الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

لماذا تسعى تركيا لترسيم حدودها البحرية مع مصر؟

الرئيس نيوز

عاد التلميح التركي بشأن رغبتها في ترسيم حدودها البحرية مع مصر، في منطقة شرق المتوسط الغنية بالاكتشافات البترولية والغازية؛ فلم تكف أنقرة عن طلبها من القاهرة بالانخراط سويًا لإنهاء الملف الشائك، وجددت تركيا تمسكها بالحوار من أجل التقاسم العادل للموارد الطبيعية في شرق البحر المتوسط واستعدادها لتوقيع اتفاقية لترسيم الحدود مع مصر، معتبرة أن هذا الأمر رهنٌ بموقف القاهرة.
ووقعت مصر اتفاقيتين أحدهما مع قبرص والأخرى مع آثينا، لترسيم الحدود البحرية بينهم في شرق المتوسط، واعترفت تركيا على لسان وزير خارجيتها مولود تشاويش أوغلو، أن مصر حفظت وراعت حقوق تركيا في شرق المتوسط، وأعرب الوزير وقتها تطلع بلاده ترسيم الحدود البحرية مع مصر، لكن الأخيرة أكدت إلتزامها بمخرجات القانون الدولي (قانون ترسيم البحار)، إزاء تلك القضايا.

ومؤخرًا، قال رئيس الوزراء التركي الأسبق، أحمد داود أوغلو، أن المخرج الوحيد لتركيا من الحصار في شرق المتوسط هو التواصل مع مصر، والعمل على ترسيم الحدود البحرية في شرق المتوسط معها، ولفت إلى أن ما تسمى "خرائط إشبيلية" – مجموعة من الخرائط التي وضعها الاتحاد الأوروبي وتحدد النقاط البحرية لتركيا، وقد وقعت أنقرة عليها رُغم أنها تحرمها من مساحات واسعة في المياه الاقتصادية في شرق المتوسط وبحر إيجه – يمكن تجاوز نتائجها إذا ما رسمت أنقرة حدودها البحرية مع مصر في شرق المتوسط.
وفيما تبدو محاولة من أنقرة تحفيز مصر على اتخاذ تلك الخطوة، قالت تركيا إن الترسيم البحري بين مصر وتركيا، سيضاعف المساحة الاقتصادية لمصر في شرق المتوسط، فيما تتحفظ القاهرة على سلوكيات أنقرة العدائية في شرق المتوسط، وترى أن الثروات في تلك المنطقة عامل تعاون وليس عاملًا للصراع والتحدي. 

عزلة تركيا
الباحث في الشؤون التركية، أشرف سالم، قال لـ"الرئيس نيوز": "تركيا تعاني العزلة الدولية والإقليمية، فضلًا عن أن علاقتها مع جيرانها (أرمينيا واليونان وقبرص) في غاية السوء؛ بسبب سياسات أردوغان العدائية، وقد اقتنع رجب أردوغان أن تلك السياسات غير مجدية، لذلك هو يحاول التقرب من مصر لكسر العزلة فضلًا عن محاولة إعادة فتح قنوات اتصال مع الاحتلال الإسرائيلي".
لفت الباحث إلى أن مصر ليس لديها ما يمنع من ترسيم الحدود البحرية مع أي دولة، إذا ما كان ذلك في مصلحة شعبها، لكن في الوقت ذاته تضع عينيها على القانون الدولي، وتؤكد على ضرورة الإلتزام به، كما أن القاهرة ترفض أن يكون الترسيم البحري مع تركيا على حساب اليونان وقبرص، مشيرًا إلى أن تركيا ترفض التوقيع على قانون البحار.

أشار سالم إلى أن العلاقات مع تركيا في الوقت الحالي تشهد استقرارًا وهدوءًا، وقد أشارت تقارير إلى أن اتصالات على مستوى استخبارات البلدين تتواصل بشأن عدد من الملفات بينها الأوضاع في ليبيا لتفادي الصدام، وتابع: "رغم هذا التواصل إلا أن هناك ملفات أخرى أكثر سخونة مثل إيواء أنقرة لعناصر وقيادات إخوانية متورطة في أعمال عنف وإرهاب، وترفض تسليمهم للقاهرة، وتوفر لهم الدعم اللوجستي لابتزاز مصر، لا تزال غير محسومة".
أضاف سالم: "إذا رغبت أنقرة تحسين العلاقات مع القاهرة والانخراط في ملف شرق المتوسط فلابد أن تعالج أولًا ملف تنظيم الإخوان المسلمين"، وتابع: "لا بد من تقديم تنازلات في ملف المتوسط وقبرص، مع إقامة آليات تعاون إقليمي مع مصر، إذا ما رغبت أنقرة كسر عزلتها".

أمنيات تركية 
وخلال وقت سابق من اليوم الأربعاء، أكد نائب وزير الخارجية التركي سليم ياووز كيران، استعداد أنقرة لتوقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع مصر في البحر المتوسط، قائلاً إن بلاده تنظم عدداً من الفعاليات مع دول مطلة على المتوسط بما في ذلك مصر، من أجل تحديد مناطق النفوذ البحرية. 
زعم كيران، خلال ندوة نظمتها دائرة الاتصال في رئاسة الجمهورية التركية حول رؤية أنقرة للعدالة والتعاون شرق المتوسط وتأثيراتها على النظام الدولي: "عقدنا اجتماعاً مع مصر في هذا الشأن، ونحن مستعدون لعقد لقاءات أخرى، ومنفتحون لعقد اتفاقية تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة معها، وهذا الأمر متروك لموقف القاهرة".