الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

8 سوابق تاريخية.. كيف واجهت قناة السويس «شبح التعطل» منذ حفرها؟

الرئيس نيوز

بينما تتسارع خطوات التنمية للدولة المصرية لمواكبة العد التنازلي لمشروع مصر 2030، تتراكم التحديات في أمور شتى، من ضمنها، ما حدث منذ أيام قليلة بجنوح سفينة بنمية بقناة السويس تسببت في تعطيل الملاحة، مما أدى لإدخال مصطلح "الإيقاف" بشريان الملاحة العالمية، بعد فترة طويلة من الجريان المستمر كجريان الدورة الدموية في جسم الإنسان، منذ 5 يونيه من العام 1975 وحتى يوم 23 مارس من العام 2021، ليأتي فصل جديد من فصول الغلق والإيقاف.


(الخديوي محمد سعيد باشا)


نرصد في السطور التالية تاريخ المجرى الملاحي الأهم في العالم، مع الإغلاق، إذ بدأ حفر قناة السويس في العام 1854، في عهد الخديوي سعيد باشا، عبر إقناع المهندس الفرنسي فرديناند دليسيبس، وواصل الحفر بعد وفاة سعيد باشا، بقدوم الخديوي إسماعيل في العام 1863 وحتى الافتتاح في 17 نوفمبر من العام 1869 لتغرق مصر في الكثير من المشاكل والتحولات الكبرى بتغيير مسار الهوية المصرية عبر أكثر من سبعة عقود.


(المهندس الفرنسي فرديناند دليسيبس)

واجهت القناة تحدي الإغلاق، وقت الثورة العرابية في العام 1882 ومواجهتها للاحتلال البريطاني، ودام الأمر يومين متكاملين، نوى فيهما الزعيم أحمد عرابي بردم القناة، لكن المهندس الفرنسي فرديناند دليسيبس أقنعه بأن قوات القصر ستقف للإنجليز بالمرصاد، لتسمح قوات القصر بدخول الإنجليز مصر لتفشل الثورة العرابية، وتبدأ رحلة المعاناة والدماء.


(الخديوي إسماعيل)

في العام 1885 كانت المرة الثانية التي أغلقت فيها القناة، عندما اصطدمت كراكة مع سفينة، وأدى ذلك إلى غرق الكراكة وتعطلت الملاحة لمدة أحد عشر يومًا.


(الثورة العرابية في العام 1882)

ظل الشريان جاريًا بضخ خيراته على العالم، عبر سريان الحركة التجارية حتى جاء العام 1905، بفصل جديد من فصول الغلق تحديدًا يوم 2 سبتمبر، عند الكيلو 18، عندما اصطدمت سفينتان، مما أدى إلى اشتعال النار في إحداهما، لتتسبب في تعطيل الملاحة عشرة أيام متواصلة.


(الحرب العالمية الأولى 1914 - 1918)

عادت القناة للديمومة والاستمرار حتى جاء فبراير من العام 1915 ، لتتوقف مجددًا أثناء الحرب العالمية الأولى بسبب غرق عدد من السفن في بوغاز بورسعيد.

تمر السنين والأعوام والعقود، حتى جاءت الحرب العالمية الثانية في 28 أغسطس من العام 1940، لتغلق شريان الملاحة في فترة توقف طويلة حتى 27 يوليو من العام 1942.


(الحرب العالمية الثانية 1939 - 1945)

في سبتمبر من العام 1952، واجه ثوار مصر الجدد عقب ثورتهم بشهرين، تحديًا كبيرًا بغلق القناة، وذلك  بغرق إحدى السفن عند الكيلو 85 في القطاع الشمالي بالقرب من مدينة بورسعيد، وينجح شباب المستقبل وقتها في تدارك الأمر، وإبطال تشكيك المستعمر البريطاني في قدرة أبناء الوطن على تسيير أموره كبروفة للحظة الأكبر والأهم.


(حرب السويس في العام 1956)

في أكتوبر من العام 1956 في خضم أصداء تأميم القناة عبر الزعيم جمال عبد الناصر، تمت مواجهة تلك الصيحة بهجوم صقور العدوان الثلاثي على مدن القناة، لتُغلق للمرة السابعة بسبب إغراق ثمانية وأربعين سفينة، وقاطرة وقطعة بحرية داخل رئة الملاحة العالمية، وعادت للتنفس مجددًا في العام 1957 بإعادة افتتاحها من رحم قرار التأميم.


(حرب الأيام الست 1967)

تتصاعد الأسهم الناصرية، عامًا وراء عام حتى جاء الإرتطام بصخرة الواقع العصيب في حرب الأيام الست، في يوم 5 يونيه من العام 1967، وتضيع سيناء في فصول المؤامرة والتقصير لتتشح القناة بسواد الإغلاق والتعطيل حتى جاء العبور العظيم في 6 أكتوبر من العام 1973، ليضع حدًا للظلام الدامس في روح الملاحة العالمية.


(السادات يعيد افتتاح القناة للملاحة مجددًا يوم 5 يونيه 1975)

استمر الإغلاق ثمانية أعوام حتى جاء يوم الفتح الكبير، بإعادة الحياة للقناة في 5 يونيه من العام 1975 بقرار حكيم من الرئيس الراحل أنور السادات، الذي حول 5 يونيه من دموع أحزان أليمة إلى دموع أفراح كبيرة بعد توقيع اتفاقية فض الاشتباك الثاني بين مصر وإسرائيل، في احتفال مهيب شاهده العالم أجمع.