الثلاثاء 16 أبريل 2024 الموافق 07 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"اللي خلف ما ماتش".. بطولة عزت عبدالحميد وابنه في العبور والتعويم

أحمد عزت يحرك بسواعده
أحمد عزت يحرك بسواعده الباخرة إيفرجرين

سيظل المعدن المصري لامعًا ومبهرًا في كل العصور حتى وإن أصابه الوهن والاضمحلال وذلك لعزمه وقوته في تخطي الصعاب والمستحيل منذ العصور القديمة وحتى لحظاتنا الراهنة.


(معركة العبور العظيم في 6 أكتوبر 1973)

إستعان البطل أحمد عزت عبد الحميد، بأصالة ونفاسة المعدن المصري في ظل صعوبة الموقف بقناة السويس، وقت جنوح السفينة البنمية "إيفرجرين"، التي عطلت الملاحة العالمية لأيام، متحديًا هذا العطل بجسارته وصلابته المستمدة من أبيه البطل عزت عبد الحميد، أحد أبطال معركتي الاستنزاف والعبور.


(بطل ملحمة التعويم لإيفر جرين أحمد عزت)

دمجت الأيام بين الأمس واليوم، عبر تواصل الأجيال من خلال بروز التحديات في مسيرة الوطن، وذلك بربط قناة السويس بين الأب، والإبن في الإبقاء على جريان شريانها في عالم الملاحة العالمية حتى لا تتوقف عن الخفقان والاستمرار في عالم التجارة والاقتصاد.


(السفينة البنمية الجانحة إيفرجرين)

الأب عزت عبد الحميد، هو بطل من أبطال معركة العبور التي أعادت الحياة للقناة، في يوم 5 يونيه من العام 1975 عند افتتاحها مجددًا في عهد الرئيس أنور السادات، وجاء العام 2021 ليرى الإبن أحمد عزت عبد الحميد مُعيدًا الحياة للقناة مرةً أخرى، عقب توقفها عن الحركة مؤقتًا بعد ستة وأربعين عامًا من الجريان والنشاط الذي غرزه الأب مع أبناء وطنه في معركة البناء والتعمير.


التحق الأب في العام 1967 وقت الهزيمة المفاجئة بالعمل في قناة السويس، ثم التحق بالجيش في العام 1969 وقت معركة الصمود والبناء (الإستنزاف) حتى جاء يوم 6 أكتوبر من العام 1973، والذ أعاد فيها الأرض، مضحيًا بسمعه حتى تعود الأرض للسيادة المصرية.

ظل عزت عبد الحميد موظفًا بالقناة حتى تقاعده في العام 2009، ووافته المنية في العام 2015، تاركًا ابنه حاملاً لراية الصمود والبطولة لتحدي الصعاب في أي لحظة من مفاجآت الحياة عبر مخزونه المشرف منذ عمله بالقناة في العام 2004.

ظلت ذاكرة البطولة الأبوية، مدخرة في ذهن الإبن حتى جاءت لحظة التعويم للباخرة "إيفرجرين" البنمية الذي قال في تلك اللحظة المشرفة والمُكرِرة لأمجاد العائلة : "من يوم الأحد حتى يوم الإتنين شغال، وفي يوم الأحد اللي قبل التعويم كان بقالي 17 ساعة منمتش خالص، فريحت كده وصاحبي محمود عطية خدلي الصورة دي".

جاءت الصورة الملتقطة للبطل، مادة للسخرية وهو يبتسم في عز الأزمة في شبكات التواصل الاجتماعي، مؤكدًا على عدم مبالاة الأبطال من انتقادات الآخرين، واثقًا بعزيمة الشجعان وإيمان الكبار بأن لكل ليل نهار، وهو ما تحقق في النهاية ببركات القاطرة "بركة 1" وهو يحرك المستحيل بسواعده الفتية.

ثمانية وأربعون عامًا مرت بذاكرة الزوجة على بطولة الأب في معركة التحرير، وإنتعشت ذاكرة الأم ببطولة الإبن الذي استقبلته عقب إنجازه العالمي بقولها "اللي خلف ما متش".

تذكرنا الأم ب"إياح حتب" الملكة العظيمة، زوجة "سقنن رع" مُفجر ملحمة الكفاح ضد الهكسوس، وأم "أحمس الأول" محرر مصر من الهكسوس، وذلك بترحيب الأم بإبنها وقت إتمام تحرير الأرض المصرية من رُعاة الجهة الشرقية، كدليل توكيدي على أن المصري هو المصري ما بين الماضي والحاضر والمستقبل.