السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

أحمد زكي في ذكراه الـ16.. سيدني بواتييه العرب وملك التقمص (صور)

النجم الأسمر أحمد
النجم الأسمر أحمد زكي

تمر اليوم الذكرى السادسة عشر لوفاة النجم صاحب الألقاب المتعددة لقوة موهبته الإستثنائية، الفنان أحمد زكي الذي رحل في مثل هذا اليوم 27 مارس من العام 2005 أثناء تصوير حلمه الأخير في قالب السيرة الذاتية "حليم"، أسطورة الحب والانتماء.


(فيلم أبناء الصمت 1974)

نجح النمر الأسود، في تغيير معيار وبوصلة الفتى الأول بالشاشة المصرية من الوسامة المتناهية، والملامح الدقيقة إلى الملامح المصرية الصميمة، والسمرة الصريحة المعبرة عن تفاصيل النيل الخالد الذي استمد منه سُمرته المميزة.


(فيلم أحلام هند وكاميليا 1988)

هذا التغير جاء في الثمانينات، وقت التحولات الكبرى في المجتمع المصري منذ السبعينات، وتعدد الهجرات إلى دول النفط وظهور تيار الإسلام السياسي، و"توغل طبقة الطفيليين في انفتاح السداح مداح"، بحسب تعبير الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين، وتأخر سن الزواج للمشاكل الاقتصادية والمجتمعية الصعبة، وهو ما لُخص في ملامحه الصميمة للتعبير عن عقد عصيب في التاريخ الحديث.


(النجم الأفروأمريكي سيدني بواتيه)

رُفض الشاب الأسمر، من قِبل أحد الموزعين للقيام بدور البطولة في فيلم "الكرنك" في العام 1974 أمام السندريلا سعاد حسني، وذلك لعدم موائمة ملامحه المصرية المتناهية مع مرحلة الفتى الأول المتكئ على الوسامة الأورومتوسطية في ظل تواجد كبار الفتيان في حقبة السبعينات مثل: نور الشريف، محمود ياسين، محمود عبد العزيز، حسين فهمي، سمير صبري، محمود قابيل.


(مسلسل الأيام 1979)

لم يستسلم أحمد زكي لهذا الرفض فتدرج بين أدوار مختلفة المساحات في النصف الثاني من السبعينات، معلنًا أنه "سيدني بواتييه مصر" متخذه قدوةً، في تغيير قبلة هوليوود من الفتي الأبيض الوسيم إلى المارد الأسمر الجاذب للفتيات في وهج نيران العنصرية من ستينات القرن الماضي.


(فيلم حليم 2006)

خفتت معايير الفتى الأول بمتطلباته الكلاسيكية، وإستلهم أحمد زكي، تجربة سيدني بواتييه برؤية مصرية عند قدوم العام 1981 وتصدر اسمه أفيشات السينما على الطريق، من خلال أفلامه : موعد على العشاء، عيون لاتنام، أنا لا أكذب ولكني أتجمل، طائر على الطريق.


(فيلم ناصر 56 في العام 1996)

هذه الخطوة جاءت عبر إعداده لتلك اللحظة المهمة في تاريخ السينما، من خلال مشاركاته التليفزيونية في أواخر السبعينات بمسلسلات : اللسان المر 1976، لا شئ يهم 1977، نهر الملح 1977، بستان الشوك 1978، الغضب 1978، طيور بلا أجنحة 1979، أيام من الماضي 1979.


(فيلم أيام السادات 2001)

وسيظل المسلسل العلامة "الأيام" في العام 1979 المجسد لحياة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، النقطة التحولية الأبرز في حياة النجم الكبير والذي جعل السينما تغير من مفاهيمها العتيقة.


(فيلم النمر الأسود 1984)

أصبح الجان المرفوض في السبعينات، هو الجان المرغوب من المنتجين في الثمانينات تماشيًا مع تحولات المجتمع، ووقفن أمامه جميلات السينما مثل : ميرفت أمين، سعاد حسني، مديحة كامل، نبيلة عبيد، ليلى علوي، إلهام شاهين، آثار الحكيم، هالة صدقي، شيرين سيف النصر، وفاء سالم، تيسير فهمي، يسرا، سماح أنور، نجلاء فتحي، معالي زايد، عفاف شعيب، رغدة، منى عبد الغني، لبلبة، منى زكي.


