«ذاكرة الكتابة».. 56 مقالًا ترصد التأملات الفكرية لمترجم «أصل الأنواع»
صدر عن الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة،
كنزًا جديدًا للكاتب والمفكر الكبير "إسماعيل مظهر"، كشف عن نقابه
الحفيد "إسماعيل جلال مظهر" بعنوان "تأملات في الأدب والحياة"
يضم 56 مقالاً، كانوا قد نشروا بجريدة الأخبار وآخر ما ظهر منها كان في يوم الجمعة
الموافق 9 فبراير من العام 1962، أي بعد وفاته بستة أيام.
صدر الكتاب ضمن سلسلة "ذاكرة
الكتابة" التابعة لهيئة قصور الثقافة، ويرأس تحريرها الدكتور "أحمد
زكريا الشلق"، ويشرف عليها الكاتب "جرجس شكري" وأعد الكتاب الحفيد
"إسماعيل جلال مظهر"، وراجعه وقدم له الدكتور "أحمد الهواري".
يقدم الكتاب وجبة دسمة من العلم والمعرفة
والرؤى النقدية والأفكار، كدليل مؤكد على مثقف موسوعي ينضح بالتنوع والثراء الفكري
عبر رحلته الكبيرة مع عالم الفكر والثقافة لأكثر من نصف قرن مبرزًا لنا الموائد
الفكرية المختلفة كي نقدر على الاختيار بين مختلف المذاهب والتوجهات كنوع من إعمال
العقل الموصل لحرية الاختيار وإتخاذ القرار.
نقب "مظهر" عبر صفحات كنزه الدفين،
تأملاته في التاريخ والدين واللغة والمذاهب الفكرية الجديدة مسترجعًا رحلته الثرية
بجامعة أكسفورد التي درس فيها العلم، ثم تركه متحولاً للأدب متعايشًا مع نفحات
رموز عاصمة الضباب "وليم شكسبير"، "ألكسندر فلمنج"،
"كريستوفر مارلو"، "شارلز داروين"، "ألكسندر
فاراداي".
فتش "مظهر" عبر صفحات كتابه عن الإصلاح
الاجتماعي، والسياسي والعدالة الاجتماعية والتطور اللغوي بناءً على تطورات الحياة
في فترات مختلفة، بين أحلام الصبا وطموحات الشباب، وتعقل الحكماء.
جاءت هذه المقالات في فترة المد الثوري في
الخمسينيات، وقت عنفوان ثورة 23 يوليو من العام 1952، ونجد في مداده شهادته
الموضوعية تجاه أحداث العالم، عقب تغير موازين القوى العالمية مما أثر على كافة
مناحي الحياة، وإبرازه لما حدث بالمجر وقت سقوط الشيوعية القصير في العام 1956
وعودتها الفورية عبر الدب السوفيتي.
يرصد لنا أيضًا الدمج الموحد للمجمعين اللغويين
السوري والمصري عقب إعلان الوحدة بين مصر وسوريا يوم 22 فبراير من العام 1958،
ومقترحه نحو كيفية تطوير عمليات النحت والتركيب المزجى
والقياس عند إخراج مصطلحات جديدة.
يُذكر أن "إسماعيل مظهر"، ولد
بالقاهرة في 19 يناير من العام 1891، وهو أحد الرواد الأوائل في عالم الفكر
والترجمة والتنوير والنهضة العلمية المعاصرة في مصر والعالم العربي مع فطاحل الفكر
وقتها مثل: "عباس محمود العقاد"، "طه حسين"، "سلامة
موسى"، "محمد السباعي"، "أحمد أمين"، "شكيب
أرسلان"، "علي مصطفى مشرفة".
ترجم كتاب "أصل الأنواع" للطبيب
البريطاني "شارلز دارون" ونشره في العام 1918، وأعيد طبعه في العام
1928، وترجم كتابَّي "نشوء الكون"، و"حياة الروح في ضوء
العلم"، وأصدر مجلة "العصور" في العام 1927، ورأس تحرير مجلة
"المقتطف" من العام 1945 حتى العام 1948.
كتب "مظهر" العديد من الموسوعات
والقواميس الخاصة بالمصطلحات العامة والمتخصصة منها : "معجم مظهر
الإنسيكلوبيدي" في العام 1951، "قاموس النهضة : عربي – إنجليزي"
1954.
من مؤلفاته الأخرى: "المرأة في عصر
الديمقراطية"، "القانون والحرية في حضارة الغرب"، "مهاتما
غاندي"، "تاريخ الفكر العربي"، "وثيقة الشرق"،
"بداءة عصر البطالمة"، "نزعة الفكر الأوروبي في القرن التاسع
عشر"، "فلسفة اللذة والألم".