الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

للتغلب على «زحام القاهرة».. سباق بين الشركات الناشئة في الحلول التكنولوجية للأزمة

الرئيس نيوز

تبحث الشركات الناشئة في القاهرة التي تعاني من الزحام والتلوث عن حلول تكنولوجية لحل مشاكل النقل في المدن الضخمة الآخذة في الاتساع والتي تكافح بالفعل بتجاوز عدد سكانها أكثر من 20 مليون نسمة، مع وجود ثلاثة خطوط مترو فقط وحافلات مزدحمة تخدم العاصمة، فإن وسائل النقل العام تعمل بأقصى قدرتها.

قال خبير المرور أسامة عقيل، من جامعة القاهرة، لصحيفة بيزنس تايمز: "مشكلة المرور في القاهرة الكبرى نتج عنها سرعات متوسطة منخفضة للغاية لا تتجاوز 10 كيلومترات في الساعة"، مشيرًا إلى أن حل مشاكل العاصمة يجب أن يكمن في إصلاح المواصلات العامة.

وتعتبر القاهرة، المدينة العربية الأكثر اكتظاظًا بالسكان حيث يعيش خمس المصريين، وفي المرتبة 30 في العالم من حيث الازدحام، وفقًا لشركة TomTom، صانعة أنظمة الملاحة بالمركبات الهولندية، فيما شرعت الحكومة المصرية في تحول حضري طموح، لكن هذا يركز بشكل أساسي على بناء عاصمة إدارية جديدة على بعد حوالي 50 كيلومترًا شرق القاهرة، إذ تم في القاهرة نفسها، بناء العديد من الجسور العملاقة على الطرق لتجنب الازدحام في الضواحي المكتظة بالسكان، والتي انتقدها البعض بسبب الأضرار المعمارية التي حدثت في المناطق التاريخية.

ويبحث الرواد مجال التكنولوجيا يبحثون أيضًا عن حلول محلية خاصة بهم. وهي تشمل شركة "ترانسبورت فور كايرو" (TfC)، التي أطلقت خريطة مفصلة لطرق المدينة بما في ذلك شبكات النقل غير الرسمية لتوفير "بيانات عملية وذات جودة عالية"، إذ يتم استخدام البيانات "لتحسين التنقل في المناطق الحضرية"، لمساعدة الركاب على التنقل بشكل أفضل في المدينة وتقليل أوقات الرحلات.

وقال محمد حجازي أحد مؤسسي شركة TfC "من خلال رسم خرائط للمدن الكبيرة واستخدام البيانات للتخطيط المستقبلي، نأمل في تغييرها للأفضل فنحن نعمل مع السلطات لتغيير طريقة عمل النظام".

في الوقت الحالي، يسد نظام غير رسمي من الحافلات الصغيرة، والتوكتوك وسيارات الأجرة، وملايين السيارات الشخصية، الشرايين الحضرية بالمدينة. ووفقًا لتقرير Tom Tom فإن السائق القاهرة يضيع أكثر من خمسة أيام في السنة عالقًا في حركة المرور، ماله تأثير كبير على إنتاجية العمل، حيث يضيف ما يصل إلى 8 مليارات دولار أمريكي تضيع كل عام، وفقًا لدراسة أجراها البنك الدولي عام 2014. وتقدر أن الازدحام المروري في القاهرة قد يكلف مصر ما يصل إلى 4 في المائة من إجمالي الناتج المحلي.

سباق الشركات الناشئة

تحاول شركة ناشئة أخرى، أجرة والت، رقمنة ما يقدر بنحو 30 مليون دولار أمريكي يتم تداولها نقدًا يوميًا في أجرة الركاب من خلال تطبيق الهاتف الخاص بها، مما يؤدي إلى الدفع بدون تلامس لدفع ثمن التذاكر.

وقال مؤسس أجرة خالد خليل لفرانس برس "نعمل على تسهيل المدفوعات مقابل النقل". تعمل أجرة على دعم أسعار التذاكر من خلال بيع الإعلانات لشركات الحافلات الخاصة، مضيفًا: "الأموال التي تأتي من ذلك نستخدمها لمساعدة المستخدمين والسائقين على حد سواء"، مضيفًا أنه يعتقد أنه من خلال وقف التعامل مع النقد، يمكن للتطبيق أن يساعد في خفض فرص عدوى كورونا أيضًا.

وفي الوقت نفسه، تأمل خدمة مشاركة السيارات Tink في اقتحام قطاع مشاركة السيارات، من خلال تطبيق ينشئ شبكات اجتماعية لأصدقاء مشتركين ينتقلون إلى نفس الوجهة، إذ قال عادل المحروقي، أحد مؤسسي Tink، "لقد حولنا استخدام السيارات بشكل أكبر إلى تجمعات اجتماعية".

تشير تقديرات البنك الدولي إلى أن الازدحام المروري يعني مستويات أعلى من الانبعاثات الضارة، حيث يكلف تلوث الهواء حوالي 1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.

يعتقد حجازي، مصمم الخرائط، أن بياناته يمكن أن تضع القاهرة على الطريق نحو "الهدف النهائي" إزالة الكربون من شبكة النقل، موضحًا: "كل شيء يجب أن يكون كهربائيًا".