الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أخبار

مدبولي يجرى حوارا مع خبراء ومخططين بشأن تطوير القاهرة التاريخية

الرئيس نيوز

أجرى الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء حوارا مع عدد من الخبراء والمخططين بشأن تطوير القاهرة التاريخية، خلال جولته التفقدية بمنطقة الغورية وباب زويلة، اليوم، وأدلى بتصريحات حول مشروعات تطوير وإحياء القاهرة التاريخية.

 وخلال تصريحاته، أكد رئيس الوزراء أن المنطقة التى يقف على أرضها الآن بصحبة عدد من المسئولين هى منطقة عزيزة على قلوبنا نحن المصريين جميعا، والتى تتمثل فى القاهرة التاريخية، حيث إنها تُعد واحدة من المواقع المدرجة ضمن التراث العالمى، مؤكدا القيمة البالغة لهذا المكان الذى كان شاهدا على مجريات وأحداث تاريخية عديدة، حيث أن نشأة القاهرة كانت من هنا منذ ما يزيد على الألف عام، ومن هنا كانت انطلاقة مدينة القاهرة العظيمة.

 وأشار الدكتور مصطفى مدبولى إلى أن منطقة القاهرة التاريخية تضم نحو 537 مبنى أثريا مسجلة فى التراث العالمى ومنظمة اليونيسكو، أى أنها أماكن أثرية تعتبر فى الأعراف الدولية كنزا من التراث الحضارى الكبير، الذى يستوجب منا جميعا كمصريين وكعالم أجمع الحفاظ عليه، وهو ما نسعى للقيام به خلال هذه المرحلة، لافتا فى هذا الصدد إلى القرارات العديدة التى صدرت بشأن هذه المنطقة خلال العقود السابقة، وتم تنفيذ خطوات كثيرة تتعلق بترميم بعض المبانى الأثرية القائمة بها، وتطوير أجزاء منها كمشروع تطوير شارع المعز، إلا أنه لم يتم النظر إلى هذه المنطقة بصورة متكاملة، ولذا فقد عانت المنطقة كغيرها من المناطق الأخرى من عدم الرغبة فى التدخل للتعامل مع المشكلات التى تعانى منها، وهو ما أدى إلى تدهورها بشكل كبير كما تلحظون بأنفسكم، كما شهدت انهيارات لأحد المبانى الأثرية على مدار الفترات الماضية، كما شهدت وقوع بعض الحرائق.

 ولفت رئيس الوزراء إلى أن هذه المنطقة التاريخية تزخر بالعديد من المبانى الأثرية والتاريخية، لكنها شهدت بناء كم هائل من المبانى لا تربطها بالقيمة الحضارية أو التراثية أى علاقة، ولا بالطابع الخاص لهذه المنطقة الاثرية، وتحولت العديد من الأماكن منها إلى مبان مهدمة وعشوائيات.

 وفى هذا السياق، نوّه رئيس الوزراء إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، أشار فى كلمته، خلال احتفالات الدولة بيوم الشهيد الأسبوع الماضى، إلى أنه سيتم بالتزامن مع افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة الاعلان عن جمهورية ثانية حديثة، كما أكد على أنه مع الخروج إلى العاصمة الإدارية الجديدة، لن نرفع أيادى التطوير عن مختلف مدن وعواصم الجمهورية القديمة كالقاهرة، والإسكندرية، وبورسعيد.

 وأكد رئيس الوزراء على أنه أن الأوان للتعامل مع واحدة من أهم المناطق التاريخية بالقاهرة بصورة شاملة، وهى أصل القاهرة وتاريخها العريق، قائلا: لقد تصادف إعلاننا عن بدء تنفيذ مشروعات تطوير القاهرة التاريخية ببعض الانتقادات من جانب بعض الخبراء وهو ما يدعونا للتساؤل : هل يعد ترك المنطقة على ما هى عليه الآن دون إحداث تطوير يُعد حفظًا للتراث؟.

 كما شدد الدكتور مصطفى مدبولى على أننا ننطلق فى عمليات التطوير من ثوابت وأسس عديدة، تتضمن العمل على ترميم المبانى الأثرية، وإعادة الاستفادة منها واستثمارها، مع الحفاظ على النسيج المعمارى والحضارى لها، وكذا المبانى التى لها قيمة تاريخية بها، والسعى لتطويرها، إلى جانب النهوض بمستوى الورش والمحلات بتلك المنطقة ورفع جودة منتجاتها، فضلا عن تحسين الظروف المحيطة بها، وتهيئة شبكة أفضل للبنية الأساسية لها.

 كما أكد رئيس الوزراء أن مصر تزخر بالكثير من الكنوز والمناطق التاريخية، ونحن نستهدف عودة الحركة السياحية لهذه المناطق؛ سواء كانت داخلية أو خارجية، فضلا عن إعادة إحياء الحرف التراثية الموجودة بهذه المناطق، مشيرا إلى ضرورة التعامل مع بعض الأنشطة الدخيلة شديدة الخطورة على هذه المناطق، موضحا أن تدهور المنطقة وعدم الاهتمام بها أسهم فى ظهور بعض الأنشطة الدخيلة شديدة الخطورة على المنطقة، وهو الوضع الذى لا يمكن استمراره، ولاسيما مع وجود بعض الورش والمخازن التى تحوى مواد شديدة الخطوة، مستشهدًا فى هذا السياق بالحوادث الأخيرة نتيجة تخزين مواد شديدة الخطورة فى بعض العمارات.

 وفى الوقت نفسه، تطرق رئيس الوزراء، خلال تصريحاته، إلى المشكلات التى تعانى منها هذه المنطقة التاريخية، والتى يتمثل بعضها فى وجود مياه جوفية أسفل المبانى الأثرية، فضلا عن ضرورة تنظيم الحركة المرورية بشوارعها وضواحيها.

 كما تناول الدكتور مصطفى مدبولى الشائعات التى يتم تداولها على مواقع وسائل التواصل الاجتماعى التى تنقل معلومات مغلوطة ومضللة عن اعتزام الحكومة القيام بتنفيذ أعمال هدم وتهجير لسكان المنطقة، وما تم تلقيه فى هذا الشأن من استفسارات للمواطنين، مؤكدا أن هدف الدولة هو التطوير والتحسين وليس إخراج الأهالى من المنطقة أو تنفيذ أعمال هدم أو إزالة، وذلك اقتناعًا وإيمانًا منها بأن قيمة المنطقة لا تكمن فقط فى آثارها وإنما فى الإبقاء أيضًا على الحرف اليدوية والتراثية المتواجدة، بل والحفاظ عليها وتطويرها وتطوير المنطقة بأكملها بشكل مؤسسى، موضحًا أن إخراج الحرف من المنطقة سيفقدها قيمتها التى تعد جزءًا لا يتجزأ منها، وطمأن أهالى المنطقة بأن الدولة ستنفذ أعمال تطوير للمنطقة، وستقوم بتقديم الدعم اللازم لتطوير حرفهم التراثية.