الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«الدرس انتهى».. وثيقة شادية الغنائية على مجزرة بحر البقر

الرئيس نيوز

استيقظ العالم يوم 8 أبريل من العام 1970، على صور مخضبة بدماء شباب المستقبل الذي فتَّح عيونه على أجله المحتوم، جراء الهجوم الإسرائيلي الغاشم على مدرسة بحر البقر، بمحافظة الشرقية في أبشع أنواع المجازر على مستوى البشرية، مما خلع القلوب من أضلُعها لهول المفاجأة السوداوية بتفاصيلها الدامية.


(صلاح جاهين وسيد مكاوي)

جاء هذا الهجوم الأسود من قِبل الطيران الصهيوني، ردًا على تدمير الحفار "كنتنج" بساحل العاج في يوم 8 مارس من العام 1970، وإذ بالرد يأتي على هدف مدني برئ يسعى في الدنيا من أجل الإبقاء على الحياة والتواجد في خضم صراع الساسة والعسكريين.


(قيثارة مصر شادية)

قتلت إسرائيل بدم بارد الأطفال المصريين عبر طائرات الفانتوم، مما أسفر عن إستشهاد 19 تلميذ وتلميذة إلى جانب إصابة 50 آخرين.


(آثار تدمير مدرسة بحر البقر)

لم تكف الجرائد والصحف عن الوصف الدامع لتلك المجزرة البشعة، وهو ما دفع الشاعر الكبير صلاح جاهين، في قوقعته الاختيارية التي فرضها على نفسه بعد هزيمة 67، بكتابة وثيقة شعرية شاهدةً على جرائم العدو الصهيوني في حق الأبرياء منذ بزوغ فجره الكاذب من بازل في العام 1897.


(أحد المصابين بمدرسة بحر البقر)

 

تقول كلمات القصيدة :

الدرس انتهى لموا الكراريس ... بالدم اللي على ورقهم سال

في قصر الأمم المتحدة ...في مسابقة لرسوم الأطفال

إيه رأيك في البقع الحمرا ... يا ضمير العالم يا عزيزي

دي لطفلة مصرية سمرا ...كانت من أشطر تلاميذي

دمها راسم زهرة .. راسم راية ثورة .. راسم وجه مؤامرة .. راسم خلق جبابرة

راسم نار .. راسم عار .. ع الصهيونية والاستعمار .. والدنيا اللي عليهم صابرة

وساكتة على فعل الأباليس ... الدرس إنتهى .. لموا الكراريس

وهب .. أخذ .. قذف .. قتل ..... قتل !!

إيه رأي رجال الفكر الحر ... في الفكرة دي المنقوشة بالدم

من طفل فقير مولود في المر ... إنما كان حلو ضحوك الفم

دم الطفل الفلاح .. راسم شمس الصباح .. راسم شجرة تفاح .. في جناين الإصلاح

راسم تمساح .. بألف جناح .. في دنيا مليانة بالأشباح .. لكنها قلبها مرتاح

 

وساكتة على فعل الأباليس ... الدرس إنتهى .. لموا الكراريس

وهب .. أخذ .. قذف .. قتل ..... قتل !!

إيه رأيك يا شعب يا عربي ... رأيك إيه يا شعب الأحرار

دم الأطفال جايلك يحبي ... يقول انتقموا من الأشرار

ويسيل ع الأوراق .. يتهجى الأسماء .. ويطالب الآباء .. بالتار للأبناء

ويرسم سيف .. يهد الزيف .. ويلمع لمعة شمس الصيف .. في دنيا فيها النور بقى طيف

وساكتة على فعل الأباليس ... الدرس إنتهى .. لموا الكراريس

وهب .. أخذ .. قذف .. قتل ..... قتل !!

لا لا لا .. قولوا ورايا  .... نهض .. عبر .. فتح .. نصر

 

إستفزت تلك الكلمات البارودية، معين الموسيقار الكبير سيد مكاوي الذي لحنها بموسيقى نارية، كشهادة حق بعوده الحزين على المصاب المفجع لأبناء مصر المحروسة.


(الإعلامي الكبير وجدي الحكيم)

لم يجد جاهين ومكاوى أفضل من "قيثارة مصر"، الفنانة شادية في أن تشدو بتلك الكلمات الناعية للأطفال عبر صوتها الطفولي الباكي، الرافض لتلك المجزرة المرتكبة باسم حقوق الإنسان والحريات.

وبناءً على رواية الإعلامي القدير وجدي الحكيم، أنه أثناء إندماج شادية في غنائها، إنفعلت بشدة لدرجة إنفجار شريان يدها من كثرة تأثرها بقلبها الطفولي على دماء شباب المستقبل الذي أريق في مسقط رأسها محافظة الشرقية.

قامت القيثارة المصرية بالتبرع بأجرها وأجر العازفين لمصابي وضحايا الحادث الأليم، وهو ما أكد على وطنيتها الصادقة ومدى إستحقاقها للقلب "قيثارة مصر".

قام الموسيقار سيد مكاوي بالخروج عن شرقيته الصريحة في توزيع الأغنية، واللجوء إلى التوزيع العالمي ليجعل رسالة الأغنية مرسلة للعالم أجمع عبر لغة الوجدان والموسيقى الجامعة بين الشرق والغرب.