الأربعاء 17 أبريل 2024 الموافق 08 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"انا كلعبة الأطفال أعيش ببطارية".. نوستالجيا الألم في إعلان شريهان

شريهان في الإعلان
شريهان في الإعلان الترويجي

في رمضان هذا العام، عُرض للنجمة الإستعراضية شريهان، إعلان ترويجي جسد قصة حياتها منذ الطفولة وحتى لحظاتها الحالية، في خلاصة تعبيرية عن تعرجات سيرتها ما بين الحياة والموت، الصعود والهبوط، الانتصار والانهيار.


(شريهان في جنازة أخيها عمر خورشيد 1981)

فتح الإعلان خزانة الذكريات، لسيرة شائكة لفنانة محبوبة لازالت تحوم حولها التساؤلات والاستفهامات المتعطشة لإجابات قطعية، ضلت الطريق لضلال هويتها النهائية.


(شريهان وهي طفلة في إحدى الفواصل الراقصة)

تُعد الفنانة شريهان، من نجمات الثمانينات حيث خرجت من بيئة فنية، أثقلتها بالفن عبر أخيها الفنان الكبير ملك الجيتار عمر خورشيد، الذي رفض دخولها الفن في بداية الأمر حتى لا تؤثر على دراستها، ولكنها أقنعته في نهاية الأمر، ليكون للأقدار آراء أخرى.


(شريهان في إعلانها الملخص لحياتها الثرية)

لفتت شريهان الأنظار، وقت عيد ميلاد أخيها ببيروت ورقصت أمام النجمين الكبيرين عبد الحليم حافظ، وفريد الأطرش وأعطى لها كل واحد منهما سلسلة خرزة زرقاء، وفي فرح أخيها أيضًا رقصت أمام سيدة الغناء العربي أم كلثوم والتي أعطت لها شيكولاتة وأعجبت بها إعجابًا كبيرًا.


بدأت شريهان الفن في العام 1970 من خلال فيلم "ربع دستة أشرار" لفؤاد المهندس وشويكار، في عمر ست سنوات، وشاركت بعدها في مسلسل "المعجزة" سنة 1973 وهي في سن تسع سنوات من إنتاج والدتها، وكانت الإنطلاقة الكبرى لها في العام 1977 بمشاركتها في فيلم "قطة على نار" مع نور الشريف وفريد شوقي وبوسي.


(شريهان مع أخيها عمر خورشيد)

كانت الانطلاقة الأكبر في العام 1980 بمشاركتها في مسرحية "سك على بناتك" أمام فؤاد المهندس، وإجلال زكي، وسناء يونس، ومحمد أبو الحسن والتي حققت لها شهرة كبيرة لفتت إليها أنظار المنتجين والمخرجين.

تلقت صدمتها الأولى يوم 29 مايو من العام 1981، وهو يوم رحيل أخيها عمر خورشيد في حادث غامض تسبب في إصابتها بشلل مؤقت، إستطاعت التغلب عليه بالعمل من خلال إكمالها لتصوير أول بطولة سينمائية لها مع محمود عبد العزيز وفريد شوقي بعنوان "الخبز المر"، وهو أخر فيلم يضع له شقيقها الراحل الموسيقى التصويرية.

شاركت الفنان محمد صبحي في مسرحيتي "أنت حر" 1981، و"المهزوز" 1985 وشاركت عادل إمام في فيلمي "مين فينا الحرامي" 1984، و"خلي بالك من عقلك" 1985، وشاركت محمود عبد العزيز في فيلم "العذراء والشعر الأبيض" 1983.

توالت الأعمال ما بين المسرح والسينما والتليفزيون، لتؤهل عن جدارة لخلافة النجمة الإستعراضية نيللي في عمل الفوازير، لثلاثة مواسم متتالية من العام 1985 وحتى العام 1987 لتصبح فتاة أحلام الجيل.

كانت تلك الإنطلاقة مُضرة أكثر منها مفيدة، وذلك بحدوث ما حوَّل حياتها إلى دراما واقعية أكثر من دراما أعمالها، وذلك لقصتها المثيرة مع علاء مبارك نجل الرئيس، الذي كان يداوم على زيارتها بمواقع تصوير أعمالها الفنية، لتنتشر أخبار قصة حبهما التي أغضبت الرئيس وحرمه.

في العام 1989 يوم 24 مايو، وكأن هذا الشهر يخيم بظلاله على عائلة خورشيد، تعرضت الفنانة الجميلة، لحادث سيارة مروع أتهم فيها الرئيس الأسبق وزوجته، والذي كاد أن يقضي على حياتها لولا رحمات الأقدار. 

تسبب لها الحادث في كسور كبيرة سافرت على إثرها لفرنسا وأجرت 30 عملية بجانب تركيب 40 مسمارًا في عمودها الفقري، وإلزامها بارتداء قميص من "الجبس"، وهو شيء صلب وقاسي يشبه الدروع الواقية، وإذا خلعته كانت تشعر بتفكك مفاصل الظهر، لدرجة أنها شبهت نفسها في إحدى الحوارات الصحفية بلعب الأطفال التي لا تعيش بدون بطارية، وبطاريتها الحزام.

عادت للفوازير في العام 1993 من خلال فوازير "حاجات ومحتاجات" وشاركت بمسرحية "شارع محمد علي" مع فريد شوقي وهشام سليم، لمدة ثلاث مواسم وظلت متألقة سينمائيًا وتليفزيونيًا حتى العام 2002 والذي أصيبت فيه بمرض السرطان في الغدد اللعابية.

أجرت لهذا المرض 100 عملية دون أن تفقدها إبتسامتها وطلتها الجذابة، وهو ما جسدته في الإعلان الأخير المؤرخ لحياة فنانة لن تنتهي عنها التساؤلات والإعجاب.