الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بعد ضربات البوكمال.. كيف حددت إدارة بادين الخطوط الحمراء لإيران؟

الرئيس نيوز

بدا أن الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة الديموقراطي، جون بايدين، تسعى لرسم شكل المحددات التي ستكون لبلاده من جهة، وإيران وأذرعها المسلحة من جهة أخرى؛ إذ يعد قصف الطائرات الأميركية لقاعدة الميليشيات العراقية المدعومة من إيران في شرق سوريا، كان رداً على الهجوم الصاروخي على قاعدة للتحالف الدولي في مطار أربيل الدولي يوم 15 فبراير الحالي.
الباحث في الشؤون الإيرانية، علي رجب قال لـ"الرئيس نيوز": "خطوة واشنطن تعد بمثابة تحديد للخطوط الحمراء لإيران وأذرعها، فضلًا عن كونها تتضمن التأكيد على أن الاستمرار في سياسة تهديد واستهداف المصالح الأمريكية سيقابلها استهداف للمصالح الإيرانية وأذرع طهران المسلحة المنتشرة في المنطقة وتحديدًا في العراق وسورية ولبنان واليمن".

رسالة بايدين
ولفت رجب إلى أن استخدام القوة العسكرية للمرة الأولى في عهد الرئيس الجديد يُظهر أن الولايات المتحدة ستستخدم أدواتها العسكرية كلما كان ذلك ضرورياً لاستعادة الردع، ولو بشكل مؤقت، حتى وهي تستعد لإجراء محادثات نووية مع طهران، وتابع: "إدارة بايدن بعثت رسالة بتلك الضربة إلى طهران مفادها أن استعدادها للجلوس والتحدث لا يعني أن الميليشيات التابعة لإيران في جميع أنحاء المنطقة، يمكنها تهديد المصالح الأميركية".
أكد الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، أن استهداف منطقة البوكمال السورية المتاخمة للحدود العراقية، يشير إلى أن واشنطن تعلم مراكز القوة والضعف لتلك الميلشيات؛ إذ تعد المنطقة من أهم مناطق تمركز الميليشيات العراقية المدعومة من إيران في سوريا.
تشير تقارير إلى أن منطقة البوكمال السورية، سبق أن تعرض الموقع المعروف باسم "مجمع قاعدة الإمام علي"، لضربات متكررة منذ عام 2018، سواء كان ذلك من قِبل إسرائيل أو من الولايات المتحدة بشكل منفصل، بسبب استخدام طهران هذا الموقع في تخزين الصواريخ الإيرانية، وطائرات الدرون، والمعدات الصناعية العسكرية اللازمة لصُنعها وصيانتها.

دفاعية ومناسبة
وتحدث مسؤول في إدارة بايدن مع وكالات أنباء، وأكد أن الهدف من الضربة لم يكن تصعيدياً، وإنما ضربة دفاعية ومتناسبة مع الهجمات التي وقعت على قوات التحالف في العراق، وهو ما يفسر إسقاط الطائرات سبع قنابل موجهة بالأقمار الاصطناعية تزن كل منها 500 رطل.
أكد أن الضربات استهدفت ستة مخازن أسلحة داخل الموقع، ومعبراً حدودياً مُخصصاً للميليشيات يؤدي إلى القاعدة، بينما أُلغي إطلاق ذخائر أخرى من الطائرات الأميركية، بعد ما تبين عدم حدوث انفجارات كبيرة، ما يشير إلى أن هذه المواقع لم تكن تحتوي على ذخائر أو وقود أو متفجرات في ذلك الوقت.
ويعود اختيار القيادة الأميركية توجيه الضربة على الأراضي السورية وليست العراقية، إلى أن الميليشيات الشيعية التي نفذت الهجوم على قوات التحالف في أربيل بالعراق لديها موطئ قدم مهم في سوريا، وهي ميليشيات "كتائب حزب الله" التي صنفتها الولايات المتحدة جماعة إرهابية، وشقيقتها ميليشيات "كتائب سيد الشهداء"، بحسب قول وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن.