الثلاثاء 23 أبريل 2024 الموافق 14 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

أحد أهم حضارات العالم القديم.. قصة ميلاد علم المكسيك و«صرخة دولوريس»

الرئيس نيوز

تحتفل المكسيك في يوم الرابع والعشرين من فبراير من كل عام، بميلاد العلم الوطني المعبر عن هوية إحدى دول أمريكا الوسطى، المالكة لأهم حضارات البشرية في العالم القديم، وهي: "الأولمك"، "التولتك"، "التيوتيهواكان"، "الزابوتيك"، "المايا"، و"الأزتيك" قبل أول اتصال مع الأوربيين.


(ميغيل هيدالغو إي كوستيا)

يعد العلم هو بطاقة التعريف المكتنزة بماهية الدول طبقًا لما أشار إليه المؤرخ والباحث "ألفريد زانميرويسكي" في موسوعته العالمية "موسوعة الأعلام"، فبدون العلم تفتقر الدول لهويتها بين الأمم.

يعود تاريخ علم دولة المكسيك للعام 1810 الذي أعتمد رسميًا في يوم السادس عشر من سبتمبر، بناءً على "صرخة دولوريس" التي أطلقها كاهن رعية "دولوريس"، "ميغيل هيدالغو إي كوستيا"، لاستقلال المكسيك من براثن الاستعمار الإسباني، الذي احتلها في العام 1521، وأطلق عليها اسم "إسبانيا الجديدة".


خرج علم المكسيك من بين ثنايا صيحة الكاهن الثائر، الذي كون جماعة مسلحة حتى تتحرر بلاده من نير الإمبراطورية الإسبانية من خلال تعاونه مع قائد الجيش الإسباني االاستعماري "إجناسيو إلليندي"، وقائد الميليشيا "خوان ألداما"، "لاكوريخيدورا" خوسيف أورتيز دي دومينجيز.

تم القبض على "ميجيل هيدالجو إي كوستيا"، وبعض جنوده وأُعدم رميًا بالرصاص في "تشيواوا" في يوم الحادي والثلاثين من يوليو من العام 1811، وانتقلت القيادة بعد ذلك للكاهن "خوسيه ماريا موريلوس" والذي سيطر على مدن الجنوب الرئيسية.

ظلت المقاومة مستمرة حتى حصلت المكسيك على استقلالها، في العام 1821 في عهد "أغوستين دي إتوربيدي" وتحولت من "إسبانيا الجديدة" إلى "الولايات المتحدة المكسيكية" ومرت بالعديد من التحديات ما بين الاحتلال الفرنسي ثم الحرب المكسيكية الأمريكية، والتي تسببت في اقتناص عدد من ولاياتها وتحولها للسيادة الأمريكية.


خرج العلم بماهيته الحالية، بناءً على السيرة الكفاحية التي تمتاز بها قارة أمريكا اللاتينية، ويتكون العلم من ثلاثة ألوان : "الأخضر"، و"الأبيض"، و"الأحمر"، وهي ألوان جيش التحرير الوطني للمكسيك.

يرمز اللون "الأخضر" للأمل، واللون "الأبيض" للصفاء والوحدة، واللون "الأحمر" لدماء الأبطال والشهداء الذين رووا بدمائهم أرض المكسيك، وفي منتصف العلم شعار الدولة المكسيكية، وهو مبني على رمز "تينوتشتيتلان" (مكسيكو سيتي الآن) عند "الأزتك"، حيث كانت المدينة مركزًا لإمبراطورية "الأزتك"، وهو يصور نسرًا يجلس على نبتة صبار ويلتهم ثعبانًا، حيث أشار النسر للأزتك إلى حيث يؤسسون مدينتهم "تينوتشتيتلان".


(الرئيس المكسيكي بينيتو خواريز)

 أتى الشعار من أساطير "الأزتك" بأن آلهتهم أخبرتهم ببناء مدينة حيث يرصدون نسرًا على صبار يأكل ثعبانًا، وهي الآن مكسيكو سيتي.

 جاء تصميم العلم من خلال علمنة الدولة المكسيكية في عهد الرئيس "بينيتو خواريز" (رئيس البلاد من العام 1858 إلى 1872).


(الرئيس لويس إيشيفيريا)

مر علم المكسيك بالعديد من التغيرات، وتم اعتماده رسميًا في العام 1968 في عهد الرئيس "جوستافو دياز أورداز" بناءً على تصميمه في العام 1821.


عندما يتم عرض العلم المكسيكي، يقف المكسيكيون على أهبة الاستعداد مع وضع ذراعهم اليمنى وقت التحية على صدورهم، ويتم تعليم الأطفال المكسيكيين قراءة القسم إلى العلم :

علم المكسيك
تراث أبطالنا،
رمز الوحدة
من آبائنا وأشقائنا.
نحن نعد دائمًا أن نكون مخلصين
لمبادئ الحرية والعدالة
التي تجعل وطننا
الأمة المستقلة والإنسانية والسخية
التي نسلمها وجودنا.