الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مؤرخ في بلاط صاحبة الجلالة.. كيف تنبأ عباس الطرابيلي بمستقبل الصحافة الورقية؟

الكاتب الصحفي عباس
الكاتب الصحفي عباس الطرابيلي

توفي مساء أمس الجمعة، الصحفي والمؤرخ الكبير "عباس الطرابيلي" عن عمر ناهز الخمسة والثمانين عامًا بسبب فيروس كورونا، تاركًا إرثًا فكريًا وتاريخيًا وصحفيًا من رحيق "حزب الوفد" منبر الوطنية المصرية، وقبلتها نحو الحداثة والعراقة وقت مقاومتها للاحتلال البريطاني.

ولد "الطرابيلي" بدمياط يوم 11 يناير من العام 1936، وروى أن والدته قالت له : " يا وله أنت هتموت وأنت ماسك ورقة"، كناية عن عشقه للقراءة منذ حداثة سنه ومداعبة الأيام له بكتابة ما سطرته الأقدار بكونه أحد أبرز الصحفيين والمؤرخين بنكهة وفدية.

بدأ "الطرابيلي" استنشاق تاريخ وطنه، في العام 1950 وقت مقاومته للإنجليز بمسكه للسلاح الذي ألهمه بكتابة تاريخ مصر بتلغرافية الصحافة، وكان في السادسة عشر من عمره.

التحق بكلية الآداب قسم الصحافة، وكان من أول دفعات هذا القسم مع "مصطفى شردي"، "عبد الوهاب مطاوع"، "جمال بدوي"، وتم اختياره من قِبل "مصطفى أمين" للعمل محررًا بأخبار اليوم ثم سافر إلى الإمارات وأسس جريدة الاتحاد هناك.

عاد إلى مصر في العام 1981، وعندما تم تأسيس جريدة "الوفد" بعد عودة الحزب مجددًا في العام 1978، عمل مساعدًا لرئيس التحرير، مع زميل دفعته "مصطفى شردي" ثم مديرًا للتحرير ثم رئيسًا للتحرير في العام 1998 واستمر بمنصبه لأكثر من عشر سنوات.

كان له دور كبير في توطيد أركان جريدة "الوفد"، بمنبر الصحافة مع "مصطفى شردي"، و"جمال بدوي" من خلال الصحافة الحزبية على المستويين الورقي والإلكتروني.

قدم "الطرابيلي" للمكتبة العربية، العديد من المؤلفات المعتمدة على التأريخ مثل : "أشهر حدائق القاهرة"، "أشهر شوارع القاهرة"، "أغرب الأسماء المصرية والعربية"، "عجائب الأسفار وعجائب الأطباق"، "أحياء القاهرة المحروسة".

كان من المنتظر أن يعرض له كتابًا في معرض الكتاب القادم، بدورته رقم 52 بعنوان "لوردات الصحافة في مصر"، يتناول فيه فطاحل الصحافة وزملاء المدرج الذين تعامل معهم في رحلته الطويلة وتعلم منهم مثل : "مصطفى أمين"، "علي أمين"، "كامل الشناوي"، "موسى صبري"، "عباس محمود العقاد"، "سعيد سنبل".

أشار في فصل بالكتاب عنوانه "قبل أن تصدر شهادة وفاة الصحافة الورقية"، بوفاة الصحافة الورقية في مصر قبل أقل من خمس سنوات، وذلك لكثرة عدد العاملين بالمؤسسات الصحفية الذين يصفهم بالجيش فى كل صحيفة إلى جانب زيادة أعداد خريجي كليات الإعلام لتصل إلى 19 كلية إعلام و23 قسم صحافة.