السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

فيلم "المومياء".. قصة الكشف عن خبيئة الدير البحري

الرئيس نيوز

تنتظر مصر حدثًا مهمًا، يوم السبت 3 أبريل من العام 2021 بتحرك موكب المومياوات الحامل لجثامين عظام مصر القديمة، من الدولة الحديثة (الأسر 18، 19، 20) للانتقال إلى متحف الحضارة المصرية بالفسطاط، العاصمة المصرية الإسلامية المؤكدة على ثراء الشخصية المصرية بناءً على مركزيتها للعالم أجمع.


تأتي قصة اكتشاف مومياوات الدولة الحديثة بخبيئة الدير البحري (الدير البحري 320)، في العام 1881 من خلال الأثري الكبير أحمد باشا كمال، بإشراف مدير المتحف المصري ببولاق، العلامة الفرنسي "جاستون ماسبيرو" والتي وجدوا بها مومياوات ملوك الدولة الحديثة مثل : سقنن رع تاعا الثاني، أحمس الأول، رمسيس الثاني، سيتي الأول، الملكة أحمس نفرتاري، تحتمس الثالث، وغيرهم.


لم يفت على السينما المصرية، أن تبرز هذا الحدث من خلال أول مصري في علم المصريات، يكتب اسمه بحروف ذهبية لتنقيبه عن خبيئة الأجداد والتي حمت الهوية المصرية العتيقة من الطمس والنسيان، كرد عملي على تجاهل المصريين لتراث أجدادهم العريق، وهو ما جسده المخرج الكبير شادي عبد السلام، في فيلمه الكلاسيكي الكبير "المومياء" في العام 1969.


قام ببطولة الفيلم : أحمد مرعي (الوجه الصاعد)، نادية لطفي، زوزو حمدي الحكيم، محمد خيري، محمد نبيه، شفيق نور الدين، عبد المنعم أبوالفتوح، عبد العظيم عبد الحق، أحمد خليل، حلمي هلالي.


أراد عبد السلام عقب اشتراكه في تصميم ديكورات الفيلم البولندي "الفرعون"، في العام 1964 أن يجعل تراثنا العتيق يسجل بالشريط السينمائي عبر كاميرات هوليوود الشرق، وهو ما نفذه بفيلمه الكبير الحامل لشعار "ليلة حصاد السنين".

كتب السيناريو والحوار بالإشتراك مع علاء الديب، مستعرضًا قصة اكتشاف خبيئة الدير البحري من خلال أحمد باشا كمال، عبر مساعدة الفتى "ونيس" من عائلة عبد الرسول المتاجرة بالآثار، والذي رفض أن يكمل المسيرة لإيمانه الشديد بأن تراث الأجداد لابد وأن يعرض على مصر بأكملها، رافضًا منهج أعمامه بإمتلاك الآثار عبر سرقتها وبيعها للخارج ومنعها عن أفندية القاهرة المتكبرين.


 دار الصراع هنا بين عائلة عبد الرسول بالصعيد، ورجال المتحف المصري بالقاهرة حول فلسفة التملك بين الملكية العامة والملكية الخاصة، بناءً على وضعية الزمان والمكان، وهو ما دار في أحداث الفيلم بين مؤيد ومعارض.


تتشابك الأحداث حتى مجيئ المشهد الرئيسي، الذي غير من مسار الأحداث التي وقعت بالفعل، عبر لقاء ونيس (أحمد مرعي) بأحمد باشا كمال (محمد خيري)، ليرشده بمكان الخبيئة، وهو ما أنقذ الجثامين من البيع والإخفاء، حتى لا تندثر جذور مصر وتاريخها بغيابات النسيان لتنتقل إلى المتحف المصري ببولاق ثم الجيزة وأخيرًا التحرير.


يعتبر "المومياء" من أحسن مائة فيلم في السينما المصرية، محرزًا المركز الثالث بالقائمة، شارك بالعديد من المهرجانات العالمية مثل : فينسيا 1970، قرطاج 1970، لندن 1970، سيدني 1971، سان فرانسيسكو 1971، شيكاغو 1971، بلجراد 1972، كارلو فيفاري 1972، برلين 1972.


جعل عبد السلام حوار الفيلم باللغة الفصحى كي لايتشتت المشاهد بين لهجتين مختلفتين، مشركًا الجميع في الغوص بتفاصيل القصة الحقيقية عبر لغة موحدة أختزلت في اللغة العربية المبسطة.


في العام 1971 رفضت إدارة الأوسكار ترشح الفيلم، نظرًا للصراع الدائر بين العرب وإسرائيل عقب حرب الأيام الست وهو ما جعل المهرجان لم يشرف بمشاركة التحفة المصرية العالمية "المومياء" لشادي عبد السلام.


عُرض الفيلم تجاريًا بمصر في العام 1975، ولكن نظرًا لتغير الذائقة المصرية عقب الانفتاح لم ينل النجاح الجماهيري المرجو، لكن أقلام النقاد والمفكرين أنصفته ليحتل مكانة عظيمة في قائمة أحسن مائة فيلم بالقرن العشرين.