الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

الأقمار الصناعية تقول كلمتها.. هل سد النهضة جاهز للملء الثاني في يوليو؟

الرئيس نيوز

فشلت الجولة الأخيرة في المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا في الوصول لاتفاق قانوني حول ملء وتشغيل سد النهضة، والتي عقدت في كينشاسا عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية يومي 4 و5 أبريل الجاري.

يأـتي ذلك بالتزامن مع ظهور الهياكل المعدنية الخاصة بالتوربينات وأنباء عن وصولها إلى موقع وتركيب أجزاء منها، وبعد أيام من تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسي بأن جميع الخيارات متاحة أمام القاهرة للتعامل مع أزمة السد.

وجدّدت إثيوبيا إعلانها المُضي فى تنفيذ الملء الثاني بإرادتها المنفردة خلال موسم الأمطار في يوليو وأغسطس ،حيث قال وزير الري الإثيوبي، إن بلاده أحرزت تقدمًا ملحوظًا في بناء السد مع قرب موسم الأمطار، ومن المقرر ملؤه في يوليو وأغسطس وقد يستمر الملء في سبتمبر.

إثيوبيا تستند لاتفاق المبادىء

وأكد الوزير الإثيوبي أهمية الإبرام الفوري للاتفاق على القواعد والمبادئ التوجيهية بشأن الملء الأول، وفقًا للمادة 5 من إعلان المبادئ الموقّع بين الدول الثلاث في مارس عام 2015 والذي سيوفر فرصة جيدة لبناء الثقة بين الأطراف.

وأشار إلى إرفاق معلومات عن اختبار تجربة إنتاج طاقة كهربائية من سد النهضة عبر توربينين، مع الرسائل التي وجهها وزير الري الإثيوبي لنظيريه المصري ولسوداني، في ظل الأعمال الميكانيكية المستمرة للتمكن من تركيب باقي التوربينات الأخرى بالسد.

وظهرت بعض الضغوط خلال الفترة الحالية فى سبيل الوصول إلى إتفاق قانونى ملزم حول الملء والتشغيل للسد، منها تصريحات أمريكية وجنوب سودانية وتحذيرات الرئيس عبدالفتاح السيسي من مغبة المساس بمياه النيل.

عدم جاهزية السد للتخزين

من جانبه، أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، أن سد النهضة غير جاهز حتى الآن لبدء التخزين الثانى، وذلك مع استمرار مرور المياه من الممر الأوسط، أو لتخزين أكثر مما هو موجود من العام الماضى حوالى 5 مليار متر مكعب.

وقال "شراقي" إن صور الأقمار الصناعية اليوم تظهر ذلك، ما يدل على الصعوبات الفنية فى تجهيز أول توربينين على مستوى منخفض (565 متر)، والمقرر لهما العمل أغسطس المقبل بعد تأخير متكرر سنوياً على مدار 7 سنوات متتالية بدءً من أغسطس 2014، ومع ذلك لم تتوقف التصريحات الاثيوبية عن التخزين فى يوليو والكهرباء فى أغسطس.

وأكد الدكتور أحمد المفتى، خبير الموارد المائية السودانية، أن اثيوبيا تعي أن تعنتها في مفاوضات سد النهضة وإصراها على الحصول على كل المنافع وتحميل السودان ومصر كل الأضرار سوف يعود عليها بضرر ماحق.

وأشار "المفتى" إلى أن السبب في ذلك هو سوء فهمها للموقف السوداني الذي كان متعاطفا معها لدرجة كبيرة جدا، ويتعامل معها بحسن نية وحسبت أن ذلك ضعفا أو غفلة، لدرجة أن مصر بنفسها عابت على السودان ذلك الموقف المساند لإثيوبيا.

الهدف "حصة المياه كاملة"

وأوضح الدكتور أحمد المفتي أنه الآن وبعد افتضاح التعنت الاثيوبي المخالف للقانون الدولي والاتفاقية الثنائية الحاكمة لسنة 1902 وإعلان مبادئ سد النهضة، وبعد إعلان إثيوبيا أن هدفها الأساسي من المفاوضات ليس الاتفاق على الملء والتشغيل بل الحصول على حصة من المياه، خصما من حصتي السودان ومصر لبيع الفائض منها حتى لدول خارج الحوض، بعد كل ذلك فإن الخيارات أمام السودان ومصر أصبحت محدودة جدا، على حد قوله.