السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
سياسة

دعم الإرهابية أبرزها.. عقبات في طريق «خلوصي آكار» لترميم العلاقات بين القاهرة وانقرة

الرئيس نيوز

يجتذب دور مصر في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والقرن الأفريقي الكثير من اهتمام المحللين والمتابعين مؤخرًا.

وفي أقل من أسبوع، منذ بداية مارس الجاري، استضافت مصر الاجتماع الوزاري لجامعة الدول العربية، واستقبلت وفودًا دبلوماسية رفيعة المستوى من قطر لتسريع عملية المصالحة بين القاهرة والدوحة، وتنسيق زيارة رئاسية إلى السودان سبقها اتفاقية تعاون عسكري تاريخية بين القوات المسلحة المصرية والسودانية، وأجريت مباحثات مع المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا، حيث يجتمع البرلمان الليبي للموافقة على تشكيل الحكومة الجديدة.

ووفقًا لتحليل نشره موقع Levant News International اللندني، فإن الحدث الأكثر بروزًا في هذا الصدد هو المساعي الحثيثة التي قام بها مؤخرًا كبار المسؤولين الأتراك للتعبير عن رغبة رسمية في استعادة العلاقات مع مصر، في حادثة نادرة، خلال التمرين البحري "مافي فاتان 2021" في السادس من مارس، أشاد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار بمصر لاحترامها الجرف القاري لتركيا واعتبر ذلك فرصة لأنقرة لتحسين العلاقات مع القاهرة في المستقبل، ليبرز خلوصي كأس حربة في مساعي تركيا للتودد إلى مصر.

وفي تصريحات إيجابية نادرة، في ظل حكم أردوغان، قال وزير الدفاع التركي: "لدينا العديد من القيم التاريخية والثقافية المشتركة مع مصر. وتفعيل هذه القيم يمكن أن يحدث فرقا في العلاقات في الأيام المقبلة".

في اليوم التالي، قال المتحدث باسم الرئيس التركي إردوغان، إبراهيم كالين، لبلومبيرج "من الممكن فتح صفحة جديدة في علاقة تركيا بمصر ودول الخليج لتحسين السلام والاستقرار الإقليميين". ووصف مصر بأنها عقل وقلب العالم العربي.

وأكد كالين اهتمام حكومته بالتحدث مع مصر حول القضايا البحرية في شرق البحر المتوسط ​​بالإضافة إلى قضايا أخرى في ليبيا وعملية السلام والفلسطينيين. ولم يستبعد خفض التوترات واشار إلى أن هذا النوع من "الشراكة" يمكن أن يساعد في الاستقرار الإقليمي من شمال إفريقيا إلى شرق البحر الأبيض المتوسط​​".

على مدى الأشهر القليلة الماضية، أعلنت أنقرة عن عقد اجتماعات بين مسؤولي المخابرات المصرية والأتراك بصفة منتظمة، بهدف التفاوض على الخلافات السياسية بين القاهرة وأنقرة. قد تلعب نهاية الخلاف الذي دام سبع سنوات بين البلدين دورًا مهمًا في تغيير الجغرافيا السياسية لمنطقة الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط.

كما هو متوقع، أثار تقارب أنقرة مع القاهرة قلق اليونانيين والقبارصة. يعتقد العديد من اليونانيين أن استعادة العلاقات الجيدة بين تركيا ومصر يشكل تهديدًا لشراكة مصر مع اليونان وقبرص وإسرائيل في شرق البحر المتوسط. قام وزير الخارجية اليوناني، في 8 مارس، بزيارة مفاجئة إلى القاهرة للتأكد من أن مصر لن تتخلى عن اليونان، إذا أعادت العلاقات مع تركيا. في الحقيقة، هذا غير ممكن. تمت المصادقة على الشراكة بين مصر واليونان وقبرص وإسرائيل في البحر المتوسط ​​من قبل البرلمانات المحلية والقوانين الدولية، وبالتالي فهي دائمة ولا رجعة فيها. نعم، قد تنضم تركيا إلى هذه الشراكة في المستقبل، لكنها لا تستطيع كسرها.

ومع ذلك، فإن السؤال المهم الآن، هو ما إذا كانت المصالحة بين تركيا ومصر ممكنة حقًا، خاصة بعد أن تتقدم مصر بنشاط في المصالحة مع قطر، منذ يناير، والتناقضات اللامتناهية في المواقف التي تتبناها القيادة السياسية التركية تجاه مصر تعيق عملية إصلاح الصدع وتطبيع العلاقات بين البلدين، بحيث يشكل كل منهما قيمة اقتصادية وسياسية وعسكرية مضافة للآخر، إذا اختار الجانبان التعاون.

لا يوجد خلاف مباشر بين المصريين والأتراك، على العكس من ذلك، كما أشار خلوصي أكار، هناك العديد من القواسم الثقافية والتاريخية المشتركة، والعديد من المصالح الاقتصادية والسياسية المتبادلة والتقارب الجغرافي، الأمر الذي يجب أن يجعل مصر وتركيا شريكين لا متعارضين، ولكن العقبة البارزة الآن هي إصرار أردوغان على الاستمرار في دعم أنشطة تنظيم الإخوان الإرهابي ضد الدولة المصرية.

وبالتالي إذا كانت تركيا تريد حقًا إقامة علاقات مستقرة ومثمرة مع مصر،  فيجب على تركيا أولاً إنهاء دعمها للإخوان وهذا شرط يستبعد التحليل أن تتخلى عنه الدولة المصرية أو أن يفغله الشعب المصري، ويرى كثير من المصريين اليوم تركيا دولة معادية بسبب دعم أردوغان المستمر لتنظيم الإخوان الإهابي.

وبحسب استطلاع عام أجراه معهد الديمقراطية الليبرالية، في عام 2017، فإن أكثر من 80٪ من المصريين قالوا إنهم يعتبرون جماعة الإخوان جماعة إرهابية، ورفضوا مقترح مصالحة الدولة مع الجماعة، بأي حال من الأحوال.

كما أن  مشاهدة أردوغان وهو يلوح بأصابعه الأربعة في جميع إطلالاته العلنية، يجعل المصالحة بين تركيا ومصر تبدو وكأنها مهمة مستحيلة، لا يمكن أن ينجزها وزير الدفاع التركي ولا غيره من المسؤولين.