الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"أملا في أي جديد".. فلسطينيو الضفة يراقبون انتخابات إسرائيل

انتخابات إسرائيل
انتخابات إسرائيل

قبل أسبوع واحد من توجه ملايين الإسرائيليين إلى صناديق الاقتراع لاختيار برلمان جديد للمرة الرابعة خلال عامين، يترقب الفلسطينيون في الضفة الغربية النتيجة التي ستسفر عنها الانتخابات عن كثب.
وقالت هنيدة غانم، الباحثة الفلسطينية في علم الاجتماع ومديرة مركز مدار "المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية" في رام الله، لصحيفة ميديا لاين إن الفلسطينيين في الضفة الغربية يولون أهمية كبيرة للانتخابات الإسرائيلية.
وأضافت: "في العادة ينظر الفلسطينيون إلى الانتخابات على أنها لحظة محورية يمكن أن تغير المشهد ككل وتعيد إلى طاولة المفاوضات قضية عملية السلام أو حتى وقف الاستيطان".
وتعتقد الباحثة أنه على الرغم من تفكير القيادة الفلسطينية في أن انتخابات الأسبوع المقبل قد تجلب وجوهًا جديدة وربما رئيس وزراء إسرائيليًا جديدًا، فمن المرجح أن تظل النتيجة كما هي. وعلقت قائلةً: "لا أتوقع حدوث تغييرات، وإذا كان هناك ثمة تغيير يذكر، فقد يكون للأسوأ".
نظرة سريعة على السباق السياسي الحالي في إسرائيل تُظهر "أنهم في الغالب أحزاب على اليمين. المنافسة الموجودة ليست بين حركة يسارية ويمينية، بل المنافسة اليوم على رئيس الوزراء المقبل، محصورة بين "بينيت"، و"سار" و"نتنياهو" أو تحالف مع معسكر يميني".
يتفق الفلسطينيون بالإجماع على أنه لا يوجد معسكر مقبول على الجانب الآخر للتفاوض معه، في الوقت نفسه فإن ساحة المعركة السياسية الإسرائيلية الداخلية تزداد تطرفاً وفقًا لصحيفة جيروزاليم بوست. وأردفت الباحثة الفلسطينية أن البديل عن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا يروق للفلسطينيين.
وتابعت: "دعونا نقول أن القضية الفلسطينية منذ سنوات لم تكن على جدول أعمال الأطراف الإسرائيلية. هناك غياب شبه كامل للقضية الفلسطينية، وإذا تابعت الانتخابات الأربعة الماضية، فإن القضية الحالية ستكون الصراع مع أو ضد نتنياهو ".
لا ينظر الفلسطينيون إلى الانتخابات الإسرائيلية على أنها شأن خارجي، بل شأن داخلي يؤثر بشكل مباشر على حياتهم. لذلك ليس من المستغرب أن يتابع الفلسطينيون في الضفة أكثر من غيرهم الانتخابات الإسرائيلية ويتوقعون نتائجها.
أما نهاد أبو غوش، خبير الشؤون الإسرائيلية من رام الله، فقالت لصحيفة ميديا لاين إن الفلسطينيين في الماضي كانوا حريصين على معرفة نتائج الانتخابات وانعكاساتها على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لكنه يرجح أن غالبية الفلسطينيين اليوم يفعلون ذلك في ظل عدم رؤية أي مرشح مقبول للتعامل معه.
وأضاف الإعلامي والسياسي الفلسطيني: "اسرائيل محل اهتمام دائم لدى الفلسطينيين بحكم الأمر الواقع. في الماضي كان هناك رهان على معسكر السلام أو اليسار. أما الآن فلا يوجد معسكر سلام".
ورسميًا، تقول السلطة الفلسطينية إنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية لإسرائيل، لكن منذ عام 2012 كلف الرئيس محمود عباس لجنة بالتواصل مع الإسرائيليين على أمل تغيير خيارات الاقتراع.
وقال أبو غوش "نصيحتي للسلطة الفلسطينية هي أن تضع في اعتبارها أولوية ترتيب الوضع الداخلي. لاستعادة الوحدة الوطنية واستعادة خياراتها القتالية بدلاً من محاولة التأثير على الانتخابات الإسرائيلية".
يعيش أكثر من 2.7 مليون فلسطيني في الضفة الغربية. وليس لديهم الحق في التصويت في الانتخابات الإسرائيلية، لكنهم يقولون إنهم يتأثرون بشكل مباشر بأي سياسات حكومية إسرائيلية.
يقول الصحفي والمحلل المقيم في رام الله فارس الصرفندي إنه مع تركيز الإسرائيليين على القضايا الداخلية، فإن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قد تراجع إلى الوراء.
ويختلف الصرفندي في الرأي، فيعلق قائلاً: "الفلسطينيون صاروا أقل اهتماما بالانتخابات الإسرائيلية وما يجري في الشارع الإسرائيلي لأنهم بالفعل جربوا كل التيارات السياسية الاسرائيلية ولم يتغير شيء بالنسبة لهم".
ويتابع عصمت منصور، الخبير في الشؤون الإسرائيلية المقيم في رام الله، السياسة الإسرائيلية عن كثب ويقول إن الفلسطينيين في الماضي كانوا قد أولوا قدرا كبيرا من الاهتمام بمخرجات الانتخابات الإسرائيلية، ولكن بسبب عدم إحراز تقدم في مفاوضات السلام، فإن هذا الاهتمام آخذ في التضاؤل".
وأضاف "لا يوجد بين المتنافسين حزب أو مرشح يحمل أي مشروع أو خطة ذات مصداقية لحل القضية الفلسطينية.. كلهم رفضوا حل الدولتين.. وهناك خيبة أمل لعدم ظهور القضية الفلسطينية في البرامج السياسية الإسرائيلية. وأضاف "لا يوجد الآن حزب من شأنه أن يمثل بصيص أمل للفلسطينيين".
في غضون ذلك، لا يعتقد الصرفندي أن الانتخابات الإسرائيلية ستدخل حقبة جديدة من الأمل للفلسطينيين، على الرغم من اعترافه بأن: "الجميع يفضل أن يكون بنيامين نتنياهو غائبًا عن المشهد السياسي الإسرائيلي".