الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أراء كتاب

د.شهاب دغيم يكتب: قيس سعيد في مصر.. تموقع إقليمي وانتصار سياسي داخلي 

الرئيس نيوز

في ظل تواصل الصراعات الداخلية بين أطراف السلطة في تونس شرع الرئيس قيس سعيد في زيارة لدولة مصر الشقيقة؛ تلبية لدعوة دولة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وقد أكدت الرئاسة التونسية في بيان لها أن هذه الزيارة "تندرج في إطار ربط جسور التواصل وترسيخ سنة التشاور والتنسيق بين قيادتي البلدين، فضلا عن إرساء رؤى وتصورات جديدة تعزز مسار التعاون المتميز القائم بين تونس ومصر بما يلبي التطلعات المشروعة للشعبين الشقيقين في الاستقرار والنماء".

مواضيع متعددة وملفات هامة سيتم تداولها إبان عقد لقاء قمة مصرية تونسية، اليوم بقصر الاتحادية التي من المقرر أن تتناول عددا من القضايا الإقليمية خاصة الملف الليبي والدولية ذات الاهتمام المتبادل، وتبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك فى كافة المجالات، خاصة على المستوى الأمني والاقتصادي والاستثماري.

زيارة سعيد الى مصر فضلا عن جانبها السياسي فإنها ذات أهمية اقتصادية البلدين في خصوصا التبادل التجاري والحركية الاقتصادية بين البلدين والاستثمار، سيكون لها أيضا جوانب في خصوص اعادة اعمار ليبيا ومساهمة البلدين الجارين فيها.

 ديبلوماسية عربية نشطة.. سعيد الذي زار ليبيا في رحلة عربية تقوده إلى مصر ثم المغرب يخرج بعد سنتين من بداية عهدته من العزلة الديبلوماسية التي شكلت أحد حلقات النقد الموجه لقيس سعيد من قبل المعارضات المختلفة.

مصر محطة هامة عربيا وإقليميا تعقب زيارة طرابلس، والتي تأتي في إطار توحيد جهود مصر وتونس في حلحلة الملف الليبي وتكثيف العمل من أجل لم شمل الأخوة الفرقاء.

قيس سعيد الذي غير مواقف تونس المنبطحة للإخوان وللأجندة القطرية يريد توازن الديبلوماسية وحيادها الاقليمي، لذلك تعتبر زيارة مصر تعتبر هامة وذات تأثير كبير، انتصار سياسي داخلي.. قيس سعيد يوجه رسالة موجعة لإخوان تونس وخاصة رائد الغنوشي رئيس البرلمان وزعيم حركة النهضة الذين يناصبون العداء للنظام المصري علنا خاصة بعد ثورة الشعب المصري وإسقاط حكم الاخوان.

عداوة تتحول أيضا الى الرئيس قيس سعيد الذي اراد الاخوان في تونس جره الى التخندق الاقليمي مثلما فعلوا بالمرحوم الباجي قائد السبسي ضمن سياسة التوافق، الرئيس قيس سعيّد سيقف شاهدا على إنجازات دولة مصر في ظل قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، التي لا ينكرها إلّا الجاحدون.

إشارة واضحة إلى الإخوان في تونس الذين خسروا معركة التحوير الوزاري ومعركة المحكمة الدستورية في تونس، وسط قلق إخواني من التقارب التونسي المصري بعد التقارب التركي المصري، والذي ينذر بعزلة الإخوان الإقليمية إثر التغيير السياسي في ليبيا وتغير سياسة المحاور العربية.