الثاني لانها لا تستوفي مطلوبات نجاحها ، كما ان سعي السودان الي توفير تلك المطلوبات فانه قد لا يسعفه الزمن ، لانه اعلن ان الملء الثاني  سوف يبدا في يونيو المقبل، مشيراً إلى أنه فيما يتعلق بالدعوي ضد اثيوبيا ، فانه يحجبها المبدا العاشر  من اعلان مبادئ سد النهضة لسنة 2015  الذي لم يجعل الدعوي القضائية احدي وسائل تسوية المنازعات.

اللجوء لمجلس الأمن يواجه عراقيل 

وأكد خبير المياه، إن رفع الأمر إلي محكمة العدل الدولية ICJ  يتطلب موافقة إثيوبيا،  بجانب أن التحكيم الإلزامي المساوي في فعاليته للقضاء يتطلب موافقة إثيوبيا أيضا،  بالإضافة إلى أنه فيما يتعلق برفع دعوي قضائية من قبل حكومة السودان  ضد شركة ساليني، من المتوقع فشلها بسبب موافقة السودان علي تلك الافعال  منذ بدايتها عام 2011 ، وفقا لمبدا قانوني معروف في القانون العام ، وهو مبدأ إغلاق الحجة.

وأوضح المفتى، أن رفع الأمر لمجلس الأمن له مطلوبات كذلك، ولم تستوفى للآن ومن  أهمها سحب التوقيع علي إعلان مبادئ سد النهضة لجعل نشاط إثيوبيا في سد النهضة غير مشروع، لأنه لن يتمكن مجلس الأمن من التحرك إذا ما كان النشاط الإثيوبي في سد النهضة موافقا عليه  بموجب إعلان مبادى سد النهضة.