(فيلم الحب فوق هضبة الهرم 1986)

تجول بمعينه التمثيلي ما بين السائق، والمحامي والأخصائي الاجتماعي والصحفي، مبرزًا تغيرات المهن التي عرضها في أفلامه في فترة الانفتاح وخلاصة تلك التغيرات، في قوله الشهير بفيلم "ضد الحكومة" في العام 1992 لبشير الديك وعاطف الطيب : "كلنا فاسدون لا أستثني أحدًا حتى بالصمت العاجز الموافق قليل الحيلة، كلنا فاسدون لا أستثني أحدًا، كلنا ندَّعي الفضيلة ولا نملكها".


(فيلم ضد الحكومة 1992)

وضع الفنان الأسمر، خطة بتجسيد رموز تاريخنا المعاصر والحديث على شريط السينما وهو ما بدأه في العام 1996 بفيلم "ناصر 56"، موضحًا أهم مائة يوم في تاريخ العالم عقب التأميم الذي صدح به الزعيم جمال عبد الناصر، خاطفًا شهقات وآهات من عاصر الزعيم في لحظات مصر المصيرية.


(فيلم زوجة رجل مهم 1987)

في العام 1981 على صدى نجاح مسلسل "الأيام"، قرر التليفزيون بتجسيد "البحث عن الذات" للزعيم أنور السادات، وجاء اختياره للفتى الأسمر الذي جسد شخصية العميد، لتذكيره الرئيس بشبابه، حتى جاء حادث المنصة ليسدل الستار على مشروع المسلسل الجديد، الذي تحقق على شريط السينما في العام 2001 من خلال فيلم "أيام السادات" الذي حصل من خلاله على وسام الجمهورية من الطبقة الأولى من الرئيس الأسبق حسني مبارك، مبرزًا قصة حياة الزعيم من العام 1941 وحتى الاستشهاد في ذكرى يوم النصر في العام 1981.


(فيلم عيون لا تنام 1981)

برز أحمد زكي في دور السادات، مُغلقًا الباب على من يأتي بعده في تجسيد تلك الشخصية التاريخية، وجاء الحلم الأخير الذي تزامن مع نهاية الرحلة، فيلم "حليم" الذي لم يكمله بسبب مرضه العصيب، وكانت أخر لقطة وداع لحليم بالفيلم أثناء تحفة قارئة الفنجان، هي آخر لقطة للفتى الأسمر مودعًا الفن الذي أحبه والجمهور الذي إحتضنه، في توأمة ملحوظة بين الأسطورتين من الميلاد وحتى الوفاة، ورحلة المعاناة من الشرقية وحتى المثوى الأخير.


(فيلم طائر على الطريق 1981)

رحل أحمد زكي جسدًا، ولا زال باقيًا بومضاته السينمائية المميزة، من خلال أعماله التي تعرض حتى الآن مثل : أبناء الصمت، العمر لحظة، الهروب، زوجة رجل مهم، البرئ، ضد الحكومة، الراعي والنساء، مستر كاراتيه، الباشا، الإمبراطور، أربعة في مهمة رسمية، أضحك الصورة تطلع حلوة، البداية، الحب فوق هضبة الهرم، هيستريا، النمر الأسود.

أكد النجم العالمي "روبرت دي نيرو" على عالمية النجم الأسمر، وقت إشادته بدوره في فيلم "زوجة رجل مهم" في العام 1987 بمهرجان موسكو، الذي رُشح فيه لجائزة أحسن ممثل وهو ما يؤكد على لقب "سيدني بواتييه العرب".

إمتلك في رصيده السينمائي ستة أفلام، من أحسن مائة فيلم في السينما وهي : أبناء الصمت 1974، إسكندرية ليه 1979، البرئ 1986، الحب فوق هضبة الهرم 1986، زوجة رجل مهم 1987، أحلام هند وكاميليا 1988.

كل هذه السيرة الحافلة تؤكد على ما قاله النجم الكبير نور الشريف بأن أحمد زكي، يمتلك جهازًا عصبيًا مُشعًا على الدوام، وهو سر تألقه الملحوظ في عالم الفن السابع.