الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"لا تنتظروا إجابة الآن".. هل يعود الإسلام السياسي في مصر؟

الرئيس نيوز

"لا تنتظروا أي إجابة إلا بعد عقد أو اثنين"، هكذا أجاب الباحث ناثان براون في تحليله المنشور على موقع Wilson Center الأمريكي للدراسات الدولية، على سؤال "هل يعود الإسلام السياسي في مصر"، وتناول الباحث الأسباب التاريخية التي أدت لسقوط جماعة الإخوان في مصر، ومعها تيار الإسلام السياسي.

وجاء في التحليل: "في الثلث الأخير من القرن العشرين، أي مع بداية تولي الرئيس السادات مقاليد الحكم، اتجه الكثير من المصريين أكثر نحو التدين بشتى أنواع الطرق، بدءًا من الحلقات الدراسية والأعمال الخيرية إلى اتباع الدعاة المشهورين. وبحلول أوائل القرن الحادي والعشرين، كان الكثير من هذا الاتجاه إلى التدين يتخذ وجهاً سياسياً وحضورا مهما". 

وعلى الرغم من أن العديد من الجماعات الدينية تتحاشى السياسة، إلا أن تنظيم الإخوان انفرد برغبته وسعيه للتأثير على الحياة العامة من خلال الترشح في الانتخابات، والدعوة إلى قوانين وسياسات جديدة، وتنظيم المؤيدين.

وكان التنظيم في قلب هذا المعترك السياسي على الرغم من أن جماعة الإخوان لم تؤسس كحزب سياسي لأنها لا تريد أن تنحصر في المجال الانتخابي. لكنها كتنظيم، أصبحت تتكيف مع ممارسة السياسة وتأمين المكاسب.

في عامي 2011 و2012، بعد الانتفاضات العربية واستقالة الرئيس حسني مبارك، بدا المسار السياسي مفتوحًا على مصراعيه فجأة. بعد لحظة من التردد اندفعت جماعة الإخوان للحل. وبحلول النصف الأول من عام 2013، تولى التنظيم الرئاسة واستعد للانتخابات النيابية. كما سعى إلى إيجاد طرق لإدارة مؤسسات الدولة ووضع أجندة تشريعية تتماشى مع أجندته.

لكن في صيف 2013، طرد الشعب المصري الرئيس الإخواني محمد مرسي من السلطة. كانت صدمة للإسلاميين، ولم تلتئم الجراح بعد سبع سنوات. لكن من الواضح أن الإسلاميين خسروا أكثر من الرئاسة.

أولاً، المسار السياسي في مصر آخذ في التطور في الوقت الحالي ولن يسمح  بالصعود غير المتكافئ للإسلام السياسي كما حدث في الانتخابات التي أعقبت ثورة 25 يناير مجددًا.

ثانيًا، ينتهز الإخوان ضعف الدولة أو مرورها بأوقات صعبة لكي يقترب من الأنشطة العامة، ويبدو أن رفض الشعب المصري لأيديولوجية الإخوان المنحرفة سيقف عقبة أمام سعيهم للتأثير في الشارع.
 
وثالثًا، أصبحت التنظيمات مثل الإخوان التي تمتدت في التاريخ على الساحات السياسية والدينية والاجتماعية الآن في حالة سبات افتراضي. ومن الصعب مع انتشار الوعي بانحرافهم بل يكاد يكون من المستحيل تجنيد أعضاء جدد. علاوة على المشاحنات بين تيارات عديدة متخاصمة داخل التنظيم ذاته.

رابعًا، انحسر الإرهاب في شبه جزيرة سيناء. وتلقى رداً قاسياً من الحكومة.

وفوق كل هذه الصعوبات هناك مخاوف مزعجة بين الإسلاميين من أن التدين الشكلي قد يكون في تراجع بسبب أفعال الإسلام السياسي وشعارات الإسلاميين وألاعيبهم لم تعد تنطلي على أحد بشكل عام.

في الوقت نفسه، تعرض الإسلام السياسي في مصر لضربة قوية، وتوقع التحليل أن الأسئلة حول ما إذا كانت الحركات الإسلامية ستظهر مرة أخرى - وبأي شكل - قد لا تتم الإجابة عليها حتى العقد أو العقدين القادمين.